اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الديار
نشر بتاريخ: ١٢ أيار ٢٠٢٥
زيارة الكويت ليست المحطة الاولى ولا الاخيرة في جولة رئيس الجمهورية جوزاف عون العربية التي بدأها بزيارة المملكة العربية السعودية، والتي تندرج في اطار تحركه الدبلوماسي الناشط نحو الخارج تحت عنوان عام ردده ويردده، 'وضع لبنان على سكة التعافي والاستقرار واستعادة الثقة العربية والدولية، ووقف الاعتداءات الاسرائيلية والانسحاب من الاراضي المحتلة'.
ماذا حقق الرئيس عون حتى الان، وما هي الافاق والنتائج المرتقبة من هذه الزيارات والحراك نحو الخارج؟
منذ اللحظة الاولى حدد رئيس الجمهورية الاطار العام لتحركه الدبلوماسي الخارجي، مركزا على اعادة انفتاح لبنان على العالم العربي والخليجي خصوصا، واستعادة ثقة المجتمع الدولي بصورة عامة من اجل توفير الدعم الاقتصادي والمالي للبنان .
وتجمع القوى السياسية على انه استطاع ان يوظف الثقة الكبيرة التي حظي بها منذ انتخابه، ووضع جدولا مكثفا للتحرك نحو المجتمع العربي والدولي لترجمة هذه الثقة من اجل توفير الدعم للبنان .
في قراءة للنتائج التي حققها الرئيس عون من هذا الحراك حتى الان، تسجل الاوساط المراقبة ما يلي :
1ـ حصل الرئيس عون على التزام الدول الخليجية التي زارها حتى الان بتقديم الدعم للبنان اكان من خلال الاستثمارات او القروض الميسرة او من خلال هبات مالية مرتبطة ببرامج انمائية او اجتماعية واعادة البنية التحتية. لكن هذا الالتزام المبدئي ربطته الدول الخليجية بشروط وعناصر ابرزها: انجاز الاصلاحات الاقتصادية والمالية، ترسيخ الامن والاستقرار، وتعزيز سلطة الدولة على اراضيها، ومكافحة تهريب المخدرات .
2ـ ورغم ابداء الدول العربية الخليجية استعدادها المبدئي للمساهمة بتقديم الدعم لاعادة اعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي، لم ينتج عن زيارات الرئيس عون لهذه الدول اية نتائج ملموسة .
3ـ صار مؤكدا ان الرئيس عون نجح في طمأنة العرب والخليجيين خصوصا للوضع الامني، الامر الذي ساهم بشكل اساسي في قرار رفع حظر سفر المواطنين الاماراتيين الى لبنان واستعداد السعودية والكويت وقطر لاتخاذ خطوات مماثلة في فترة قريبة وقبل بداية الصيف .
4ـ حرص رئيس الجمهورية على ان تترافق زياراته للخارج مع خطوات اصلاحية بدأتها الحكومة بالتعاون مع المجلس النيابي، لتاكيد صدقية الدولة اللبنانية في انجاز الاصلاحات الاقتصادية والمالية، وقد لقي هذا التوجه ترحيبا من المجتمعين العربي والدولي .
5ـ ركز الرئيس عون على المضي في مسار ترسيخ سلطة الدولة وترجمة حصر السلاح بيد الدولة في اطار كسب وترسيخ الثقة بالعهد الجديد .
6ـ يتولى رئيس الجمهورية من خلال تحركه نحو الخارج وجهوده الدبلوماسية والسياسية مسؤولية كبيرة ومميزة في العمل على وقف الاعتداءات الاسرائيلية والضغط على العدو للانسحاب من باقي الاراضي المحتلة . ويتعامل، على حد قول مصدر نيابي، بحنكة وحكمة مع موضوع سلاح المقاومة وحزب الله شمالي الليطاني من خلال اعتماد الحوار . وقد نجح رغم الضغوط الخارجية والمزايدات الداخلية من ترجيح وجهة نظره وترسيخها، وبالتالي كسب المزيد من الثقة الدولية والعربية باسلوب تعاطيه مع هذا الملف الصعب والحساس .
ويشير المصدر الى ان موقف الرئيس عون هذا يحظى باحترام داخلي وخارجي، ويلقى صدى ايجابيا من قيادة حزب الله رغم عدم المباشرة او البدء بالحوار حول هذا الموضوع .
وفي تقييمه لما حققه الرئيس عون اكان من خلال زياراته لفرنسا ولعدد من الدول الخليجية او من خلال نشاطه الديبلوماسي المكثف، يرى المصدر انه استطاع حتى الان رفع العزلة العربية والدولية بنسبة جيدة وملحوظة من خلال الخطوات التي بدأنا نشهدها على مستوى المباشرة بانهاء المقاطعة الخليجية واعتماد سياسة فتح الابواب مع لبنان .
وفي الوقت نفسه يرى المصدر انه رغم ما قام ويقوم به ألرئيس عون، فان موضوع اعادة الاعمار ما زال في دائرة الانتظار حتى اشعار اخر لاسباب ليست خفية على احد وابرزها محاولة استخدام هذه الورقة لمقايضتها بانهاء سلاح المقاومة وحزب الله .
ويلفت المصدر الى ان ارجاء هذا الملف يساهم مساهمة مباشرة في تاخير الحوار بين الرئيس عون وحزب الله، وفي الامعان باستمرار تهديد الامن الاجتماعي .
ويرى المصدر النيابي ان كل ما بذله ويبذله الرئيس عون اكان من خلال زياراته للخارج او من خلال جهوده الدبلوماسية، لم يحدث تقدما ملموسا على صعيد اجبار 'اسرائيل' على وقف اعتداءاتها او الانسحاب من باقي الاراضي المحتلة بسبب تراخي المجتمع الدولي والاميركي بوجه خاص .