المحلل السياسي نزار نزال يكشف مخاطر خطة ترامب على القضية الفلسطينية

بيت لحم 2000 -حذر الكاتب والمحلل السياسي نزار نزال من تداعيات خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الأخيرة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، معربًا عن ملاحظاته وتحليله العميق لمضامين الخطة وما قد تترتب عليه من آثار خطيرة على الفلسطينيين والمنطقة بأسرها.

وقال نزال فيحديثخلال برنامج 'يوم جديد' مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو 'بيت لحم 2000': 'هناك الكثير من الملاحظات حول هذه الرؤية، فهي مليئة بالعناوين الملفتة، وتهدف في جوهرها لتحقيق أهداف إسرائيلية كاملة.' وأضاف أن الخطة تشمل 'إصلاح الأصل الإسرائيلي، وإتاحة حقوق حماس الجزئية، ومنحها أسلحة، ومراقبة قيادة حماس والمقاومة الفلسطينية داخل قطاع غزة.'

وأكد أن توقيت إعلان هذه الرؤية يرتبط بمحاولة الحد من غضب الشارع الأوروبي والأمريكي، مضيفًا: 'الهدف من هذه الخطة هو إخراج إسرائيل من العزلة السياسية وفرض السيطرة على الوضع الفلسطيني، دون مراعاة الحقوق الفلسطينية.'

وبالنسبة لرد حركة حماس، أوضح نزال: 'حماس سترد بطريقة ما، سواء من خلال مقاومة أو مفاوضات، لكن كل هذا الوقت سيكون على حساب الفلسطينيين، وليس الإسرائيليين.' وأضاف أن الاجتماع الأخير بين كوشنير وويتكوف وبير في واشنطن يهدف إلى تنفيذ مشروع جديد أخطر من أي اتفاق سابق، موضحًا أن هذه الرؤية تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وأشار نزال إلى أن الخطة تمنع السلطة الوطنية الفلسطينية من ممارسة أي دور في قطاع غزة، مؤكداً: 'لو أراد الأمريكيون حقًا استقرار المنطقة، لكانوا سمحوا للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية بالتحكم في غزة، مع توفير ممر آمن لتوحيد شطري الوطن.'

كما تناول مسألة مجلس السلام الذي يرعاه ترامب، قائلاً: 'يهدف المجلس إلى إقامة مشاريع عقارية واستثمارات داخل غزة، ويفصل السلطة الفلسطينية عن المشهد، ما يجعل الفلسطينيين محرومين من أي حقوق أو مشاركة فعلية.'

وحول الإصلاحات التي طرحها نتنياهو، شدد نزال على أن هذه الإصلاحات تأتي وفق منظور إسرائيلي وأمريكي مشترك، وتشمل تغيير المناهج التعليمية الفلسطينية والانسحاب من القضايا المرفوعة ضد إسرائيل في المحاكم الدولية، قائلاً: 'اتهامات الفساد الموجهة للسلطة الفلسطينية ليست مالية بل سياسية، وتهدف إلى تشويه صورة الفلسطينيين أمام العالم.'

وأكد أن تصريحات نتنياهو الأخيرة بشأن رفض إسرائيل قيام دولة فلسطينية تتعارض مع كل الالتزامات الأمريكية السابقة تجاه الفلسطينيين منذ أكثر من 35 عامًا، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه الخطة هو تعطيل أي مسعى لإقامة دولة فلسطينية.

وختم نزال تحليله بالقول: 'الخطة تمثل مشروع تصفية للقضية الفلسطينية، وتعمل على إضعاف الدور الفلسطيني وتفكيك القدرة على المقاومة، بينما تسعى إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية وقطاع غزة. الشعب الفلسطيني موحد في مواجهة هذه المخططات، ولن يقبل بالحلول التي تضر بمستقبله وحقوقه الوطنية.'

المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي التالي: