اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٢ أيلول ٢٠٢٥
تشهد الضفة والقدس المحتلتين مؤشرات متزايدة على عودة العمليات الفدائية بمختلف أشكالها بعد وقت قصير من مزاعم إسرائيلية من وأد خلايا المقاومة في تلك الساحتين مقابل تصعيد المستوطنين وخطط الضم والاستيطان الإسرائيلي.
ودفعت هذه العمليات المنظمة أو الفردية التي وقعت في مدينتي طولكرم والقدس وتلالها بالإضافة إلى عشرات العمليات الفردية والعمل المقاوم (إطلاق نار، إلقاء الأكواع المتفجرة) بالمؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية إلى رفع حالة التأهب والبحث في إجراءات عسكرية وأخرى رادعة مشددة.
وذهبت صحيفة 'يديعوت أحرنوت' العبرية لوصف الضفة بأنها 'طنجرة ضغط قابلة للانفجار في أية لحظة'، وسط تحذيرات إسرائيلية متزايدة من العمليات الفردية أو نجاح هجوم فلسطيني جماعي ضد أهداف إسرائيلية على غرار عملية القدس الأخيرة.
ونفذ الاستشهاديان مثنى عمرو ومحمد طه في 8 سبتمبر/ أيلول الحالي عملية إطلاق نار في محطة حافلات قرب مستوطنة 'راموت' في القدس المحتلة ما أسفر عن مقتل 6 إسرائيليين وجرح 47 آخرين، وبعدها بثلاثة أيام، أصيب جنديين بجروح في انفجار عبوة ناسفة بآلية عسكرية عند الحاجز (104) قرب طولكرم.
وفي اليوم التالي، أصاب شاب فلسطيني إسرائيليان طعنا داخل فندق بمدينة القدس، وفي 18 الشهر ذاته، قتل إسرائيليان في عملية إطلاق نار نفذها سائق شاحنة أردني داخل 'معبر اللنبي' الرابط بين الأردن والضفة.
وإزاء العمليات السابقة، يستعد جيش الاحتلال إلى تعديل تعليمات قواته الميدانية مع التشديد على توسيع الاعتقالات وتقييد الحركة في مناطق محددة وسط نقاش حول إعادة تعريف قواعد الاشتباك.
'ردة فعل'
وعدّ المحلل السياسي عمر عساف وقوع العمليات الفدائية الأخيرة بـ'ردة فعل' على جرائم الاحتلال في غزة وخطط الاستيطان والضم في الضفة والقدس المحتلتين.
وأكد عساف لصحيفة 'فلسطين' أن مجاز الاحتلال اليومية في غزة وعوامل الضغط العسكري والاقتصادي والاستيطاني في الضفة بمثابة مؤشرات تنذر بـ'الانفجار'.
ووصف عملية 'راموت' بالنوعية في التنفيذ والنتائج ولا سيما أن ثلاثة من القتلى هم من 'الحاخامات اليهود'، واصفا ذاك اليوم الذي شهد عملية أخرى أيضا للمقاومة في غزة أسفرت عن مقتل 4 جنود بـ'اليوم الأسود' إسرائيليا.
وتكرارا، يصدر جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) إحصائيات حول إحباطه عشرات العمليات الفدائية. عادا ذلك دليل على استمرار جذوة المقاومة وفشل المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلي في القضاء على خلاياها.
ووفق تقديرات إسرائيلية فإن الخشية الأكبر للمؤسسة الإسرائيلية تبقى من عملية فدائية واحدة كبيرة، إذ أن نجاح بعض العمليات يشجع آخرين على تقليدها وتنفيذ عمليات جديدة.
وأجزم عساف أنه: 'لا يمكن لـ(إسرائيل) الحصول على صفر مقاومة.. لا في غزة ولا في الضفة، ما دام هناك احتلال (إسرائيلي) ستبقى جذوة المقاومة مشتعلة'.
'مفاجأة' ومؤشرات
وفي حادثة تفجير العبوة الناسفة في طولكرم، رأي المختص في الشأن الإسرائيلي ياسر مناع أن العملية شكلت 'مفاجأة' للمؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية نوعا وتوقيتا.
وتطرق مناع في حديثه لـ'فلسطين' إلى العملية البرية العسكرية الإسرائيلية في مخيمات الضفة الغربية بالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزة، عادا ذلك دليل آخر على الفشل الإسرائيلي في القضاء على المقاومة أو خلاياها المنظمة.
وذكر أن عملية 'العبوة التفجيرية' ذات نوعية وعلامة فارقة ولا سيما أنها جاءت قرب حاجز عسكري للجيش، وبعد 7 أشهر من أكبر عملية عسكرية إسرائيلية في طولكرم؛ بذريعة القضاء على المقاومة.
في مقابل ذلك، نوه مناع إلى أن وقوع تلك العمليات بمثابة 'إنجاز' للمقاومة التي نجحت في تجاوز العملية العسكرية والملاحقة الإسرائيلية والمداهمات والاعتقالات اليومية.
ورغم تلك الملاحقات والاعتقالات، يرى الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين أن ثمة مؤشرات تنذر بعودة العمليات الفدائية المنظمة أو الفردية في الضفة والقدس المحتلتين.
ووصف عز الدين في حديثه لصحيفة 'فلسطين' تلك المؤشرات بـ'الجيدة' ولا سيما هناك عمل مقاوم يوميا في الضفة آخرها وقوع اشتباك مسلح في بلدة اليامون قضاء جنين.
وبتقديراته أن المقاومة – بدأت تتأقلم – مع الوضع الأمني الجديد وخاصة بعد الحملات الأمنية المكثفة التي يشنها الاحتلال وأجهزة السلطة معا، وأكد أن قدرة المقاومة على استعادة عافيتها بحد ذاته 'إنجاز هام'.
وقال: 'ستبدو الأيام القادمة أكثر وضوحا حول مدى استعادة المقاومة عافيتها وعودتها لأعمالها'، مشددا على أن عودة عمليات المقاومة في الضفة ستستنزف الاحتلال الذي يعاني من استنزاف لوحداته وجنوده أصلا في غزة.
وبسبب حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة منذ نحو عامين، يواجه جيش الاحتلال جملة من التحديات اللوجستية والعسكرية إذ يعاني نقصا في المعدات العسكرية وتآكلها، إضافة إلى تغييرات في إستراتيجيات التسلح. وفق مصادر إسرائيلية.