اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
أكدت مصادر عبرية، اليوم الاثنين، انتحار الجندي احتياط في جيش الاحتلال، 'أريئيل تامان' في منزله المقام على أراضي الفلسطينيين جنوب فلسطين المحتلة، في تصاعد ملحوظ لحالات الانتحار في صفوف جنود الاحتلال.
وكان الجندي 'أريئيل' يعمل في مجال التعرف على جثث الجنود والأسرى الإسرائيليين القتلى بعد انتشالهم من قطاع غزة.
وأكدت القناة 12 العبرية، أنه في الآونة الأخيرة، لوحظ ارتفاع مقلق بشكل خاص بين جنود جيش الاحتلال الذين حاولوا الانتحار.
وقالت إنه في منتصف شهر يوليو الجاري، انتحر أربعة جنود، ومنذ بداية الحرب، لوحظ ارتفاع في عدد الجنود الذين انتحروا مقارنة بالسنوات السابقة.
وأشارت إلى أنه 'يبدو أن هذا الاتجاه يزداد سوءًا مع استمرار الحرب'.
وفي هذا السياق، علَّق رامي أبو زبيدة الباحث في الشأن العسكري والأمني، بالقول، إنه 'مع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الـ22، بدأت تظهر مؤشرات انهيار داخلي خطير في المؤسسة العسكرية الصهيونية، تتجاوز الميدان إلى داخل العقول والنفوس'.
وأشار إلى حادثة انتحار الجندي الاحتياط 'أريئيل تامان'، في منزله جنوب فلسطين المحتلة. 'تامان' خدم في وحدة تشخيص جثث الجنود بعد انتشالهم من غزة، وهي من أكثر المهام فتكًا نفسيًا، ما يكشف عمق الجرح النفسي الذي خلّفته الحرب في صفوف الجنود.
البعد العسكري: استنزاف داخلي وتراجع الجاهزية
وأوضح أبو زبيدة، أن تصاعد ظاهرة الانتحار في صفوف الجيش الصهيوني هو مؤشر خطير على تآكل المعنويات والروح القتالية، خاصة بين وحدات النخبة التي واجهت المقاومة في معارك الأنفاق.
وذكر، أن 100 ألف جريح منذ بدء الحرب، وفق صحيفة 'إسرائيل اليوم'، ما يعني أن الجيش بات يواجه نزيفًا بشريًا غير مسبوق، ينعكس على الجهوزية وفعالية العمليات.
ونوه إلى أن تدوير الجنود في مهام مرهقة وغياب 'استراحة القتال' يفاقم من أزمات ما بعد الخدمة ويؤدي لانهيارات فردية خطيرة.
ولفت أبو زبيدة إلى أن الجيش يواجه موجة اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD) وسط فشل المنظومة العسكرية في توفير دعم نفسي حقيقي.
مشاهد الجثث والأشلاء، خصوصًا لدى من خدموا في وحدات 'الطب الشرعي العسكري'، مثل الجندي المنتحر 'تامان'، خلفت آثارًا مدمّرة على الاستقرار العقلي.
الإحباط من غياب إنجاز حقيقي في الميدان – كتحرير الأسرى أو القضاء على المقاومة – يغذّي حالات الاكتئاب واليأس.
وفيها يتعلق بالبعد المجتمعي، قال أبو زبيدة، إن انتحار الجنود بات حدثًا متكررًا وصادمًا للرأي العام الصهيوني، ويؤدي إلى تآكل الثقة بـ'الجيش الذي لا يُقهر'.
وأضاف، أن 'عائلات الجنود تعيش في حالة قلق دائم، لا من الموت فقط، بل من عودة الأبناء بأمراض نفسية أو اضطرابات عقلية'.
ونوه إلى أن الضغط المجتمعي على القيادة السياسية لوقف الحرب أو تغيير أساليب إدارتها، يزداد خاصة مع تصاعد أرقام الانتحار والجرحى.
ويرى أبو زبيدة، أن الحرب في غزة لم تعد مجرد مواجهة بالسلاح والرصاص، بل تحوّلت إلى حرب نفسية واستنزاف داخلي يفتك بجيش الاحتلال من الداخل.
وأشار إلى أن كل جندي ينتحر هو ضحية فشل عسكري واستراتيجي وإداري، وكل خبر كهذا يضيف شقًا جديدًا في صورة الجيش الصهيوني أمام جمهوره والعالم.