اخبار فلسطين
موقع كل يوم -راديو بيت لحم ٢٠٠٠
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
بيت لحم 2000 -مع دخول موسم قطف الزيتون، يواجه المزارعون الفلسطينيون هذا العام تحديات غير مسبوقة، إذ تتفاقم معاناتهم بفعل اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه التي طالت الأراضي الزراعية والمزارعين على حد سواء، ما يضاعف الخسائر الاقتصادية والمعنوية لهذا القطاع الحيوي. ويأتي موسم الزيتون الذي يمثل رمز الصمود والارتباط بالأرض للفلسطينيين، في وقت يشهد تصعيدًا ملحوظًا في أعمال التخريب وقطع الأشجار، ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم الواقعة قرب المستوطنات أو خلف الجدار الفاصل، إلى جانب المضايقات المستمرة والاعتداءات الجسدية واللفظية.
وحول هذه القضية، أكد د. حسن بريجية، الخبير ومدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم فيحديث خلال برنامج 'يوم جديد' مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو 'بيت لحم 2000': أن الاعتداءات تصاعدت منذ 7 أكتوبر 2023، مسجلة ما يقارب ثمانية وثلاثين ألف اعتداء، أسفرت عن تضرر وحرق واقتلاع نحو 48 ألف شجرة زيتون، بما يعكس سياسة ممنهجة من الاحتلال لدعم مشاريع الاستيطان على حساب حقوق الفلسطينيين.
وأوضح د. بريجيةأن موسم الزيتون يحمل أبعادًا وطنية ودينية واجتماعية واقتصادية، إذ يعتمد عليه الفلسطينيون في تحصيل جزء من دخلهم السنوي، ويشكل فرصة للتقارب الاجتماعي بين أفراد العائلة والمجتمع المحلي. وأضاف أن الاحتلال يهاجم هذا الموسم باعتباره رمزًا للتمسك بالأرض وحقوق الفلسطينيين التاريخية، وأن الاعتداء على أشجار الزيتون يشكل محاولة لإضعاف الروابط الوطنية والاقتصادية والاجتماعية للمزارعين.
وأشار إلى أن الهيئة تعمل على عدة مستويات لدعم المزارعين وحماية أراضيهم، من خلال توفير المرافقة القانونية والميدانية، والتنسيق مع مؤسسات القطاع العام مثل وزارة الزراعة ووزارة العدل ووزارة الخارجية، بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية. كما توفر الهيئة أدوات الحماية وتنسق مجموعات مرافقة للمزارعين في المناطق الأكثر استهدافًا لضمان وصولهم إلى أراضيهم ومواجهة الاعتداءات.
وحول المناطق الأكثر تعرضًا للاعتداء، ذكر د. بريجيةأن الخطوط الرئيسية للتوتر تشمل جنوب شرق بيت لحم، مناطق الجبعة وبيت الساريا، بالإضافة إلى الأراضي المحاذية للمستعمرات حيث تشهد أشجار الزيتون استهدافًا مباشرًا. وأكد أن هذه الاعتداءات تستهدف رمزية شجرة الزيتون وقيمتها الوطنية والاقتصادية، مشددًا على أن الفلسطينيين مطالبون بالوعي القانوني والاجتماعي والدبلوماسي للحفاظ على أراضيهم وممتلكاتهم.
وأردف: 'يجب أن يكون المزارع قويًا في أرضه، ويعرف حقوقه القانونية، وأن يكون هناك تضامن شعبي ووطني لمواجهة الاعتداءات، مع توفير حماية دولية إذا أمكن، لتعزيز صمود المزارعين في موسم الزيتون'.
وفي ختام حديثه، شدد د. بريجية على أن المسؤولية تقع على الجميع – الحكومة، المجتمع المدني والمزارعين – للحفاظ على هذه الرمزية الوطنية، مشيرًا إلى أن شجرة الزيتون ليست مجرد محصول زراعي، بل تمثل الهوية الفلسطينية والثبات على الأرض.