اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أكّد رئيس حزب 'القوّات اللّبنانيّة' سمير جعجع، عن توصيفه للّحظة الرّاهنة في لبنان، في ظلّ التصعيد الإسرائيلي في الجنوب، أنّ 'هذه لحظة دقيقة وخطرة ومؤلمة ودمويّة، وما يؤسفني فعلًا هو أنّه كان بإمكاننا تجنّب هذه اللّحظة ولم نفعل'، موضحًا أنّها 'لحظة دقيقة وخطرة، لأنّها يمكن أن تتدحرج إلى ما هو أسوأ من ذلك، كما أنّه يمكن أن نستدرك الوضع إذا تصرّفنا كما يجب. وهنا نقطة خلاف أساسيّة مع محور 'الممانعة'.
وأشار، في مقابلة مع قناة 'القاهرة الإخباريّة'، إلى أنّه 'لا يكفي أن تلعن الظّلام، تلعن وتلعن وتلعن، في الوقت الّذي تحمل بيدك شمعةً وتستطيع أن تُشعل هذه الشّمعة، أقلّه لتضيء أمامك قليلًا. إلّا أنّ ما تفعله جماعة 'الممانعة' أنّها ليلًا نهارًا لا تفعل شيئًا سوى الإدلاء بالتصريحات: إسرائيل وإسرائيل وإسرائيل وإسرائيل'، مبيّنًا 'أنّنا جميعًا متّفقون على توصيف إسرائيل، وهذا شيء طبيعي لا خلاف عليه بين أي أحد وآخر، لكنّ السؤال الأهم الّذي يغيب عن أذهانهم هو: ماذا يجب أن نفعل لتجنّب هذا الشرّ؟ هذا هو السّؤال الكبير'.
ولفت جعجع إلى أنّه 'في ما يتعلّق بلبنان، فالأمور بالنّسبة إليّ واضحة جدًّا وبالنّسبة إلى كثيرين، وبصراحة الآن بالنّسبة إلى أكثريّة اللّبنانيّين أيضًا واضحة جدًّا'، سائلًا: 'إذا افترضنا أنّه في الثّامن من تشرين الأوّل 2023 لم يُقْدِم 'حزب الله' على ما سمّاه حينذاك 'حرب الإسناد'، وبقيت الحدود اللّبنانيّة- الإسرائيليّة هادئة كما كانت، فهل كان بإمكان إسرائيل، كما يقولون بالإنكليزيّة 'out of nowhere'، أن تأتي وتشنّ هجومًا على لبنان؟ بالطبع لا'.
واعتبر أنّ 'هناك إشكاليّةً اتّخذها 'حزب الله' حجّةً، وتُدعى مزارع شبعا. هذه إشكاليّة قانونيّة بيننا وبين سوريا والأمم المتحدة. ولكن، عندما تُحلّ هذه الإشكاليّة تُحلّ مشكلة مزارع شبعا. وفي كلّ الأحوال، إذا كانت لديك مشكلة -ولنفترض ونسلّم جدلًا لضرورات البحث ليس إلّا- في مزارع شبعا، فيجب السّعي لحلّ هذه الإشكاليّة بالطّرق الّتي تؤدّي إلى نتيجة، لا بالطرق الّتي تؤدّي إلى أزمات أكبر وأكبر'.
كما ركّز على أنّ 'مطلبنا الآن هو إخراج الإسرائيليّين من النّقاط الخمس الّتي تمركزوا فيها بعد 'حرب الإسناد'. شيئًا فشيئًا، ما الّذي سيتحوّل إليه مطلبنا؟ سيكون وقف العدوان الإسرائيلي. كلّ هذا كنّا في غنى عنه'، مضيفًا: 'مثلًا، كما هو الوضع في قطاع غزة، يقولون إنّه يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النّار، في حين أنّه قبل كلّ ما حصل كان هناك وقف لإطلاق النّار، وكانت غزّة تعجّ بالحياة. كنّا نعرف كيف كانت غزّة قبل هذه الحرب. وإذا أردنا فتح حرب على غزّة، يجب أن نكون قد وفّرنا مقوّمات هذه الحرب، ومقوّمات الاستمرار فيها، وإلّا كيف تقوم بفتح حرب على غزّة، وتعود الآن لتتباكى في كلّ لحظة بأنّ إسرائيل تعتدي؟'. وأشار إلى أنّ 'هذا أمر معروف وليس سرًّا على أحد: السرّ الّذي لا يعرفه أحد عندهم، هو الجواب على السّؤال: لماذا ذهبتَ أنتَ واستفززت هذا الدبّ النّائم وأيقظتَه من ثباته؟'.
وردًّا على قول 'حزب الله' ورئيس مجلس النّواب نبيه بري إنّهما التزما باتفاق وقف إطلاق النّار في 27 تشرين الثّاني 2025، فيما تُتّهم إسرائيل بعدم الالتزام، قال جعجع: 'إسرائيل لم تلتزم باتفاق، هذا صحيح. أمّا أنّهم التزموا هم بالاتفاق، فهذا خطأ. فاتفاق وقف إطلاق النّار موجود، وفي كثير من بنوده ينصّ على أنّه على لبنان أن يقوم بحلّ كلّ التنظيمات العسكريّة والأمنيّة غير الشّرعيّة، وأن يصادر سلاحها ويضعه لدى الجيش اللبناني. هذا هو الشقّ المتعلّق بلبنان. أمّا الشق المتعلّق بإسرائيل، فهو الخروج من لبنان وعدم الاعتداء'. وخلص إلى أنّ 'لا 'حزب الله' نفّذ ما كان عليه أن ينفّذه، ولا إسرائيل بالتالي. هنا المشكلة من جديد'.
وذكر أنّ 'الولايات المتحدة الأميركيّة وفرنسا كانتا تشرفان على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، لكنّ 'حزب الله' لم ينفّذ ما عليه، فأصبحت لدى إسرائيل حرّيّة حركة كما تريد. والأميركيّون والفرنسيّون يقولون: عندما يقوم 'حزب الله' بتنفيذ ما عليه، نقول نحن للإسرائيليّين أن يخرجوا من لبنان وأن يوقفوا اعتداءاتهم'.
وأردف أنّ 'أكبر دليل أنّه إذا حصل خرق لاتفاق وقف إطلاق النّار في غزّة، يهبّ العالم كلّه ليقول إنّ إسرائيل خرقت وقف إطلاق النار. بينما في لبنان، كلّ يوم تخرق إسرائيل وقف إطلاق النّار مئة مرّة، ولا أحد يقول شيئًا، لأنّ المفهوم العام هو أنّ 'حزب الله' لم يقم بما كان عليه القيام به، وحتى اللّحظة ما تزال المشكلة قائمة: 'حزب الله' لم يقم بما كان عليه القيام به، وهو حلّ أجنحته العسكريّة والأمنيّة والتحوّل إلى حزبٍ سياسيّ بهذه الوساطة'.
وعن خشية الشّارع اللّبناني والعربي من اندلاع حرب جديدة واسعة على لبنان، لفت جعجع إلى 'أنّني صراحة لا أدري، وبشكل دقيق لا أعرف، لكنّي أعرف اتّجاهات الأحداث. الاتّجاه هو نحو التصعيد. إلى أيّ حدود سيصل التصعيد؟ هل هو عبارة عن مزيد من الضّربات وفي العمق أكثر وأكثر؟ أم مزيد من الضّربات مع غارات هنا وهناك، ومع إنزالات هنا وهناك؟ لا أدري. هل هو نوع من اجتياحٍ بريٍّ جزئيّ أم لا؟ لا أعرف. لكنّي أعرف شيئًا واحدًا، هو أنّ الأمور ذاهبة إلى تصعيد أكبر فأكبر'. وعمّا إذا كانت مخاوف الشّارع من وجود نيّة للتصعيد أو إمكان حصوله مبرَّرة؟، أجاب: 'صحيح'.











































































