اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٣ حزيران ٢٠٢٥
أحدثت الضربة الجوية التي نفذتها إسرائيل فجر الجمعة ضد أهداف إيرانية حالة من الجدل داخل وسائل الإعلام العبرية، التي تراوحت تغطياتها بين إشادة بالعملية من منظور عسكري وتقني، وتحذيرات استراتيجية من تداعيات أوسع قد تجر البلاد إلى صراعات يصعب احتواؤها.
العملية، التي اعتُبرت تطورًا دراماتيكيًا على صعيد الاشتباك الإقليمي، كانت محورًا لتحليلات متباينة عكست طبيعة الانقسام داخل المنظومة الإعلامية الإسرائيلية، التي قاربت الحدث من زوايا متعددة، سياسية وأمنية وعسكرية.
هآرتس: تساؤلات حذرة في خضم التصعيد
صحيفة هآرتس، ذات الطابع النقدي للمؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية، تناولت الحدث بنبرة تحليلية حذرة. وفي افتتاحيتها، تجنبت الانسياق وراء خطاب 'النصر التكتيكي'، وطرحت تساؤلات جوهرية حول الفائدة الاستراتيجية المرجوة من العملية، ومدى قابليتها للتصعيد.
وتساءلت الصحيفة عمّا إذا كانت الضربة بداية لانزلاق نحو مواجهة شاملة لا تملك إسرائيل القدرة على إدارتها، أم أنها مجرد رسالة ردعية ضد تقدم البرنامج النووي الإيراني. كما ربطت توقيت الضربة بالأزمة السياسية الداخلية، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو 'يخوض معركته الأبرز خارج الحدود، بينما تتراجع شرعيته داخليًا'.
يديعوت أحرونوت: إنجاز عملياتي وتحذير من رد محتمل
أما يديعوت أحرونوت، الصحيفة الأوسع انتشارًا، فقد ركزت في تغطيتها على الجوانب العملياتية. وخصصت تقارير مطولة لشرح طبيعة الضربة، ونوع الذخائر المستخدمة، والتقديرات الأولية حول الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية العسكرية الإيرانية.
ورغم تبنيها نبرة تميل إلى الإشادة بالعملية، لم تُغفل الصحيفة الإشارة إلى التحديات المقبلة، خصوصًا احتمال فتح جبهات جديدة في الشمال مع حزب الله، أو في البحر الأحمر من قبل الحوثيين، مشيرة إلى أن 'حالة الاستنفار الحالية هي الأكبر منذ حرب أكتوبر 1973'.
جيروزاليم بوست: إنجاز استخباراتي وتحذير من تبعات مفتوحة
من جهتها، ركزت جيروزاليم بوست على البعد الاستخباراتي للعملية، ووصفتها بأنها 'أكثر تعقيدًا من عملية اغتيال العالم النووي الإيراني فخري زاده'، لافتة إلى أن الهجوم جاء بعد أشهر من الرصد والتخطيط والتنفيذ المتدرج.
ورغم هذا التقدير، لم تُخفِ الصحيفة مخاوفها من أن تكون إسرائيل قد 'فتحت بوابة لا يمكن إغلاقها بسهولة'، مشيرة إلى هشاشة الوضع الداخلي، وتراجع جاهزية الاحتياط، والأزمات المتعلقة بالخدمة الإلزامية لليهود الحريديم.
تايمز أوف إسرائيل: تغطية متعددة المصادر وأبعاد داخلية
أما موقع تايمز أوف إسرائيل، فتبنّى تغطية إخبارية شاملة متعددة الأصوات، إذ نقل تصريحات من مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، أبرزها أن 'الولايات المتحدة كانت على علم مسبق بالعملية، لكنها لم تشارك فيها فعليًا'.
كما لفت إلى أن توقيت الضربة قد يكون له تأثير على الساحة السياسية الداخلية، في ظل محاولات نتنياهو استعادة حضوره أمام تصاعد الاحتجاجات المتعلقة بملف الأسرى في غزة، واتهامات المعارضة له بتوريط البلاد في مغامرات عسكرية لأهداف سياسية.
انقسام في التغطية.. واتفاق على حساسية اللحظة
رغم اختلاف الزوايا والخطاب التحريري، اتفقت معظم وسائل الإعلام العبرية على توصيف الضربة بأنها 'لحظة مفصلية' في مسار الصراع مع إيران. لكن التباين ظهر جليًا في قراءة الثمن المتوقع: فبينما رحبت بعض المنصات بما وصفته 'إنجازًا أمنيًا'، أعربت أخرى عن خشيتها من اتساع دائرة الرد، وارتداد العملية على الداخل الإسرائيلي سياسيًا وأمنيًا.