اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢ أيلول ٢٠٢٥
وصف مدير شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا، الأوضاع العامة في غزة بـ'الخطيرة' في جميع المستويات الإنسانية والمعيشية والصحية وسط التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ عملية عسكرية برية في الجزء الغربي لمدينة غزة الذي يتكدس فيه النازحون من الأحياء الشرقية للمدينة وشمالها.
وقدر الشوا في مقابلة مع صحيفة 'فلسطين'، أمس، وجود نحو مليون و100 ألف مواطن يتكدسون في الجزء الغربي من المدينة وسط انعدام للخدمات المعيشية والإنسانية والصحية وغيرهما.
وأوضح أن الهدف الإسرائيلي وراء العمليات العسكرية المستمرة في أحياء مدينة غزة وتحديدا (حي الزيتون، حي الصبرة، حي الشجاعية، بلدة جباليا، منطقة أبو إسكندر)؛ هو استكمال إبادة غزة ودفع المدنيين للنزوح نحو الجنوب تمهيدا لمخطط التهجير.
وذكر أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في جنوب القطاع وشماله خلقت مساحة ضيقة ومتكدسة بالنازحين في مخيمات وسط القطاع ومنطقة 'مواصي خان يونس' والتي لا تتوفر بها بنى تحتية ولا خدمات حياتية.
وأشار إلى أن السكان المدنيين غير قادرين على النزوح بعد نحو عامين من حرب الإبادة، عازيا ذلك لانتشار المجاعة والأمراض والفيروسات، وفقدان الأسر الغزية لمستلزمات النزوح، وتهالك الخيام القماشية وتدمير البنية التحتية عدا عن تدهور الأوضاع الاقتصادية لمستويات غير مسبوقة.
وإلى جانب ذلك، نبه إلى منع سلطات الاحتلال منذ 6 شهور إدخال جميع المساعدات الإنسانية لمؤسسات الأمم المتحدة والمؤسسات الإغاثية العاملة في القطاع.
ولذلك، شدد على ضرورة الضغط الدولي على (إسرائيل) لوقف حرب الإبادة الجماعية على غزة.
وحول مزاعم جيش الاحتلال وجود أماكن خالية للسكان في جنوب القطاع، فند ذلك عبر التأكيد على أن تلك الأماكن 'مناطق حمراء/ أي يصنفها الاحتلال مناطق قتال خطيرة'، وهو ما دفعه للتحذير من التضليل الإعلامي الإسرائيلي ونشر الأكاذيب دوليا.
وشدد على أن الترويج الكاذب للاحتلال يدفع نحو ضرورة ضغط المجتمع الدولي من أجل وقف حرب الإبادة وفتح جميع المعابر المؤدية للقطاع وإنقاذ المدنيين من المجاعة الكارثية.
ودفعت خطورة الأوضاع في غزة، لإطلاق اللجنة الدولية للصليب الأحمر تحذيرا من أن 'إخلاء مدينة غزة غير قابل للتنفيذ وغير قابل للاستيعاب في ظل الظروف الراهنة'.
وأكدت اللجنة الدولية أن هذا الإخلاء سيؤدي إلى نزوح جماعي لا يمكن لأي منطقة في القطاع تحمّله نظرًا للدمار الواسع للبنية التحتية المدنية والنقص الحاد في الأغذية والمياه والمأوى والرعاية الطبية.
وصحيا، حذّر المسؤول الأهلي من الانهيار الكامل للقطاع الصحي في غزة ولا سيما أن أكثر من 82% من النظام الصحي بات خارج الخدمة في وقت يعاني فيه مئات الآلاف من نقص العلاج، وانتشار الأوبئة والفيروسات المجهولة وسوء التغذية وخصوصًا بين الأطفال.
وكان المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش أكد أن المنظومة الصحية فقدت القدرة على تشخيص الأمراض، وأن الفيروسات تهاجم الناس دون أن يعرفوا مصادرها إذا كانت متحورات كورونا أو غيرها وسط غياب المختبرات التي تمكن وزارة الصحة من فحص طبيعة هذه الفيروسات.
وبيّن الشوا أن نسبة الإشغال داخل المستشفيات تجاوزت 300% وهو ما يعكس حجم الكارثة، حيث يتكدس المرضى في الممرات والغرف الضيقة وسط عجز كامل عن تقديم الرعاية الصحية الملائمة.
وأفاد بوجود أكثر من 15 ألف جريح ومريض بحاجة إلى إخلاء طبي فوري لإنقاذ حياتهم عبر نقلهم إلى مستشفيات خارج القطاع تتوفر فيها مقومات العلاج والرعاية الصحية.
ووصف محاولات نقل المرضى من شمال القطاع إلى وسطه بأنها 'محفوفة بالموت' خاصة للحالات الحرجة كالأطفال الخدّج ومرضى التنفس وكبار السن، في ظل استهداف متكرر للطرق وغياب ممرات آمنة.
وخلص مدير شبكة المنظمات الأهلية إلى أن ما يحدث في غزة ليس مجرد أزمة عابرة بل كارثة إنسانية تهددا الاستقرار الدولي والإقليمي.