لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ٥ أب ٢٠٢٥
تنجز الفنانة الأردنية مكادي نحاس بالتعاون مع المؤلف الموسيقي اللبناني أسامة الرحباني، مشروعاً موسيقياً يُعيد رسم ملامح الفولكلور الأردني بصيغة عصرية وجريئة، من خلال ألبوم جديد سيبصر النور قريبًا تحت عنوان: 'التراث المتخيل'.
ويبشر هذا اللقاء الفني بين صوت أصيل يحمل هم الإنسان والهوية، واسمٍ لامع في التأليف الموسيقي المعروف برؤيته الأوركسترالية الواسعة وقراءته المعمّقة للتراث، بعمل نوعي سيحمل توقيعاً فنياً مغايراً لِما هو مألوف. وبحسب بيان صحافي صادر عن الفنانة الأردنية، وصل 'فوشيا' نسخة عنه، فإن 'التراث المتخيل' ليس مجرد ألبوم، بل رحلة موسيقية تعبر الزمن، تكرم الجذور وتحاكي الحاضر بلغة موسيقية آسرة تمزج بين العمق والابتكار، بين صوت طالما حمل الأغنية الملتزمة إلى آفاق جديدة، وبين أسامة الرحباني، الذي يملك قدرة استثنائية على تحويل النغمات إلى حكايات نابضة بالحياة.
مكادي نحاس في 'جرش 2025'.. مزاوجة التراث الأردني بإرث فيروز
وكانت آخر إطلالات مكادي نحاس الفنية، عبر نافذة 'مهرجان جرش للثقافة والفنون'، حيث أحيت في حفل ختام فعاليات الساحة الرئيسية للمهرجان، برنامجًا غنائيًا مفعمًا بالحنين والهوية والانتماء، وسط تفاعل جماهيري كبير ترجمته موجات التصفيق والغناء الجماعي على امتداد الحفل.
استهلّت مكادي الأمسية بأغنية 'سهار بعد سهار' للسيدة فيروز، فأعادت الجمهور إلى زمنٍ تحكمه الرهافة الموسيقية والعمق الشعري، قبل أن تنقلهم إلى أجواء الفلكلور الأردني من خلال أداء نابض بالحيوية لأغنيتي 'وسع الميدان' و'يا خي قُل لأمي ولا تقول لبويا'، حيث التقط الحضور الإيقاع وردّد الكلمات بشغف عفوي يعكس تعلقه بهذا التراث.
ومن الأردن، حملت مكادي الجمهور إلى ضفاف دجلة عبر الأغنية العراقية 'صغيرة كنت وإنت صغيرون'، حيث امتزج الحنين بالأداء الطربي المرهف. ثم عادت لتفاجئ الحضور بأداء إنساني دافئ لأغنية 'نتالي'، العمل الشهير للفنان السوري حسام تحسين بيك، والذي شكل لحظة تأمل عاطفي في الحفل.
وفي القسم الثاني من البرنامج، انتقلت مكادي نحو روائع الطرب العاطفي، فغنّت الأغنية اللبنانية الشهيرة 'عازز عليّ النوم'، التي كتبها إلياس ناصر ولحنها عازار حبيب، وذاع صيتها بصوت هادي هزيم، فأعادت الجمهور إلى زمن الأغنية اللبنانية العاطفية البسيطة والعميقة في آن. ثم عادت إلى السيدة فيروز بثلاثية شديدة الرقة: 'بيذكر بالخريف'، و'وكان عنا طاحون'، في استعادة شاعرية للزمن الذي شكل وجدان المنطقة بأكملها.
واختتمت مكادي الحفل بأغنية وطنية حملت مشاعر الفخر والانتماء، 'جنة جنة الله يا وطنا.. الأردن يا حبيب'، فدوى صوت الجمهور معها في لحظة جامعة، عبرت عن الارتباط العميق بين الفنانة ووطنها.
من مكادي نحاس؟
مكادي نحاس، فنانة أردنية تُعرف بقدرتها على السرد الغنائي، حيث تمزج في أعمالها بين الكلاسيكية العربية والفولكلور والجاز الشرقي. يستند نتاجها الفني إلى التراث العربي العميق وإلى شعرية الكلمة، وتتميّز بنزاهتها الفنية وأدائها اللافت للأغاني بصوتها المجرد (أكابيلا).
تستخدم مكادي فنها كمنصة للدفاع عن القضايا الإنسانية والتعبير عن الصدق العاطفي، وتتناول في أغانيها مواضيع تتعلق بطبيعة الإنسان، والنضال الاجتماعي، والحنين الشخصي. وهي إلى جانب كونها مغنّية، كاتبة وملحنة وفنانة متعددة التخصصات تنشط أيضاً في مجالات الرسم والنحت وتصميم المجوهرات.
تشمل أعمالها الموسيقية ألبومات: 'كان يا ما كان' (2003)، 'خلخال' (2006)، 'جوا الأحلام' (2009)، 'إلى سالم' (2012)، و'نور' (2014).
تُعرف مكادي أيضاً بالتزامها بالقضايا الإنسانية، إذ شاركت في حملات دعم ذوي الاحتياجات الجسدية، وأسهمت في مبادرات مثل 'One Voice' و'Fight the Hunger'، وشاركت في فعاليات دعم إنساني لغزة ولبنان برعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله. كما قدمت مساهمات فنية لصالح اليونيسف ومركز الحسين للسرطان.
تعاونت مع عدد من الموسيقيين والمؤلفين والمنصات الثقافية، وأسهمت في موسيقى أفلام مثل 'المهاجر' (2013) و'3000 ليلة' (2015)، كما شاركت في عروض دُمى موسيقية، وغنّت إلى جانب الأوركسترا الوطنية العراقية والأوركسترا الفيلهارمونية الأردنية.