اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الديار
نشر بتاريخ: ١٢ أيار ٢٠٢٥
شدد رئيس الجمهورية جوزاف عون على ضرورة تفعيل العلاقات اللبنانية – الكويتية والعمل على تطويرها في كل المجالات، مشيراً الى ان لبنان سيبقى الى جانب الدول الشقيقة، ومرحباً بقرار رفع التمثيل الديبلوماسي الكويتي في لبنان.
الرئيس عون أثنى على وقوف الكويت الدائم الى جانب لبنان وعلى مواقفها الداعمة له في المحافل الاقليمية والدولية، لا سيما في ما خصّ الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة وعدم التزام اسرائيل باتفاقية وقف اطلاق النار.
من جانبه، أكد امير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الحرص على تعزيز العلاقات اللبنانية الخليجية والعربية، مثنياً على التعاون الأمني بين دولة الكويت والجمهورية اللبنانية، الذي يُعد رُكناً أساسياً في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، خصوصاً في مجال مكافحة تهريب المخدرات.
وجدّد التزام الكويت بالوقوف الى جانب لبنان وكل ما يتخذه من إجراءات لبسط سيادته على كامل أراضيه حتى الحدود المعترف بها دولياً، وذلك وفقاً لقرار مجلس الأمن 425.
كما أعرب عن دعم بلاده لجهود المجموعة الخماسية لحل الأزمة السياسية اللبنانية وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية ودعم الجيش، مؤكداً مواصلة دورها الفاعل من خلال مشاركتها في مؤتمرات دعم لبنان في الأمن والتنمية.
ودان الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، مطالباً بتنفيذ قرار مجلس الأمن (1701) ووقف إطلاق النار، مشدداً على أهمية استقرار سوريا وانعكاساته على لبنان ودول الجوار، وعودة اللاجئين السوريين بشكل آمن لمنع تحول سوريا إلى بؤرة توتر في المنطقة.
مواقف الرئيس عون والشيخ الصباح جاءت خلال لقاء القمة اللبنانية -الكويتية والمحادثات الموسعة التي عقدت ظهر اليوم في المبنى الرئيسي في قصر بيان، والتي حضرها عن الجانب الكويتي ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ورئيس مجلس الوزراء بالانابة الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، ووزير شؤون الديوان الاميري الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح، والمستشار في الديوان الاميري ورئيس بعثة الشرف السيد محمد عبدالله ابو الحسن، ووزير الخارجية عبدالله علي العبدالله اليحيا، ووكيل الديوان الاميري ومدير مكتب سمو أمير الدولة السفير أحمد فهد الفهد، ومدير مكتب ولي العهد الفريق جمال محمد الذياب، ورئيس المراسم والتشريفات الاميرية الشيخ خالد العبدالله الصباح الناصر الصباح، ووكيل الشؤون الخارجية في ديوان ولي العهد السيد مازن عيسى العيسى، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي الوزير المفوض فلاح فهد المطيري.
وحضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، القائم بأعمال سفارة لبنان في الكويت أحمد عرفة، ومدير عام المراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد، المستشارون العميد اندره رحال، وجان عزيز، وميريم عيد، ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.
أمير الكويت
في مستهل المحادثات الموسعة بين الجانبين اللبناني والكويتي، ألقى أمير الكويت كلمة جاء فيها:
“يسرنا اليوم بالود والترحيب استقبال فخامة الرئيس العماد جوزاف عون رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة والوفد المرافق لفخامته في زيارة بلدهم الثاني دولة الكويت فأهلاً وسهلا بالأشقاء بين إخوانهم.
فخامة الرئيس العماد جوزاف عون أشكر فخامتكم على تلبية دعوتي لهذه الزيارة، ونجدد التهنئة لفخامتكم لمناسبة انتخابكم رئيسا للجمهورية اللبنانية الشقيقة، وتمنيات دولة الكويت قيادة وحكومة وشعبا لفخامتكم بكل التوفيق والسداد. كما نهنىء أشقاءنا اللبنانيين بتشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة معالي نواف سلام، مؤكدين أن لبنان أمام فرصة تاريخية لتحديد مستقبله وتجاوز كافة التحديات الماضية والبدء بعملية إعادة البناء والتطوير بما يحقق تطلعات الشعب اللبناني الشقيق إلى الأمن والاستقرار”.
وأضاف: “ونسجل إشادتنا بمستوى العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بلدينا الشقيقين منذ تأسيسها في عام 1961، ونعرب عن تطلعنا إلى تعزيز هذه العلاقات على كافة الأصعدة وفي شتى المجالات، وننوه بأهمية رفع التمثيل الديبلوماسي بين بلدينا الشقيقين بهدف تعزيز العلاقات الثنائية وعودتها إلى وضعها الأمثل.
ونستذكر ببالغ الاعتزاز موقف لبنان المشرف تجاه دولة الكويت إبان العدوان العراقي الغاشم حيث كانت من أوائل الدول التي وقفت مع الحق الكويتي، ونؤكد وقوف دولة الكويت مع الجمهورية اللبنانية الشقيقة ودعم أمنها واستقرارها وكل ما تتخذه من إجراءات لبسط سيادتها على كامل أراضيها حتى الحدود المعترف بها دوليا وذلك وفقا لقرار مجلس الأمن 425″.
وتابع: “فخامة الرئيس نثمن الدور البارز الذي تقوم به الجالية اللبنانية في تنمية دولة الكويت، إذ تعد نموذجا للعطاء والتميز مساهمة في جهودها في مختلف المجالات معززة أوصال الأخوة والتعاون بين بلدينا الشقيقين. ونتوجه بخالص الشكر والتقدير للشعب اللبناني العزيز على الرعاية الكريمة التي يحظى بها الكويتيون في الجمهورية اللبنانية الشقيقة في مختلف الفترات، حيث إنها وجهة مميزة لهم لما تتمتع به من أجواء ثقافية فضلا عن تراثها الغني”.
وأكد أمير الكويت حرص الكويت على “تعزيز العلاقات اللبنانية الخليجية والعربية وتعرب عن رضاها بشأن نتائج اجتماع سفراء دول مجلس التعاون مع رئيس الوزراء اللبناني في 6 مايو الجاري الذي بحث عودة مواطني دول المجلس إلى لبنان. كما نثني على التعاون الأمني بين دولة الكويت والجمهورية اللبنانية الذي يعد ركنا أساسيا في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة وخصوصا في مجال مكافحة تهريب المخدرات من خلال الضربات الاستباقية والمراقبة الدقيقة”.
واردف: “تجدد دولة الكويت دعمها لجهود المجموعة الخماسية (أمريكا، فرنسا، السعودية، قطر، ومصر) لحل الأزمة السياسية اللبنانية وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية ودعم الجيش. وتواصل دورها الفاعل من خلال مشاركتها في مؤتمرات دعم لبنان في الأمن والتنمية”.
وأكد أن دولة الكويت، تدين الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، مطالبة بتنفيذ قرار مجلس الأمن (1701)، ووقف إطلاق النار. وتعرب عن تعازيها بضحايا العدوان الذي خلف أكثر من (3000) قتيل لبناني و(13000) جريح و(191 ألف) نازح.
كما تؤكد أهمية استقرار سوريا وانعكاساته على لبنان ودول الجوار مطالبةً بعودة اللاجئين السوريين بشكل آمن لمنع تحول سوريا إلى بؤرة توتر في المنطقة”.
وتابع أمير الكويت : “تعد الجمهورية اللبنانية الشقيقة شريكا فاعلا في دعم القضايا المشتركة مع دولة الكويت معززة للروابط التاريخية والتعاون المثمر بين البلدين وفي تجسيد لهذا الترابط نثمن دعم لبنان للحق الكويتي في ما يتعلق بترسيم الحدود مع العراق وفقاً لقرار مجلس الأمن (833) وضرورة استكمال ترسيم الحدود البحرية لما بعد العلامة (162)”.
وختم: “وفي الختام نجدد الترحيب بفخامتكم والوفد المرافق ضيوفا أعزاء في بلدكم الثاني، وبين شعبها المحب لبلدكم الشقيق، راجين لكم موفور الصحة والعافية، وللجمهورية اللبنانية الشقيقة تحقيق الأمن والاستقرار”.
ردّ الرئيس عون
ورد الرئيس عون، فشكر الامير مشعل على العبارات الطيبة، وقال :” باسم كل لبنان اشكر لكم دعوتكم لي لزيارة الكويت، وحفاوة الاستقبال والمحبة التي لقيتها خلال وجودي والوفد المرافق.
ما سمعته منكم يا سمو الأمير، يعبر عن الاهتمام والمحبة وحرص كبير على لبنان واللبنانيين.ان محبة الكويتيين للشعب اللبناني كبيرة وواضحة، وقد وقفتم دائما الى جانبنا في كل الظروف الصعبة التي مررنا بها. ونحن نثمن هذه المواقف التي أعلنتم عنها اليوم، والتي تعبر عن وجهة نظر الشعب الكويتي الشقيق”.
وتطرق عون الى موضوع الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة، وعدم التزام اسرائيل باتفاقية وقف اطلاق النار، وقال: “ان مواقف الكويت الداعمة للبنان في المحافل الاقليمية والدولية لها كبير الاثر في ما خص هذا الموضوع”.
ثم تحدث عن ضرورة تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في كل المجالات، وقال:”ان لبنان سيبقى الى جانب الدول الشقيقة”، مرحبا ب”قرار رفع التمثيل الديبلوماسي الكويتي في لبنان”.
واضاف: “ان ما ابديتموه من دعم لنا يؤكد حرصكم على الوقوف الى جانب لبنان”.
ووجه الرئيس عون اخيرا دعوة لأمير الكويت لزيارة لبنان، فرد امير الكويت شاكرا وقال: “سأحضر بدعوة او بدون دعوة”، مستذكرا العلاقات اللبنانية – الكويتية ومحبة الكويتيين للبنان وسكنهم فيه منذ عقود طويلة، وحرصهم على العودة اليه.
وفي خلال المحادثات، أشاد سمو الامير بدور الجالية اللبنانية البناء والايجابي في الكويت، فشكره الرئيس عون على احتضان الكويت الأخوي للبنانيين.
وبعد انتهاء المحادثات الموسعة، عقدت خلوة بين الرئيس عون وأمير الكويت، أقام بعدها الأمير مشعل مأدبة غداء تكريما للرئيس عون، حضرها ولي العهد والمسؤولين الكبار في الكويت، والوفد اللبناني وديبلوماسيين عرب.
وفي نهاية الغداء الذي حضره نحو 200 مدعو، صافح الأمير مشعل وزير الخارجية وأعضاء الوفد اللبناني فردا فردا، فيما صافح الرئيس عون المدعوين الكويتيين الكبار الى الغداء.