"استقبال وخطاب في الكنيست وإجلاء نزلاء من الفندق".. كيف تستعد إسرائيل لزيارة ترامب؟

كشف تقرير نشرته صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية عن الاستعدادات في إسرائيل لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد الإعلان عن التوصل لاتفاق وقف الحرب في غزة وتبادل الأسرى.

اليوم الخميس، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الحرب في غزة انتهت، معربا عن اعتقاده بأن السلام سيكون دائما، كما أشار إلى أنه سيحاول حضور مراسم توقيع الاتفاق في مصر.

ونُشر يوم أمس في موقع 'ynet'، أن من المتوقع أن يجيء الرئيس دونالد ترامب إلى إسرائيل خلال الأيام القليلة القادمة في زيارة تأتي على ضوء التوقيع على صفقة الأسرى، التي أعلن عنها الليلة (الخميس) على شبكته الاجتماعية 'Truth Social'.

ونقلت 'يديعوت أحرونوت' عن مصادر إسرائيلية، أن من المتوقع أن يصل ترامب يوم الأحد، ولكن يجري أيضًا فحص إمكانية وصوله ليلة السبت. وهناك أيضا احتمال أن يبقى حتى صباح يوم الاثنين، إذا حدث تأخير في إطلاق سراح الأسرى.

وحسب التقرير، من المتوقع أن تكون الزيارة قصيرة، وفي بدايتها على الأرجح سيقام حفل استقبال في مطار بن غوريون. وقد يلقي ترامب أيضا خطابا في الكنيست ليصبح الرئيس الأمريكي الرابع فقط الذي يقوم بذلك. ولم يتضح بعد ما إذا كان سيفوته لقاء الأسرى الذين سيعودون خلال الصفقة الحالية. ويعتمد هذا على موعد إعادتهم وحالتهم، لكن من المتوقع أن يبذل جهدًا لتحقيق ذلك.

وتحضيرا للزيارة، وفق 'يديعوت أحرونوت'، توجهت السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى فندق الملك داود في القدس بطلب حجز طابقين للرئيس ترامب ومرافقيه - ابتداء من ليلة السبت وحتى يوم الأحد. وبالنظر إلى الاكتظاظ في الفندق، سيتطلب ذلك إخلاءه من النزلاء. وكما ذُكر، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الرئيس سيبيت ليلة في إسرائيل أو سيصل فقط في زيارة خاطفة.

ومن المتوقع أن يصل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وصهر ترامب، جاريد كوشنر، إلى إسرائيل الليلة أو على الأقل في ساعات الصباح الباكر غدا، قادمَين مباشرة من المحادثات في شرم الشيخ.

هذا وتحدث ترامب الليلة الماضية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي دعاه لإلقاء خطاب أمام الكنيست الإسرائيلي. ومن المتوقع أن تكون الزيارة عملية معقدة للغاية من الناحيتين اللوجستية والأمنية. إذ سيتطلب وصوله، من بين أمور أخرى، إغلاقا واسعا للطرق من مطار بن غوريون إلى القدس - وكذلك داخل العاصمة وعلى المحاور المؤدية إلى المطار - كل هذا في خضم 'عيد العرش' وقبيل عيد سيمحات توراة (فرح التوراة).

وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء: 'أجرى الاثنان محادثة مؤثرة ودافئة للغاية، وباركا أحدهما للآخر الإنجاز التاريخي بالتوقيع على الاتفاق للإفراج عن جميع الرهائن'. 'شكر رئيس الوزراء الرئيس ترامب على كل جهوده وعلى قيادته العالمية، وبارك الرئيس ترامب لرئيس الوزراء على قيادته الحازمة والإجراءات التي قادها. واتفق الاثنان على مواصلة التعاون الوثيق بينهما'.

وفي غضون ذلك، أرسلت هيئة عائلات الأسرى رسالة شكر للرئيس ترامب بعد الإعلان عن الصفقة، تضمنت أيضا دعوة لإلقاء خطاب في 'ساحة الرهائن'. وكتبت الهيئة: 'سيكون شرفًا عظيما لنا إذا وافقت على لقائنا خلال زيارتك القادمة لإسرائيل'. 'قد يكون هذا أحد أكبر مظاهرات الدعم في تاريخ إسرائيل تجاه صديق وحليف. يمكننا أخيرًا أن نتنفس الصعداء، ونعلم أنك لن يرتاح لك بال حتى يعود آخر رهينة إلى وطنه'.

واليوم، يجتمع المجلس الوزاري الأمني والسياسي والحكومة للمصادقة على الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من السجون مقابل الأسرى الإسرائيليين، أي المرحلة الأولى من الخطة. وبعد حوالي ساعة من ذلك ستجتمع الحكومة. لن يتم التصديق على باقي عناصر الصفقة في جلسة الحكومة اليوم. وذلك لأن إسرائيل تدّعي أن المجلس الوزاري قد وافق أصلا على المبادئ الخمسة لإنهاء الحرب في خطة ترامب.

وبعد تصويت الحكومة، الذي سيعطي الختم النهائي للاتفاق، ستُطالَب إسرائيل بسحب قوات الجيش الإسرائيلي في غضون 24 ساعة إلى خط الانسحاب المتفق عليه مع حماس في إطار الخطة. بعد الانسحاب، سيستمر الجيش الإسرائيلي في السيطرة على 53% من مساحة القطاع.

ولم يتم الكشف عن هذا الخط على خريطة بعد، ولكن وفقا لمصدر إسرائيلي، فإنه لا يختلف كثيرا عن 'الخط الأصفر' الذي نشره الرئيس ترامب نهاية الأسبوع الماضي، إلى جانب بعض التعديلات التي وافقت عليها إسرائيل. وفي إطار الانسحاب، ستسحب إسرائيل قوات الجيش الإسرائيلي من مدينة غزة، التي بدأت في السيطرة عليها في عملية 'مركبات جدعون ب'.

ومن لحظة مصادقة الحكومة، ستبدأ ساعة العد التنازلي لمدة 72 ساعة - والتي بحلول نهايتها ستكون حماس مطالَبة بالإفراج عن الرهائن في دفعة واحدة، ودون احتفالات علنية. ويُحتجز في قطاع غزة 20 أسيرا مؤكداً أنهم على قيد الحياة، بالإضافة إلى 28 جثة، وفقا للتقديرات الإسرائيلية. فيما قالت 'حماس' إنها لا تعرف على وجه اليقين مكان تسعة من أصل الـ 28 جثة.

ومن المحتمل أن يتم إطلاق سراح الأسرى يوم السبت، ليكونوا في إسرائيل وقت زيارة الرئيس ترامب الذي يخطط للوصول إلى البلاد، لكن الرئيس نفسه قدم توقعا آخر الليلة الماضية، عندما صرّح: 'يوم الاثنين سيعود الجميع'. وذكر مصدر إسرائيلي لوكالة رويترز أن الـ 20 أسيرا الأحياء سيتم الإفراج عنهم يوم الأحد أو الاثنين.

وقال ترامب مساء أمس: 'إنه يوم عظيم للعالم. لقد اتحد العالم كله حول هذا الأمر. إسرائيل وكل دولة. لقد كان يومًا رائعا، يوما عظيما للجميع'. واحتفل البيت الأبيض بالإنجاز الليلة الماضية، ونُشرت على حساب منصة 'إكس' صورة للرئيس ترامب مع عبارة: 'رئيس السلام'.

المصدر: 'يديعوت أحرونوت'