اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
بيروت ـ عامر زين الدين
شجرة صبار وحيدة باسقة، وسط بلدة الرملية (قضاء الشوف) بدت عملاقة بين أقرانها من أنواع وأصناف أخرى. وعلى رغم مرور الفترة الأكبر من موسم الصبار الصيفي، لاتزال تلك الشجرة مكسوة بنوع من فاكهة الصبار ذات اللون الوردي الزاهي.
الشجرة الارجوانية ذات الجودة في الثمار، تستقطب أنظار العابرين بالقرب منها، خصوصا وهي ترتدي ثوبا زهريا من الأشواك التي تعتبر من النوع البسيط، بخلاف الأنواع الاخرى من الصبار ذات الشوك الأكثر قساوة، كما يقول أحد مزارعي البلدة.
وأضاف المزارع لـ «الأنباء»: «عمر الشجرة يعود لأكثر من مائة سنة، وهي من الأشجار الأوائل التي غرست في البلدة. واقعها الراهن علامة على نضجها وقوتها، بينما زميلاتها قد ماتت منذ أعوام طويلة، وهذا يدل على صحتها وسلامتها».
وتابع «لا يزال يوجد على الشجرة حتى الآن عشرات الكيلوغرامات، وهي تنتج سنويا اكثر من 100 كيلوغرام كحد أدنى وأكثر بكثير في الحالات الطبيعية، بدليل وضع أخشاب تتكئ أغصان الشجرة عليها، نظرا إلى حجم الانتاج السنوي التي تعطيه».
المكان الذي زرعت فيه الشجرة مناسب جدا لها، وتنطوي جدرانها الجانبية وألواحها الخضرية على مئات الليترات من المياه في أحشائها، وقد أصبحت بمأمن من الجليد الذي يلحق ضررا كبيرا بالصبار كمثيلاتها، بعدما تتجمد مياهها فتتفتح ألواحها ولا تدم طويلا، قبل ان يحل بها اليباس وتموت. ويعود ذلك إلى ان الارتفاع يعتبر متوسطيا عن سطح البحر بحدود 600 متر. كذلك لم تتأثر الشجرة كثيرا بفترة الحر الذي شهدته بعض أيام الصيف الماضي.
وتساعد خزانات المياه الداخلية الصبار على النمو والازدهار، كما في فترة تفتح الزهور والبراعم، وتشكل محطة توقف للمارين والعابرين أمامها لالتقاط الصور للشجرة، لجماليتها واعتبارها مهددة كأقرانها، في ظل عدم القدرة على التنبؤ بتغيرات المناخ، الذي تأثرت بها هذه السنة العديد من أنواع الاشجار، التي لا تملك قدرة على الصمود في مواجهة الأجواء الملتهبة بحرارة الصيف.
وعليه، ينظر أهالي بلدة الرملية إلى شجرة الصبار القديمة العهد في بلدتهم على انها أصبحت من الأشجار النادرة بهذا المستوى والعمر، وفي حالة النضوج التي تتمتع بها. ويولي أصحابها الاهتمام الكافي بها، خصوصا لناحية الري المستمر، والرش بالمبيدات.
وتعتبر البلدة من القرى التي تولي القطاع الزراعي اهتماما كبيرا. ولا يزال قسم من ابنائها يعمل في الزراعة كمورد أساسي لمعيشة العائلة، ومنها شجرة الصبار آنفة الذكر، والتي تشكل بدورها عاملا مساعدا لدعم معيشة العائلة.