اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٨ تموز ٢٠٢٥
أدان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع د. أحمد ويحمان، قرصنة قوات الاحتلال الإسرائيلي للسفينة البحرية 'حنظلة' الإنسانية وهي في طريقها إلى قطاع غزة وعلى متنها عدد من النشطاء الدوليين، معتبراً أن 'سفن كسر الحصار تفضح الوجه القمعي للاحتلال الإسرائيلي على الساحة الدولية'.
وقال ويحمان وهو عضو مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين في المغرب، إن هذه السفينة انطلقت في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 660 يوماً، مشدداً على أن هذه القرصنة تتنافى مع كافة القوانين الدولية وحقوق الانسان وتشكل خرقاً لحرية الملاحة في المياه الدولية.
وأضاف ويحمان في حديث خاص مع 'فلسطين أون لاين':' الاحتلال يريد ترهيب المتضامنين الدوليين، ليبعث برسالة مفادها: من يتضامن مع غزة سيُعاقب أيضًا، إنها محاولة لقتل أي بذور تضامن مستقبلية'.
وأشار إلى أن السفينة تضم الصحفي المغربي محمد البقالي الذي اعتقلته قوات الاحتلال عقب قرصتنها على السفينة، داعياً إلى كل الهيئات الصحفية والمنظمات الحقوقية في المغرب والعالم للافراج عن 'البقالي' والتحرك السريع لوقف هذه الانتهاكات وتقديم الدعم اللازم للمتطوعين والصحفيين.
وسفينة 'حنظلة' ليست سفينة شحن، بل قارب صيد نرويجي قديم بُني عام 1968، كان يحمل سابقاً اسم 'نافارن'، وتمت إعادة تأهيله من قِبل مبادرة 'السفينة إلى غزة – النرويج'، لينضم لتحالف 'أسطول الحرية' في عام 2023.
وأكد ويحمان أن هذه السياسة تعكس عقلية استعمارية عنصرية هدفها تجويع الفلسطينيين وكسر إرادتهم، وإخضاع غزة كنموذج لعقاب جماعي لكل من يرفض الخضوع للمشروع الصهيوني، معتبراً أن هذه القوافل رغم صغر حجمها، إلا أنها تحمل أبعاداً استراتيجية تتجاوز الرمزيات.
وتابع: 'هذه السفن ليست شكلية أو عديمة الجدوى كما يظن البعض، بل إنها تفضح الوجه القمعي للاحتلال الإسرائيلي على الساحة الدولية، وتفضح القرصنة الإسرائيلية في المياه الدولية، وتبقي غزة في الوجدان العالمي'.
وأوضح إلى أن هذه التحركات تفتح المجال أمام المجتمع المدني العالمي ليكون جزءًا من نضال عابر للحدود، وتُسهم في خلق ضغط تراكمي إعلامي وأخلاقي على الأنظمة الغربية المتواطئة مع الحصار.
وأكد أن مواجهة الحصار لا تقتصر على التضامن الرمزي، بل تتطلب ممرًا بحريًا دائمًا ومحميًا دوليًا، إلى جانب تحركات قانونية أمام المحكمة الجنائية الدولية لإثبات عدم شرعية الحصار، بالإضافة إلى تحرّك عربي رسمي أكثر جرأة، من خلال فتح مرافئ، أو احتضان مبادرات القوافل، بدل الاكتفاء بالبيانات والخطابات.
وتابع 'إذا لم يتحوّل الضغط الشعبي إلى مواقف سياسية واضحة، فسنبقى ندور في رمزية المعركة دون تغيير فعلي في المعادلات'.
ورأى أن الاحتلال يُدرك جيدًا أن هذه القوافل تحرجه أخلاقيًا وإعلاميًا أكثر من كونها تهديدًا ماديًا، لذا يواصل الردع الكامل ضدها، سواء عبر البحرية أو الطائرات أو الاعتقالات.
ودعا ويحمان إلى تعزيز التضامن العالمي، والضغط على الحكومات العربية لكسر صمتها، والتوقف عن التطبيع الذي 'يمنح الاحتلال غطاءً لاستمرار الحصار والإبادة'.
وقال: 'المعركة ليست فقط على السفينة، بل على الذاكرة، وعلى الضمير، وعلى الرواية. وفضح جرائم الاحتلال، وتوسيع التضامن مع غزة، هو واجب أخلاقي عالمي'.
وقد أبحرت السفينة يوم 13 يوليو/تموز الجاري من ميناء غاليبولي الإيطالي، في محاولة رمزية جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي البحري المفروض على غزة منذ عام 2007. وتحمل السفينة شعار 'من أجل أطفال غزة', وتنقل على متنها هدايا رمزية ومؤن خفيفة بدل الشحنات الكبيرة، كرسالة تضامن إنساني أكثر منها عملية إغاثية.
وتُعد الرحلة الحالية هي الرحلة رقم 36 ضمن تحالف أسطول الحرية، الذي ظل منذ أكثر من عقد ينظّم رحلات بحرية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، في وجه الحصار المفروض على القطاع من البر والبحر والجو.