اخبار فلسطين
موقع كل يوم -راديو بيت لحم ٢٠٠٠
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
بيت لحم 2000 - في خطوة نوعية تهدف إلى بناء الوعي الأسري وترسيخ قيم التماسك والمحبة داخل المجتمع الفلسطيني، أطلق المجلس الاستشاري الأسري الفلسطيني مبادرته التوعوية الجديدة بعنوان 'معًا نحو أسرة آمنة'، وهي سلسلة من اللقاءات الهادفة التي تسعى إلى تعزيز مفهوم الأسرة كبيئة حاضنة وآمنة لأفرادها في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها الأسر المعاصرة.
وتحدثت الأستاذة عايدة زواهرة، المدربة وخبيرة التنمية البشرية وعضو الهيئة الإدارية في المجلس الاستشاري الأسري الفلسطيني، صباح اليوم الإثنين، عن تفاصيل المبادرة وأهدافها، موضحةً أن المجلس تأسس قبل نحو عامين كأحد الفروع العربية للمجلس الاستشاري الأسري العربي، ويعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية، مشيرةً إلى أن فلسطين كانت سبّاقة في تأسيس مجلس متخصص يُعنى بتعزيز الاستقرار الأسري والنهوض بواقع العائلة الفلسطينية.
وأكدت زواهرة في حديث خلال برنامج 'يوم جديد' مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو 'بيت لحم 2000': أن رسالة المجلس تتمحور حول الحفاظ على الأسرة باعتبارها الوحدة الأساسية في بناء المجتمع، مشددة على أن سلامة الأسرة هي الأساس في نهضة الإنسان والمجتمع والوطن. وأضافت أن المجلس يسعى إلى تحقيق ذلك من خلال البرامج التدريبية، والمحاضرات التوعوية، والمبادرات الميدانية التي تهدف إلى زيادة الوعي بأهمية الاستشارات الأسرية والإرشاد النفسي والاجتماعي.
وأشارت إلى أن المجلس خرج مؤخرًا الفوج الأول من المستشارين الأسريين الفلسطينيين المؤهلين لتقديم الدعم والإرشاد في مختلف مناطق الوطن، مؤكدة الحاجة المتزايدة لوجود مختصين قادرين على التعامل مع التحديات الأسرية المعقدة في ظل التغيرات الاجتماعية المتسارعة.
وفي حديثها عن المبادرة، أوضحت زواهرة أن 'معًا نحو أسرة آمنة' هي مبادرة مجانية تُنظم على مدى خمسة أسابيع عبر منصات إلكترونية، وتتضمن لقاءات تفاعلية كل يوم اثنين وخميس بمشاركة خبراء فلسطينيين وعرب في مجالات الإرشاد الأسري، والتربية، والتنمية البشرية. وأضافت أن كل لقاء يتناول محورًا محددًا يتعلق بكيفية بناء بيت يسوده التفاهم، والتوازن النفسي، والشعور بالأمان.
وبيّنت أن عنوان المبادرة 'معنى' يحمل دلالة رمزية عميقة، إذ يجسد المسؤولية المشتركة بين جميع أفراد المجتمع – من الأسرة إلى المؤسسات التعليمية والأمنية والإعلامية – في حماية الأسرة ودعم استقرارها.
كما تطرقت زواهرة إلى أحد أبرز التحديات التي تواجه الأسر الفلسطينية اليوم، والمتمثلة في تأثير العصر الرقمي على العلاقات داخل الأسرة، مشيرة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي وإن كانت تقرّب المسافات، إلا أنها في الوقت ذاته قللت من التواصل الفعلي بين أفراد العائلة، وهو ما تحاول المبادرة معالجته من خلال طرح أدوات عملية لإعادة بناء الروابط الأسرية وتعزيز الحوار داخل البيت.
وأكدت زواهرة أن المبادرة لا تكتفي بالجانب النظري، بل تقدم تدريبات ومهارات حياتية مثل إدارة الخلافات الأسرية، والتعامل مع المراهقين، وإدارة العلاقات الصعبة، ومهارات الحوار الناجح، لتمكين المشاركين من تحويل المعرفة إلى ممارسة واقعية داخل أسرهم.
وتحدثت عن الحاجة المتزايدة إلى الاستشارات الأسرية والوعي الوقائي قبل تفاقم المشكلات، مشيرة إلى أن المجلس يسعى من خلال هذه البرامج إلى سد الفجوة بين الحاجة المجتمعية الفعلية وبين الخدمات المتوفرة، بما يضمن بناء جيل متوازن نفسيًا وسليم اجتماعيًا.
وفي ختام حديثها، وجهت زواهرة رسالة مؤثرة للأسر الفلسطينية، داعيةً الجميع إلى المحافظة على قدسية البيت والأسرة، وممارسة أدوارهم بوعي ومسؤولية. وقالت:
'كل فرد في الأسرة، من الأب والأم إلى الأبناء، يتحمل دورًا أساسيًا في حماية هذا الكيان المقدس. في زمن الأزمات، علينا أن نكون كالشجرة القوية التي تنحني أمام الرياح لكنها لا تسقط.'
وأكدت أن الاحترام، والاهتمام، والمحبة، والأمان هي الركائز الأساسية لأي علاقة ناجحة داخل الأسرة، مشددة على أن غياب الأمان النفسي يولد الخوف والانفصال، في حين أن حضوره يمنح الطمأنينة ويقوي الروابط الأسرية.
وفي ختام اللقاء، دعت زواهرة الأسر الفلسطينية إلى متابعة فعاليات المبادرة والانضمام إلى صفحة المجلس الاستشاري الأسري الفلسطيني عبر موقع 'فيسبوك'، للمشاركة في اللقاءات التي تنطلق رسميًا في 20 تشرين الأول وتستمر حتى 20 تشرين الثاني، مؤكدة أن بناء الوعي الأسري هو مسؤولية جماعية تتطلب جهدًا وطنيًا متكاملًا.