اخبار فلسطين
موقع كل يوم -رام الله مكس
نشر بتاريخ: ٢٧ تموز ٢٠٢٥
رام الله مكس: أعلن مصدر في مستشفى الشفاء بمدينة غزة استشهاد الطفل عبد القادر الفيومي نتيجة الجوع وسوء التغذية.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي، في بيان أمس الخميس، إن المجاعة آخذة في التفاقم في كل أنحاء القطاع، مؤكدا أن 116 مواطنا استشهدوا بسبب المجاعة وسوء التغذية في ظل انعدام شبه كامل للغذاء والماء والدواء، محذرا مما اعتبرها روايات زائفة عن دخول مساعدات.
وطالب المكتب العالم بكسر الحصار المفروض على غزة فورا، وإدخال المساعدات الإنسانية، وعلى رأسها حليب الأطفال، لنحو مليونين ونصف مليون شخص محاصر.
بدورها، قالت منظمة العفو الدولية إن 'إسرائيل' تواصل استخدام التجويع أسلوب حرب وأداة لارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين بغزة.
وأضافت المنظمة في بيان أن معاناة الجائعين بغزة تتفاقم بفعل نظام توزيع المساعدات الإسرائيلي المستخدم سلاح حرب مدمرا، مشيرة إلى أن إسرائيل تتعمد تجويع الفلسطينيين، وأنه يجب وقف الإبادة الجماعية في غزة الآن.
وقالت إن على 'إسرائيل' رفع القيود عن دخول المساعدات فورا، والسماح للأمم المتحدة بتوزيع المساعدات، كما أن عليها السماح للفلسطينيين في غزة بالحصول على المساعدات دون قيود وبشكل آمن.
تفاقم المجاعة
في الأثناء، قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية حنان بلخي للجزيرة إن 'المنظمة تخشى من زيادة كبيرة جدا في الوفيات بسبب المجاعة في غزة'، مؤكدة أنه لم يدخل إلى قطاع غزة سوى القليل جدا من المساعدات.
وأضافت بلخي أنه لا يوجد مستشفى يعمل بشكل كامل في قطاع غزة، كما أن هناك خشية حقيقية على حياة الطواقم الطبية في غزة بسبب المجاعة.
وتابعت '20% من السيدات الحوامل في غزة يواجهون المجاعة، بينما يعاني الأطفال في القطاع بشكل كبير جدا بسبب المجاعة'.
وأكدت بلخي أن الوضع في غزة كارثي وقرابة 2.1 مليون من سكانه يواجهون المجاعة، مشددة على ضرورة أن يكون هناك عمل دؤوب لإنهاء الحرب وفتح المعابر فورا.
من جانبها، أفادت منظمة 'أوكسفام' بارتفاع نسبة الأمراض المنقولة عن طريق المياه بين سكان غزة بنحو 150%، مضيفة أن الظروف التي يجبر الفلسطينيون في غزة على العيش فيها خلقت بيئة خصبة لانتشار الأمراض.
طفولة مفقودة
وفي سياق متصل، كشف تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء في غزة أن أكثر من 39 ألف طفل فقد كلٌّ منهم أحد والديه، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأوضح التقرير أن 17 ألفًا فقدوا كِلا الوالدين، بينما استُشهد 18 ألف طفل منذ بداية الحرب.
ويعيش أطفالٌ كثيرون أوضاعاً غير مستقرة، في غياب الرعاية الأسرية وتفاقم المجاعة والتراجع الحاد في الخدمات التعليمية والصحية.
ويعج مستشفى الأطفال في مجمع ناصر الطبي جنوب القطاع بعشرات الأطفال الذين يواجهون الموت بسبب سوء التغذية وغياب الحليب الصناعي الذي يعتبر الغذاء الوحيد لمن هم دون الـ6 أشهر.
ويمثل غياب حليب الأطفال من النوعين الأول والثاني معضلة لمن هم دون الـ6 أشهر، حيث لم تعد في القطاع علبة حليب واحدة وإن وجدت فإنها منتهية الصلاحية غالبا ويصل ثمنها إلى 150 دولارا، وفق ما أكده الفرا في مقابلة مع الجزيرة.
ويحاول مجمع ناصر إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأطفال الذين وصلوا إليه من خلال ما يتوافر له من كميات حليب قليلة جدا وفرها متبرعون ومنظمات دولية، في حين تبحث العائلات في الخارج عن بدائل أخرى مثل المياه واليانسون والبابونج.
ويشعر كافة الأطباء -بمن فيهم الأجانب الذين وصلوا مؤخرا لتفقد الوضع- بالإحباط الشديد من الأوضاع المتردية للأطفال الذين تظهر عليهم أعراض لم تعد موجودة في العصر الحديث، مثل تساقط الشعر وتجمّع السوائل وضمور الجسم.
وتعليقا على هذا الوضع، أعلنت اللجنة الدولية للإنقاذ اليوم الخميس عن فزعها من التقارير التي تتحدث عن موت الأطفال جوعا في غزة، وقالت إن الحصار هو السبب في ذلك.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أميركي حرب إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.