اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٣١ تموز ٢٠٢٥
في مشهد يعكس تطورا لافتا في أداء المقاومة، أعلنت كتائب القسام، تنفيذ عملية نوعية مساء الاثنين الماضي، استهدفت تجمعا لآليات وجنود الاحتلال الإسرائيلي في منطقة 'البطن السمين' جنوب خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
وأكدت القسام، الأربعاء، أن مقاوميها تمكنوا من 'تفجير ثلاث عبوات برميلية داخل أحد محاضن آليات العدو'، ما أدى إلى 'سقوط عدد من الجنود بين قتيل وجريح'.
تزامن هذا الإعلان مع تقارير عبرية صدرت صباح الإثنين، تحدثت عن 'حدث أمني خطير' وقع في موقع عسكري محصن يتبع لواء كفير في محيط خان يونس، وسط أنباء عن إصابة ستة من جنود الاحتلال، أحدهم بجراح حرجة، في اشتباكات مع المقاومة.
ورغم أن جيش الاحتلال لم يفصح عن تفاصيل العملية، إلا أن هيئة البث العبرية نقلت عن مصادر أمنية أن 'محاولة اختراق موقع كفير كادت أن تؤدي إلى كارثة'، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وربط خبير عسكري بين العملية التي أعلنت عنها القسام وبين هذا (الحدث الأمني)، معتبرين أن التوقيت والتوصيف الإسرائيلي يشيران إلى أن العملية الفلسطينية كانت أكثر من مجرد 'هجوم عابر'، بل تندرج ضمن سياق تكتيكي جديد تتبناه المقاومة في غزة، بحسب الخبير العسكري الاردني نضال ابو زيد.
ويؤكد أبو زيد لـ 'فلسطين أون لاين'، أن الهجوم على لواء كفير يعكس تحولا استراتيجيا في عمل المقاومة، إذ باتت تستهدف مواقع قيادية حساسة داخل منظومة الانتشار العسكري الإسرائيلي، في ظل مؤشرات متزايدة على الإرهاق والضعف البنيوي في صفوف جنود الاحتلال.
ويقول الخبير الاردني، إن استهداف لواء كفير لم يكن عشوائيا، بل جاء نتيجة 'قراءة دقيقة' من قبل قيادة المقاومة لتركيبة هذا اللواء، الذي جرى نقله مؤخرا من شمال القطاع إلى خان يونس لتعويض نقص القوات في أعقاب انسحاب لواءين من فرقة 98 المظلية.
وأضاف أن عملية التدوير هذه خلقت حالة إنهاك حاد لدى جنود كفير، ما جعلهم 'الحلقة الأضعف في الميدان'.
ويصف أبو زيد، العملية بأنها 'محاولة أسر داخل مقر القيادة والسيطرة للواء كفير'، مشيرا إلى أن الهدف لم يكن القتل أو التدمير فقط، بل السعي لفرض معادلات جديدة في ملف الأسرى، عبر تنفيذ عمليات نوعية تحدث خرقا في العمق العسكري الإسرائيلي.
ورغم زعم جيش الاحتلال 'إفشال' الهجوم، إلا أن المشهد العام، كما يراه أبو زيد، يظهر نجاحا تكتيكيا للمقاومة في فرض معادلات جديدة، من اختيار الزمان والمكان إلى نوعية الهدف ودقة التنفيذ، مستفيدة من تراجع جاهزية جيش الاحتلال الإسرائيلي وتآكل قدراته البشرية.
وبينما يتكتم الاحتلال عن الكشف عن تفاصيل الحدث، إلا أن وصفه بـ'الكارثي المحتمل' يشير بوضوح وفق أبو زيد، إلى مدى فاعلية الضربة التي تلقتها وحدات الاحتلال في قلب مواقعها المحصنة، في وقت تستمر فيه المقاومة بتوسيع هامش المبادرة والمباغتة.