اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٩ نيسان ٢٠٢٥
لا تقتصر شروط وفد المقاومة للمفاوضات غير المباشرة والمتفاوتة بين الحين والآخر في العاصمتين القاهرة والدوحة لوقف إطلاق النار في غزة: (وقف الإبادة الإسرائيلية، والانسحاب الإسرائيلي، وإعادة إعمار القطاع، وكسر الحصار)، على شروط فصائلية، بل هي أساسا مطالب جماهيرية تعلو حديث الغزيين الذين يتعرضون لإبادة جماعية في العصر الحديث أمام الهيئات الأممية والمجالس الحقوقية الدولية.
ويتفق 'ضحايا الإبادة' الذين يتضورون جوعا ويتألمون على أسرة المرض دون رعاية طبية أو دواء جراء الحصار العسكري المطبق على غزة على أهمية 'الرزمة الشاملة' التي طرحها رئيس حركة حماس في غزة د. خليل الحية، دون الدخول في اتفاقيات مجزأة تمنح رئيس حكومة الاحتلال المجرم بنيامين نتنياهو استئناف حرب الإبادة.
وفي مؤتمر صحفي عقده الحية في العاصمة القطرية، أول من أمس، أعلن استعداد حركته للبدء في مفاوضات الرزمة الشاملة بإطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين مقابل الوقف التام للحرب وانسحاب الاحتلال الكامل من القطاع وبدء إعادة الإعمار ورفع الحصار.
شروط جماهيرية
'هذه ليست شروطهم.. هذه شروط الشعب بعد هذه الإبادة'.. بهذه الكلمات عبر الحاج نهاد أبو حجير (62 عاما) عن رأيه في الشروط الأساسية لوفد المقاومة للدخول في اتفاق من شأنه إنهاء الحرب الهمجية على الغزيين.
وردا على سؤال 'فلسطين أون لاين' طرح سؤالا آخر في مقابله: 'ما فائدة اتفاق دون تحقيق مطالب الشعب؟'، معبرًا عن دعمه لوفد المقاومة الذي يخوض بين الحين والآخر جولات تفاوضية في سبيل تحقيق إنجازات فلسطينية سياسية وعسكرية وجماهيرية.
وقال: 'صبرنا الكثير الكثير.. عشنا 18 شهرا في مراكز النزوح والخيام ولا زلنا نعيش الخوف والجوع الشديد.. المطلوب بعد ذلك هو تحقيق مطالب أهل غزة'.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، يحكم جيش الاحتلال حصاره العسكري على معابر ومنافذ غزة دون السماح بدخول أي من المساعدات الغذائية أو الدوائية أو الإنسانية، وهو ما حذي ببرنامج الأغذية العالمي من التحذير بأن الآلاف من سكان غزة يواجهون مجددا خطر الجوع الحاد وسوء التغذية مع تناقص مخزونات الغذاء في القطاع.
وأضاف أبو حجير صاحب منزل مهدم ونازح من بلدة جحر الديك إلى مخيم إيواء في مخيم النصيرات: 'غزة تتعرض لإبادة أمام العالم، وليس لنا خيارا سوا الصمود والتكاتف أمام عدونا المجرم' المدعوم أمريكيا وأوروبيا.
مراوغة الاحتلال
'لا يُلدَغُ المؤمنُ من جُحْرٍ واحد مرتين'.. حديث نبوي استعان به المواطن حسين النباهين (47 عاما) للتعبير عن رأيه حول أي اتفاق قادم بين المقاومة والاحتلال الذي تنصل من اتفاق وقف إطلاق النار قبل انتهاء مرحلته الأولى.
ومطلع مارس/ آذار الماضي انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق الذي بدأ في 19 يناير/ كانون ثان، وتنصل الاحتلال من الدخول في المرحلة الثانية التي تشمل إنهاء العدوان.
وخلال المدة الأولى للاتفاق، ارتكب جيش الاحتلال جميع أنواع الخروقات الميدانية والإنسانية والإغاثية للاتفاق المدون برعاية مصرية وقطرية وإشراف أمريكي.
وعدد النباهين على أصابع يديه خلال حديثه لمراسل 'فلسطين أون لاين': 'منازلنا مدمرة، أبناءنا شهداء، لا طعام ولا ماء ولا دواء.. جربنا الاتفاق الأول وتنصل منه الاحتلال وبالتالي: لا خيار أمامنا سوا الصفقة الشاملة للخلاص من هذه الحرب'.
وشدد على أهمية 'الرزمة الشاملة' أو 'الضمانة الدولية لإنهاء الحرب' والعودة لحيه السكني شرق مخيم البريج وإقامة خيمة أو بيت من الصفيح على أنقاض منزله المدمر.
وفي رسالة وجهها لوفد المقاومة: 'شعبنا خلفكم.. أوقفوا هذه الحرب بشكل لا رجعة عنه حتى يبدأ الغزيين عودتهم للحياة مجددا' مع تحقيق شرط كسر الحصار عن القطاع.
وكسابقيه، لا يأمل رياض جبر (والد ثلاثة شهداء) سوا بأمل واحد هو انتهاء حرب الإبادة الجماعية، ووقف المجازر الإسرائيلية الدموية بحق المدنيين الآمنين في منازلهم أو خيام النزوح.
رغم ألم جبر (63 عاما) على رحيل أبنائه الشهداء خلال 18 شهرا من حرب الإبادة، إلا أن ذلك لم يجعله يتراجع عن دعمه للمقاومة ضد الاحتلال، وقال: 'الاحتلال يقتل يوميا الأطفال والنساء والكبار دون ذنب أو تهمة'.
وأضاف صاحب منزل قصفه الاحتلال: 'شعبنا يواجه عدو مجرم وسط خذلان عربي وإسلامي، وبالتالي: يجب علينا (الفلسطينيين) الاصطفاف خلف مقاومتنا للوصول لاتفاق نهائي لهذه الحرب المدمرة'.
فتح المعابر
في المقابل، ترى الجريحة حليمة عيد (38 عاما) باتفاق شامل لوقف إطلاق النار في غزة من شأنه فتح معابر القطاع والسماح لها بالسفر لتلقى العلاج في الخارج.
ترقد حليمة على سرير المرض في منزل عائلتها بمخيم النصيرات بعدما قصف الاحتلال شقة زوجها في مخيم المغازي بقذيفة مدفعية، أدت إلى استشهاد رضيعتها (سيلا/ عام واحد) وإصابتها بكسور وجروح عميقة.
منذ أزيد عن عام، تنتظر الجريحة سفرها عبر معبر رفح لإجراء عدة عمليات جراحية في الحوض والعمود الفقري، لكن احتلال قوات الجيش للمعبر البري في (7 مايو/ أيار 2024) الوحيد مع مصر، يحول دون ذلك.
تقول: 'أراقب الأخبار أولا بأول على أمل سماع نبأ التوصل لاتفاق شامل ينهى معاناة المرضى والجرحى والعالقين في غزة'، داعية السلطات المصرية إلى الضغط من أجل فتح معبر رفح واستعادة السيطرة الفلسطينية عليه.
تختم حليمة حديثها: 'فقدت منزلي وطفلتي، لكننا لم نيأس، أملنا بالله (عز وجل) ثم بمقاومتنا وصمود شعبنا حتى تزول هذه الحرب الهمجية'.
وبحسب معطيات حكومية يحتاج أكثر من 12 ألف مريض وجريح إلى العلاج في الخارج في ظل ضعف الإمكانيات وانهيار المنظومة الصحية في غزة.