اخبار لبنان
موقع كل يوم -التيار
نشر بتاريخ: ١٥ كانون الأول ٢٠٢٥
الأخبار: يشمل الأسبوع الطالع سلسلة تحركات دبلوماسية تتّصل بالوضع المتفجّر مع العدو، لكن الجميع ينتظر عملياً لقاء رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، في التاسع والعشرين من الشهر الجاري. وتفتتح هذه التحرّكات بالمحادثات التي يبدأها اليوم المبعوث الأميركي توم برّاك، من تل أبيب لـ«بحث سبل منع التصعيد على لبنان» كما قالت وسائل إعلام عبرية، ويليها يوم الخميس موعد الاجتماع التحضيري في باريس لدعم الجيش، وهو اليوم نفسه الذي يزور فيه لبنان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، لمتابعة المبادرة المصرية، ثم اجتماع جديد للجنة «الميكانيزم» بتركيبتها الجديدة، السياسية والعسكرية.
وقالت مصادر متابعة إنّ «زيارة مدبولي، الذي يلتقي الرؤساء الثلاثة، تأتي ضمن تحرّك مصري، هدفه احتواء التصعيد، رغم أنّ القاهرة تلقّت بعناية «ملاحظات سلبية على ما حمله وزير الخارجيّة المصريّ بدر عبد العاطي إلى بيروت، قبل أسبوعين»».
في الأثناء، تتواصل الحملة الداخلية الهادفة إلى افتعال مشكلة بين لبنان وإيران، ويحصل ذلك في ظلّ صمت الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام، بينما تكشف المعلومات، أنّ «القوات اللبنانية» تبنّت خطة يتولّى وزير الخارجية يوسف رجي ونواب الحزب قيادتها.
وأنّ الحملة تستهدف الآن فكرة طرد السفير الإيراني في لبنان، وعدم استقبال أي مسؤول إيراني في بيروت. وكان واضحاً الموقف في كلام النائب غياث يزبك، الذي دعا وزير الخارجية يوسف رجي إلى طرد السفير الإيراني في لبنان، وبعدم قبول أوراق السفير المقبل، وبعدم السماح بزيارة أي مسؤول إيراني إلى لبنان.
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجيّة الإيرانيّة أنّ «الإجراءات المتعلّقة باستقرار السفير الإيرانيّ الجديد في لبنان جارية»، معربةً عن أملها في أن «تسير بشكلٍ طبيعي». ودعت الخارجية الإيرانية «أصدقاءنا اللبنانيّين» إلى «التركيز على التفاهم والحوار بين مختلف مكوّنات المجتمع اللبناني».جديد في اسرائيل؟
حتى اللحظة، لم يتغير المشهد الظاهر في كيان الاحتلال. التسريبات التي يواظب جيش العدو وأجهزته الأمنية على بثها، تركز بصورة دائمة على استعداد قائم لتوجيه ضربة جديدة وكبيرة إلى حزب الله. لكن اللافت، أنه ظهرت في الأيام القليلة الماضية تقارير تتحدث عن «ضغوط أميركية» تمنع إسرائيل من القيام بالعملية الكبيرة. وفي السياق، كتب المراسل العسكري للقناة 12، الصحافي شاي ليفي، أن تل أبيب تأخذ جدياً بالطلب الأميركي ترك واشنطن تختبر ما أسماه «الفرصة الأخيرة» أمام الحكومة اللبنانية للقيام بخطوات عملية في خطة نزع سلاح حزب الله، وأن الموعد هو نهاية هذه السنة.
وبحسب الكاتب نفسه، فإن «الأميركيين يكبحون في الوقت الحالي إسرائيل عن الانتقال إلى المرحلة التالية على الجبهة الشمالية، ويضغطون للاكتفاء بضربات محددة. وقد وُضع للحكومة اللبنانية موعد نهائي حتى دخول السنة الميلادية الجديدة لزيادة النشاط من أجل نزع سلاح حزب الله. ما يجعل المعركة تُدار حالياً بشكل جراحي، رغم أن إسرائيل تدرك أن ذلك لا يوقف إعادة تأهيل حزب الله».
«القوات» ترفع سقف هجومها على ايران وتطالب بطرد سفيرها من لبنان وعدم استقبال اي مسؤول ايراني في بيروت ونقل الكاتب عن «تقارير صادرة من واشنطن والقدس»، أن «المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدفع نحو خطوة واسعة في لبنان، وأن سلاح الجو جاهز لذلك. حيث توجد نافذة فرص فريدة، لمنع حزب الله من إعادة ترميم قدراته في مجالات الصواريخ، القذائف والطائرات المسيّرة»، ويضيف أن «المسؤولين الأمنيين يقدّرون بأن الضربات المحددة التي نُفذت حتى الآن، تركت حزب الله ضعيفاً بشكل ملحوظ، ولكن ذلك لم يزِل التهديد تماماً»، ويقول إن «العامل المركزي الذي يمنع في هذه المرحلة الخروج إلى حملة واسعة هو الضغط الأميركي الثقيل، وإن واشنطن تمنع أي مناورة برية واسعة، بل وحتى حملة جوية».
وبحسب التقرير نفسه فإن «الرسائل الأميركية، التي نُقلت عبر قنوات ديبلوماسية إلى لبنان والعراق، تعكس محاولة للحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومنع حرب شاملة. في إسرائيل يقولون إن التفاصيل الصغيرة لا تهم الأميركيين، أما من وجهة نظر الجيش الإسرائيلي، فتركز الاستراتيجية الحالية على عمليات جراحية ومحددة، ضربات من الجو وعمليات اقتحام سرية». وتحدث عن «وضع حالي يتميز بسباق مع الزمن، بسبب عدم وجود مؤشرات على أن الحكومة اللبنانية قادرة أو راغبة في فرض هذا القرار، وأن المسؤولين في بيروت يقولون إن تحركاً مباشراً ضد حزب الله سيؤدي إلى حرب أهلية، وهو أمر يخشاه اللبنانيون بشدة».
من جانبه، كتب تسفي هرئيل في «هارتس» أن حزب الله «يواصل التمسك باستراتيجية عدم الرد كي يُفشل مخطط إسرائيل للعمل بصورة أكبر ضد لبنان، وأنه من المشكوك أن تعطي واشنطن الإشارة بالعمل. وأشار إلى أن الحديث يدور عن «تفاهمات جديدة سواء بشأن الجدول الزمني أو بشأن الإنجازات المطلوبة في كل مرحلة.
وسط تقدير بأن واشنطن ستوافق على منح لبنان تمديداً لشهرين إضافيين». وكانت لافتة إشارة الصحيفة إلى أن هذه الأجواء تتوافق مع تصريحات أدلى بها المبعوث الأميركي توم باراك حول أن «فكرة نزع سلاح حزب الله بالقوة غير واقعية. وأن علينا أن نسأل أنفسنا كيف نمنع التنظيم من استخدام سلاحه؟» وأن السفير الأميركي الجديد في لبنان، ميشال عيسى، الذي رد على سؤال وجهه النائب ميشال معوض عن الضغط على حزب الله كي ينزع سلاحه، قال «إذا لم يكن ممكناً نزع السلاح، فسيتعين علينا احتواؤه».
وفي خلاصة قدمها معهد أبحاث الأمن القومي، قال إنه «حصل تغيير في ميزان القوى اللبناني، ولكن هذا لا يرقى بعد إلى تغيير جوهري»، وأوصى المعهد «بمواصلة ضرب أهداف حزب الله لمنع إعادة ترميم قواه، ويُفضّل تجنّب شن عمليات واسعة، تؤدي إلى إصابة المدنيين، ما يضعف الشرعية السياسية والعسكرية؛ لكن يجب مطالبة الجيش اللبناني، بـ»تنظيف المؤسسة» من المحسوبين على حزب الله؛ وتعديل القانون اللبناني الذي يحظر الاتصال بالإسرائيليين».











































































