اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٧ أيار ٢٠٢٥
اعتاد أهالي قطاع غزة في مثل هذه الأيام من كل عام أن يتوافدوا إلى أسواق الأضاحي استعدادًا لاستقبال عيد الأضحى المبارك، حيث كانت الحركة التجارية نشطة، والمزارع تعج برؤوس الماشية.
لكن هذا العام، غابت تلك المشاهد تمامًا بفعل الحرب التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي دمّرت البنية الزراعية في القطاع، وأفقدت المزارعين والمواطنين القدرة على الاستعداد للموسم، في ظل أوضاع معيشية كارثية، وارتفاع غير مسبوق في أسعار اللحوم والأعلاف.
يقول المربي أبو زكريا أبو مغصيب: 'كان موسم الأضاحي فرصتي السنوية لتحقيق دخل أنفق منه على أسرتي، لكنني خسرت أكثر من 90% من القطيع بفعل القصف والاجتياحات المتكررة'.
وأضاف لـ 'فلسطين أون لاين': 'لم يتبقَّ لي إلا عدد قليل من الخراف التي أتنقل بها من منطقة إلى أخرى، هربًا من الاستهداف'.
أما المربي حسين التعبان، فيصف الوضع بأنه كارثي، قائلًا: 'تعرّضت مزرعتي لتدمير كامل، وخسائري تجاوزت 80 ألف دولار'.
وتابع: 'كنا ننتظر موسم العيد لتعويض خسائر العام، لكن المزارع لم تعد صالحة، والخراف إما نفقت، أو لم نعد نملك ما نطعمها به. الأعلاف والأدوية البيطرية مفقودة أو باهظة الثمن. الوضع كارثي، ولا أفق للتحسن'.
وتفاقمت الأزمة بسبب إغلاق المعابر والحصار المفروض، الذي أدى إلى نقص حاد في الأعلاف، وارتفاع كبير في أسعارها، ما جعل استمرار تربية المواشي أمرًا بالغ الصعوبة، إلى جانب منع إدخال المستورد.
ويقول مربي المواشي عبد الخالق النَّفار: 'سعر الخروف اليوم يتراوح بين 7 إلى 10 آلاف شيقل، وهو رقم خارج قدرة المواطن العادي. حتى الجمعيات الخيرية توقفت عن الشراء بسبب ارتفاع التكلفة، فيما أن مزارع العجول شبه فارغة'.
ويُذكر أن معدل استهلاك قطاع غزة من الأضاحي في السنوات السابقة كان يُقدَّر بنحو 18 ألف رأس من العجول، و22 ألف رأس من الأغنام.
وبحسب منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، فإن حالة انعدام الأمن الغذائي في غزة ناتجة عن التدمير شبه الكامل للقطاعين النباتي والحيواني.
وقدّرت المنظمة أن أكثر من 70% من الثروة الحيوانية لإنتاج اللحوم والألبان قد تم ذبحها أو نفقت، بينما تعرّضت نحو 80% من مزارع الدواجن للتدمير الكامل.
وبلغت الخسائر المباشرة في القطاع الزراعي أكثر من 400 مليون دولار.