اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية تحقيقًا جديدًا أظهر تورط شركة 'إم بي دي إيه' (MBDA)، أكبر شركة أوروبية لصناعة الصواريخ، في تصنيع مكونات رئيسية لقنابل استخدمتها إسرائيل خلال غاراتها في قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 طفل فلسطيني على الأقل خلال عام 2024.
تتمثل مكونات الشركة في 'أجنحة موجهة' تُركّب على قنابل من طراز 'جي بي يو-39' (GBU-39) التي تصنعها شركة بوينغ الأمريكية، ما يسمح بتوجيه القنابل بدقة نحو أهدافها بعد إطلاقها، مما يجعلها أكثر فتكًا وقدرة على إصابة أهداف محددة، بما في ذلك مواقع مدنية في القطاع.
وفقًا للتحقيق، تمتلك 'إم بي دي إيه' مصنعًا في ولاية ألاباما الأمريكية، بالإضافة إلى فروع ومصانع أخرى في فرنسا، والمملكة المتحدة، وألمانيا، ودول أخرى، وتواصل توريد هذه المكونات إلى إسرائيل رغم إلغاء الحكومة البريطانية 29 ترخيصًا لتصدير الأسلحة، حيث يقتصر الحظر على الصادرات المباشرة من بريطانيا فقط وليس على الفروع الأجنبية.
استند التحقيق في الصحيفة إلى بيانات مفتوحة المصدر وتحليلات خبراء أسلحة، حيث تم توثيق 24 غارة إسرائيلية استخدمت فيها قنابل 'جي بي يو-39' منذ بداية عام 2024 وحتى مايو، ما أسفر عن مقتل مئات المدنيين، بينهم العديد من الأطفال.
وقُصفت خلال هذه الهجمات مدارس ومخيمات نازحين ليلاً، دون أي إنذار مسبق، مما أثار إدانات دولية. وأكدت الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية أن بعض هذه الهجمات قد تُعدّ جرائم حرب بسبب استهداف المدنيين بشكل مباشر أو الإهمال في تفادي سقوطهم.
رغم توقيع عدة دول أوروبية على معاهدة تجارة الأسلحة التي تمنع بيع الأسلحة التي يمكن استخدامها في جرائم حرب، إلا أن الولايات المتحدة لم توقع عليها، ما يجعل تزويد إسرائيل بهذه الأسلحة مستمرًا دون عوائق كبيرة.
من جهتها، أكدت شركة 'إم بي دي إيه' التزامها بالقوانين الوطنية والدولية المتعلقة بتجارة الأسلحة، مشيرة إلى أن عقودها مع بوينغ والتزاماتها تتم ضمن ضوابط صارمة.
تشن إسرائيل حربًا شاملة على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 بدعم أميركي، أسفرت عن سقوط أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال، إلى جانب نزوح مئات آلاف المدنيين وتعطيل الخدمات الأساسية، في ظل اتهامات متصاعدة بارتكاب جرائم حرب.
تستمر الدعوات الدولية لوقف العدوان وحماية المدنيين، في حين يستمر استخدام الأسلحة الدقيقة التي تصنعها شركات متعددة الجنسيات في تصعيد النزاع، ما يزيد من مأساة المدنيين في القطاع.