اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٥ أيار ٢٠٢٥
توجه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى المواطن اللبناني، بالقول: «ان الانتخابات تشكّل فرصة لك، وصندوق الاقتراع هو حقك الطبيعي والشرعي، وعليك بوضع الاسم أو اللائحة التي تراها مناسبة لمصلحة قريتك أو مدينتك، ولا تدع العامل المذهبي والطائفي والحزبي والمالي يؤثر على خيارك، فعليك وحدك تقع المسؤولية في هذا المجال».
واكب رئيس الجمهورية أمس ميدانياً الاستحقاق الانتخابي البلدي والاختياري الأول منذ العام 2016 بعد التمديد بسبب الظروف الصعبة التي مرّ بها لبنان.
وكانت رغبة الرئيس عون واضحة في الحرص على الاستماع الى شكاوى المواطنين، والاطّلاع على التدابير الأمنية والقضائية التي اتخذتها الدولة لتأمين حسن سير الانتخابات في مرحلتها الأولى في جبل لبنان.
وتوّج الرئيس عون قبيل انطلاق العملية الانتخابية، زيارته الى وزارة الداخلية والبلديات، حيث كان في استقباله لدى وصوله، وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار ووزير العدل عادل نصار، وكانت محطته الأولى الغرفة المخصصة للخط الساخن 1766 والتي أنشئت بمساهمة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع وزارة الداخلية والبلديات، وتقتصر مهمتها على تلقّي طلبات وشكاوى المواطنين طوال فترة الانتخابات، ومتابعة نسب التصويت.
ثم انتقل والوزيران الحجار ونصار الى مكتب وزير الداخلية، وجرى بحث تفصيلي بالإجراءات المتخذة لحماية العملية الانتخابية من كل ما يمكن أن يعترضها ان من الناحية الأمنية أو من الناحية القضائية. وأكد الوزيران لرئيس الجمهورية الجهوزية التامة لمعالجة أي مشكلة قد تطراً خلال سير هذه العملية في مرحلتها الأولى التي تقام في محافظة جبل لبنان.
وبعد انتهاء الاجتماع، توجه الجميع الى غرفة العمليات المركزية التي تعتبر المركز الأساسي لإدارة العملية الانتخابية التي يرأسها وزير الداخلية، واستمع من الرائد في قوى الأمن الداخلي محمد شعبان، الى شرح عن آلية عمل الغرفة منذ تلقّي الشكوى وحتى العمل على معالجتها. كما أوضح الرائد شعبان ان الغرفة تتلقّى أيضاً نسب الاقتراع من رؤساء المراكز في مختلف مناطق جبل لبنان، بشكل مباشر حيث يتم تجديدها تباعاً خلال ساعات النهار، كما تتابع الغرفة الأحداث الأمنية التي تطراً وتعمل على تذليلها بشكل فوري.
وحرص الرئيس عون خلال تواجده في غرفة العمليات المركزية، على ان يتلقّى شخصياً شكاوى المواطنين، فتلقّى اتصالين واستمع الى مضمون المكالمتين وأعطى توجيهاته الى الوزير الحجار لمتابعة مطالب صاحبي الاتصالين.
وتحدث الرئيس عون الى الموجودين، ودعاهم الى العمل بنشاط وجدّية للمساهمة في إنجاح العملية الانتخابية اليوم، وطمأنة المواطنين الى ان الدولة جادّة في تأمين حق المواطنين في التعبير عن رأيهم في صناديق الاقتراع، ما يشجّعهم على المشاركة بكثافة في هذه الانتخابات.
وبعدها، ألقى الرئيس عون كلمة مقتضبة في الساحة الخارجية لوزارة الداخلية فقال: «من المهم ان هذا الاستحقاق الانتخابي قد أقيم في موعده، خصوصاً وان نحو90 في المئة من البلديات في لبنان قد تم حلّها، والمواطن يشكو من عدم وجود هذه البلديات لمواكبة حاجاته وطلباته في قريته ومدينته، علماً ان للبلدية دوراً أساسياً في الإنماء، وها هو هذا الاستحقاق قد بدأ اليوم (أمس).
لا دور للدولة في هذه الانتخابات إلّا تأمين أمنها وسلامتها وحمايتها، ونبارك لمن يفوز فيها، وندعو بالتوفيق في الاستحقاق المقبل لمن لم ينجح. وأتوجه بكلمة أساسية الى المواطن اللبناني، وهي ان الانتخابات اليوم تشكّل فرصة لك، وصندوق الاقتراع هو حقك الطبيعي والشرعي، وعليك بوضع الاسم أو اللائحة التي تراها مناسبة لمصلحة قريتك أو مدينتك، ولا تدع العامل المذهبي والطائفي والحزبي والمالي يؤثر على خيارك، فعليك وحدك تقع المسؤولية في هذا المجال.
سأواكب العملية الانتخابية طوال اليوم (أمس)، كما سيواكبها أيضاً وزيرا الداخلية والعدل، وعلى أمل أن تمرّ هذه المرحلة من الانتخابات بسلاسة ومن دون أي أحداث، ولدى الأجهزة الأمنية تعليمات صارمة بالتدخّل المباشر لمعالجة أي شائبة وقمع أي محاولة للغش، كي يكون رسالة ثقة الى العالم بأن لبنان بدأ ينهض ويبني مؤسساته وبات على السكة الصحيحة».
سراي بعبدا
ومن وزارة الداخلية، انتقل الرئيس عون يرافقه الوزيران الحجار ونصار، الى سراي بعبدا الحكومي، وكان في استقباله محافظ جبل لبنان محمد مكاوي، وكانت جولة في أقسام السراي قبل أن يعقد اجتماع في مكتب المحافظ، استمع فيه الرئيس عون الى التحضيرات التي سبقت اليوم الانتخابي. بعدها، انتقل الجميع الى غرفة عمليات جبل لبنان الموجودة في السراي، والمرتبطة بغرفة العمليات المركزية، وهي تشكّل صلة وصل بين مختلف أقضية محافظة جبل لبنان.
واستمع الرئيس عون من ضباط مولجين متابعة العمل في الغرفة على طريقة عملها وكيفية مواكبتها لسير العملية في مختلف الأقضية التي تتألف منها محافظة جبل لبنان، وعرضوا له نتائج البلديات والمخاتير الذين فازوا بالتزكية. ثم عرض العميد جوزف مسلّم للمهام التي تقوم بها قوى الأمن ضمن الصلاحيات المناطة بها لتأمين حسن سير العملية الانتخابية، وعدد العناصر المنتشرين ميدانياً.
وشكر الرئيس عون الضباط والعسكريين والعاملين في غرفة عمليات جبل لبنان على جهودهم، وعلى الإنجاز الكبير الذي يقومون به بالامكانات المتوافرة، فـ«الإرادة موجودة والقدرة على الإنجاز أيضاً، ومن لا يريد أن يعمل فلا ذريعة لديه ولا مكان له بينكم. وما رأيته في وزارة الداخلية وهنا في السراي، يفرح القلب على الرغم من الإمكانات المادية والتكنولوجية المتواضعة، ولديّ ملء الثقة ان العملية الانتخابية ستمضي بسلام وستنعكس إيجاباً على كافة المناطق في المراحل اللاحقة».
وزارة الدفاع
ومن سراي بعبدا، توجه الرئيس عون يرافقه الوزير نصار الى وزارة الدفاع، واستقبله وزير الدفاع ميشال منسى، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، ومدير المخابرات العميد طوني قهوجي، وكبار الضباط. ودخل الجميع الى غرفة العمليات، وحرص الرئيس عون على مصافحة الضباط فرداً فردا، قبل أن يستمع الى شرح مفصّل من مدير العمليات العميد جورج رزق الله عن التدابير التي اتخذها الجيش لمواكبة الوضع الأمني على الأرض، ومنع حصول الإشكالات والحوادث الأمنية، وكيفية نشر العناصر المولجة فرض الأمن والسلامة العامة والتي يبلغ عددها بين 15 و18 ألف عنصر. كما استمع من النقيب نبيل سليمان من قوى الأمن الداخلي الى شرح عن عملية التنسيق مع الجيش لحفظ الأمن، ومواكبة العملية الانتخابية عبر الربط الإلكتروني لصناديق الاقتراع، وتأمين الحماية لها منذ وصولها أمس الى مكاتب الاقتراع وحتى تسليمها، بعد انتهاء العملية الانتخابية، الى لجان القيد المعنية.
وتحدث الرئيس عون الى الموجودين، مهنّئاً إياهم على الجهد الذي بذلوه من أجل إنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي بعد وقت طويل نظراً الى أهميته، وشدّد على الدور الأساسي للبلدية في الحياة اليومية للبنانيين، وعلى أهمية حصول الانتخابات في موعدها، والصورة التي تعطيها عن لبنان وعن جهوزيته للانطلاق في مسيرة النهوض. ومازح رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون العسكريين في وزارة الدفاع، قائلاً: «عم بيعذّبكن وزير الدفاع؟».
تلفزيون لبنان
ثم انتقل رئيس الجمهورية يرافقه الوزير نصار، الى مبنى تلفزيون لبنان في تلة الخياط، في زيارة أرادها ان تؤكد على دور هذه المحطة الرسمية وإعطائها الدفع المعنوي اللازم لعودتها الى مسارها التاريخي.
وكان في استقباله في مقر التلفزيون، وزير الإعلام بول مرقص، مساعدة مدير التلفزيون ندى صليبا، مدير العمليات سليم قازان، رئيس الارسال سعيد بو ضاهر، ومديرة الأخبار دينا رمضان.
وجال الرئيس عون في أرجاء المبنى، واطّلع على تجهيزاته ومواكبة العاملين فيه للعملية الانتخابية، واستمع من صليبا على الإجراءات التي اتخذها العاملون في التلفزيون لتغطية الانتخابات في كافة أرجاء محافظة جبل لبنان، كما استمع الى الصعوبات التي يعاني منها التلفزيون. ثم انتقل الرئيس عون الى استوديو الأخبار، وأجاب على الهواء مباشرة على سؤالين للمذيع ياسر غازي حول حصول باقي الاستحقاقات في مواعيدها، ومصير تلفزيون لبنان، والشعار الذي أعلنه عن ان «البلد يبدأ بالبلدية»، فقال الرئيس عون ان هذا الشعار يعود لقائد منطقة جبل لبنان في قوى الأمن الداخلي العميد جوزف مسلّم، وأكد ان المهل الدستورية سيتم احترامها، بدليل ما يحصل اليوم على صعيد البلديات والمختارين والذي لم يحصل منذ العام 2016، وستستكمل باقي الاستحقاقات في مواعيدها.
أما عن تلفزيون لبنان، فأبدى الرئيس عون إصراره على أن يتم تشكيل مجلس إدارة يتولى مهامه لنهضة هذا التلفزيون. وقال: زيارتي هذه هي للدلالة على أهمية تلفزيون لبنان، ولكي أثني على دور الموظفين فيه. وأكد انه «متى توفرت الإرادة، فلا عوائق قادرة على إيقافها، وتم وضع لبنان على السكة الصحيحة».
ثم تحدث الوزير مرقص فشدّد على ان زيارة الرئيس عون الى المبنى، أعطت زخماً كبيراً للعاملين، وأملاً بنهوض تلفزيون لبنان. واثنى الرئيس عون على وزير الإعلام ورغبته في الدفاع عن مصالح التلفزيون والعاملين فيه.