اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١ أذار ٢٠٢٥
على وقع نبأ وفاة نجلها رأفت داخل السجون 'الإسرائيلية'، تعيش عائلة أبو فنونة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة أيامًا عصيبة بينما كانت تنتظر الإفراج عنه ضمن دفعة تبادل الأسرى الثامنة في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
ويوم الأربعاء الماضي، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان مشترك، استشهاد الأسير الشاب من قطاع غزة رأفت عدنان عبد العزيز أبو فنونة بالسجون الإسرائيلية.
وقالت المؤسستان الحقوقيتان، إن السلطات الإسرائيلية 'لم تفصح طوال مدة اعتقاله عن تفاصيل بشأن مصيره، كما لم تسمح بزيارته'.
وأشارتا إلى أن المعطيات المتوفرة تفيد بأن أبو فنونة 'مكث في سجن الرملة ونقل مؤخرًا إلى مستشفى أساف هروفيه، إلى أن أعلن استشهاده الأربعاء'.
وأكدت عائلة الشهيد أبو فنونة، أن الاحتلال 'الإسرائيلي' قتل نجلها الذي تم اعتقاله وهو بصحة جيدة ودون إصابته بأي مرض مزمن، في 7 أكتوبر 2023.
وباستشهاد أبو فنونة 'يرتفع عدد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة (7 أكتوبر 2023) إلى 60 شهيدا وهم فقط المعلومة هوياتهم من بينهم على الأقل 39 من غزة'، وفق بيان هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني.
'كيف قتلوه؟'
والدة الأسير رأفت، تقول للأناضول، إنهم كانوا ينتظرون على أحر من الجمر خروج نجلهم من السجون 'الإسرائيلية' مع آخر دفعة تبادل، وفق ما تم إبلاغهم (دون ذكر الجهة التي أبلغتهم بذلك)'.
والخميس، أفرج الاحتلال 'الإسرائيلي' عن آخر دفعة من الأسرى في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، حيث وصل أسرى غزة من المعتقلين بعد 7 أكتوبر 2023 إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم.
وأضافت أبو فنونة، أن العائلة فوجئت بنبأ وفاة نجلها داخل السجون 'الإسرائيلية' وفق ما أبلغت اللجنة الدولية للصليب الأحمر زوجها، الأربعاء الماضي.
وأوضحت أن رأفت كان بصحة جيدة حينما تم اعتقاله فيما لم يعاني من أي مرض مزمن كما أن وزنه كان يفوق 95 كيلوغراما.
وتابعت: 'كان طويلا جدا، وأشقر ولون عينيه أخضر وحلو، وبصحة جيدة، لا نعلم كيف قتلوه'.
واتهمت الأم الفلسطينية المكلومة الجيش الإسرائيلي بـ'قتل' رأفت داخل السجن.
وأشارت وهي تبكي إلى أن العائلة انتظرت خروج رأفت، وهو أب لطفل، بفارغ الصبر منذ 7 أكتوبر 2023.
'صحته جيدة'
أبو فنونة قالت إن العائلة تلقت آخر الأخبار عن صحة نجليها داخل سجون الاحتلال 'الإسرائيلي'، قبل فترة وجيزة، حيث تواصل معهم أحد الأسرى الفلسطينيين المحررين وأبلغهم أن رأفت وشقيقه شادي بخير.
وتابعت أنهم كانوا يعرفون أخبار نجليهما عبر الأسرى الذين يتم الإفراج عنهم فقط، بينما لم يسمح الاحتلال 'الإسرائيلي' بزيارتهما من قبل محامين أو اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وفق قولها.
وذكرت أن كل الأخبار التي كانت تخرج من سجون الاحتلال كانت تفيد بأن رأفت بصحة جيدة، كما أنه أرسل لهم سلاما خاصا مع أحد الأسرى المحررين.
وأضافت عن ذلك: 'أحد الأسرى خرج من سجن النقب، وهو من جنين، اتصل بنا وقال لنا ابنكم (رأفت) بخير، ويوصل سلامه لكم ولطفله وزوجته'.
مطالبة بتسليم جثته
الأم المكلومة طالبت وهي تبكي بحرقة نجلها، بـ'ضرورة تسليم جثته كي يتم دفنه وفق الشريعة الإسلامية'.
وأضافت في هذا السياق: 'أناشد الدول العربية والإسلامية والصليب الأحمر ومؤسسات حقوق الإنسان وكل من له ضمير حي، بالعمل لجلب جثة نجلي لدفنه على الطريقة الإسلامية'.
وزادت: 'ابني شهيد ذهب فداء للأقصى.. وكلنا مشاريع شهادة، وكما اغتالوه أريد أن أدفنه'.
إلى جانب ذلك، فإن أبو فنونة تقول إن نجلها الثاني شادي (44 عاما)، وهو أب لـ7 أطفال، تم اعتقاله بينما كان يعاني من انزلاق غضروفي في فقرات الرقبة.
وأشارت إلى أن العائلة صدمت بصورة شادي على مواقع إخبارية وهو مكبل الأيدي والأرجل، ويستلقي على سرير داخل المستشفى بوجه متورم، يُعتقد أنه بسبب التعذيب.
ولم تصل العائلة إلى معلومات مؤكدة عن الحالة الصحية لابنها شادي.
ووفق بيان هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، فإن 'شادي أصيب خلال اعتقاله'.
وحسب تقارير إعلامية وحقوقية فلسطينية وإسرائيلية، فإن الأسرى الفلسطينيين يتعرضون لتعذيب شديد داخل السجون الإسرائيلية إلى جانب إهمال طبي متعمد وتجويع.
وبدأ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي سريان اتفاق وقف إطلاق النار، ويتضمن ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يوما، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل إتمام المرحلة الجارية، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
ونصت المرحلة الأولى على إطلاق سراح 33 أسيرا إسرائيليا، أحياء وأمواتا، وبالفعل أطلقت الفصائل الفلسطينية 25 أسيرًا حيًا وسملت 8 جثامين، مقابل إفراج الاحتلال عن 1135 أسيرًا فلسطينيًا.
ويعرقل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بدء مفاوضات المرحلة الثانية، ويفضل تمديد الأولى لأسباب بينها أن المرحلة الثانية تنص على إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من غزة.
وبدعم أمريكي ارتكبت 'إسرائيل'، بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.