اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٣٠ نيسان ٢٠٢٥
في مشهد يتكرر مع اتساع دائرة الرفض العالمي للعدوان الإسرائيلي على غزة، تبرز قصص لأشخاص يدفعون أثمانًا باهظة لقاء مواقفهم الأخلاقية، كما حدث مع المهندستين فانيا أغراوال من الهند، وابتهال أبو سعد من المغرب، اللتين طُردتا من عملهما في شركة مايكروسوفت بعد احتجاجهما على دعم الشركة للجيش الإسرائيلي.
فانيا، إحدى مؤسسات حملة 'لا آزور للفصل العنصري'، قالت في مقابلة مع 'عربي21' إن احتجاجهما جاء في ذكرى تأسيس مايكروسوفت الخمسين، اعتراضًا على ما وصفته بـ'تواطؤ الشركة في الإبادة الجماعية بغزة'.
وأضافت: 'لقد فُصلنا لأننا طالبنا بوقف دعم مايكروسوفت لنظام الفصل العنصري، لكني أعتبر فصلي وسام شرف'.
وترى أن 'شركات التقنية التي اعتُبرت محركا للابتكار والتكنولوجيا من أجل الخير، جميعها شركات تصنيع أسلحة متخفية، وهي ليست مجرد شركات ابتكار تقني، بل هي شركات تصنيع أسلحة راسخة الجذور في المجمع الصناعي العسكري، ومديروها التنفيذيون، هم من تجار الحروب'.
ترى أغراوال أن شركات التكنولوجيا، وعلى رأسها مايكروسوفت، لم تعد مجرد منصات للابتكار، بل تحولت إلى جزء من المجمع الصناعي العسكري.
وأكدت أن الشركة تزود الجيش الإسرائيلي بخدمات سحابية وذكاء اصطناعي تُستخدم في منصات أسلحة مثل 'Gospel' و'Where’s Daddy'، التي تُسهم في أتمتة الاستهداف والقتل في غزة.
واستشهدت بتقارير توثق علاقة مايكروسوفت بوحدات استخبارات إسرائيلية مثل الوحدة 8200، وبعقود بمئات الملايين من الدولارات لتقديم دعم تقني مباشر للجيش، مشيرة إلى أن 'مايكروسوفت أصبحت العمود الفقري لنظام الإبادة الجماعية المؤتمت في إسرائيل'.
في الولايات المتحدة، يدفع المعارضون للعدوان الإسرائيلي أثمانًا قاسية، بدءًا من فقدان وظائفهم، مرورًا بالملاحقات القانونية، وصولًا إلى التهديد والطرد والترحيل، كما تقول أغراوال، التي ترى أن القمع تصاعد منذ سنوات، لكنه أصبح أوضح وأكثر وقاحة بعد انتخاب دونالد ترامب.
'نحن نعيش في زمن أصبح فيه قول الحقيقة مكلفًا'، تقول فانيا، مضيفة: 'لكن هذا لا يعني أن نلتزم الصمت. كل مساهمة – سواء كانت منشورًا أو مظاهرة أو حتى استقالة – تصنع فرقًا في هذا النضال'.
في نهاية حديثها، وجهت المهندسة الهندية رسالة مؤثرة لأهالي قطاع غزة، قائلة: 'لا يمكنني أن أتخيل ما مررتم به، لكني أعدكم بأننا سنواصل النضال من أجل فلسطين حرة في حياتنا. نراكم، نسمعكم، ولن نصمت'.