×



klyoum.com
lebanon
لبنان  ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
lebanon
لبنان  ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار لبنان

»منوعات» جريدة اللواء»

الاضطرابات النفس-جسدية La psychosomatique: حين يتكلّم الجسد بلغة اللاوعي!

جريدة اللواء
times

نشر بتاريخ:  السبت ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥ - ٠١:٤٨

الاضطرابات النفس-جسدية La psychosomatique: حين يتكلم الجسد بلغة اللاوعي!

الاضطرابات النفس-جسدية La psychosomatique: حين يتكلّم الجسد بلغة اللاوعي!

اخبار لبنان

موقع كل يوم -

جريدة اللواء


نشر بتاريخ:  ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥ 

منذ أن أعلن فرويد أنّ 'العَرَض هو خطاب مكبوت”، أصبح الجسد في التحليل النفسي أكثر من كيان بيولوجي؛ صار منطقة نطق للّغة اللاواعية. فالألم الجسدي، في نظر التحليل النفسي، ليس مجرّد خلل عضوي بل نصّ نفسي مكتوب على الجسد، بلغة لا تفهمها العين ولكن يقرأها الإصغاء التحليلي.

الاضطرابات النفسية-الجسدية (troubles psychosomatiques) تقع عند الحدود الغامضة بين الجسد والنفس، حيث يتعذّر القول فتنوب عنه الأعضاء في الكلام. إنّها اللحظة التي يتحوّل فيها المكبوت إلى لحمٍ حيّ، ويتجسّد الصراع النفسي في نزيف أو قرحة أو شلل أو أرقٍ دائم.

1. فرويد: من العَرَض إلى الجسد كبديل للّغة

رأى سيغموند فرويد أنّ الجسد يصبح مسرحًا للّاعقلاني حين يُمنَع التعبير بالكلمات. في الهستيريا مثلًا، تتحوّل الرغبة أو الصدمة المكبوتة إلى عرض جسدي: ذراع مشلولة، أو ألم لا تفسير له، أو عُقم غير عضوي.

بالنسبة لفرويد، كل عرضٍ هو حلّ رمزي لصراع نفسي، أي 'تسوية وسطى” بين الرغبة المحرّمة والرقابة الأخلاقية.

لكنّ ما يميّز الاضطراب النفسي-الجسدي عن العرض الهستيري هو أنّه يفتقر إلى المعنى الرمزي الواضح. في الهستيريا، يمكن تأويل العرض (الشلل مثلًا) كرمزٍ لرفض أو رغبة. أمّا في النفسي-الجسدي، فالجسد يتصرّف كأنه تخلّى عن الرمز واختار التعبير المباشر.

هنا يختفي 'المعنى”، ويُستبدل بالفعل الجسدي الصامت: الدم ينزف بدل الكلمة، الجلد يتقرّح بدل الاعتراف، والمعدة تشتعل بدل الغضب المكبوت.

فرويد تحدّث عن هذه الظواهر باعتبارها عودة للمكبوت في الجسد (le retour du refoulé dans le corps). فحين لا تُسمح للكلمة أن تُقال في التحليل، تتسلّل الرغبة إلى الجسد لتُقال بطريقة أخرى.

2. لاكان: حين يختفي الرمز، يتكلم الواقعي

أعاد جاك لاكان تعريف الجسد داخل منظومته الثلاثية: المتخيّل – الرمزي – الواقعي.

بالنسبة له، الجسد ليس مادة فحسب، بل مكان يتقاطع فيه الرمز بالصورة والرغبة.

في الاضطراب النفسي-الجسدي، يرى لاكان أنّ الخلل يحدث في النظام الرمزي، أي في اللغة التي تنظّم العلاقة بين الذات وجسدها.

فالذات التي تعجز عن قول معاناتها بالكلمات تخرج من النظام الرمزي، فينفتح فيها ثقب، يدخل منه الواقعي ذلك الذي لا يمكن قوله ولا تمثيله.

من هنا نفهم عبارته الشهيرة: «Le réel, c’est ce qui revient toujours à la même place» الواقعي هو ما يعود دائمًا إلى المكان نفسه، لأنّ اللغة لم تستطع احتواءه.

إذًا، النفسي-الجسدي عند لاكان هو تجلٍّ للواقعي في الجسد، حيث يتكلّم ما لا يُقال.

فالعَرَض هنا ليس رسالة رمزية كما عند فرويد، بل أثر من اللغة المفقودة، أثر من غياب 'اسم الأب” (Nom-du-Père) الذي يرمز للقانون والحدّ.

عندما لا يتمكّن الطفل من الدخول الكامل في النظام الرمزي، أي حين لا تُنظَّم رغباته عبر اللغة، تبقى بعض الرغبات عارية من الرمز، فيجد الجسد نفسه مضطرًا أن 'يقولها” بالمرض.

3. ماري كاردينال: الجسد كاعترافٍ بديل عن الصمت

في كتابها الكلام المباح (Les mots pour le dire), قدّمت ماري كاردينال شهادة حيّة عن هذا التحوّل من الصمت إلى الجسد، ومن الجسد إلى الكلمة.

نزيفها الرحمي المستمرّ لم يجد له الأطباء تفسيرًا، لأنّ أسبابه لم تكن في الدم بل في الوجع الرمزي الذي لم يُقال.

كانت أمّها تمثّل السلطة والرقابة، منعتها من الكلام، من الرغبة، من الوجود بحرّية.

فحين أُغلقت أمامها منافذ القول، بدأ جسدها يقول بدلًا عنها.

في جلسات التحليل النفسي، تبدأ الكلمات بالتدفّق مثل الدم ذاته.

تكتشف أنّ نزيفها لم يكن إلّا لغةً مكبوتة خرجت من الرحم لأنّ الفم صمت.

وعندما تبدأ بالكلام مع محللتها، يتوقّف النزيف تدريجيًا كأنّ الجسد استعاد حقّه في أن يُترجم الألم بالكلمات لا بالعَرَض.

تجربتها تُجسّد حرفيًا ما قاله لاكان: أنّ 'المرض الجسدي قد يكون ما يملأ الفراغ الذي تركته الكلمة الغائبة”.

فحين 'وجدت الكلمات لتقول”، تحرّر الجسد من حمل ما ليس له.

4. بين فرويد ولاكان: من المعنى الرمزي إلى ثقب المعنى

فرويد يفسّر النفسي-الجسدي بوصفه عودة للمكبوت في صورة جسدية قابلة للتأويل.

لاكان يرى فيه انهيارًا للرمزي، أي فقدان المعنى نفسه، حيث الواقعي (المستحيل أن يُقال) يظهر في الجسد كعلامة على فشل اللغة.

بكلمة أخرى، عند فرويد الجسد 'يتكلم بلغة مشوّهة”، أما عند لاكان فـ 'الكلمة غابت تمامًا، فتكلم الواقعي”.

هنا تتقاطع قراءتهما مع تجربة ماري كاردينال التي تمثّل انتقال الذات من هذا 'الواقعي الصامت” إلى استعادة اللغة الرمزية عبر التحليل.

فما عجزت عن قوله للأم والمجتمع، قاله جسدها. وما عجز الجسد عن احتماله، حرّرته الكلمة.

5. الكلمة كعلاج، واللغة كجسدٍ آخر

من منظور التحليل النفسي، العلاج النفسي-الجسدي لا يتمّ في مستوى الدواء بل في مستوى الكلمة.

ليس المطلوب 'وقف النزيف” بل إعادة المعنى إلى النزيف، أي أن يتحوّل الدم إلى لغة لا إلى سرّ صامت.

إنّ هدف التحليل، كما يظهر في شهادة كاردينال، هو أن يستعيد المريض سلطته على جسده من خلال استعادته لصوته.

حين تدخل الذات في الكلام، تتبدّد سلطة الواقعي على الجسد، لأنّ اللغة تحتضنه داخل النظام الرمزي من جديد.

النفسي-الجسدي هو نقطة التقاء العدم بالمعنى، والحدّ الذي يذكّرنا بأنّ الجسد ليس فقط عضلًا وعصبًا، بل تجلّيًا لِـ لغة مفقودة.

بين فرويد ولاكان، يتحوّل الجسد من 'رمزٍ مكبوت” إلى 'واقعٍ غير ممثَّل”.

وفي تجربة ماري كاردينال، نرى كيف يمكن للكلمة أن تنقذ الجسد من صمته

وكيف يصبح الكلام، كما قالت، الدواء الوحيد الذي يليق بجروح الروح.

معالِجة نفسية وكاتبة في علم النفس العيادي و التربوي

جريدة اللواء
اللواء جريدة لبنانية، يومية، سياسية،عربية. اللواء: جريدة لبنانية يومية سياسية تهتم بالشؤون العربية والإقليمية والدولية
جريدة اللواء
موقع كل يومموقع كل يوم

أخر اخبار لبنان:

الكشف عن "حبكة أرجنتينية" حرمت منتخب إسبانيا من ميسي

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
4

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2213 days old | 801,269 Lebanon News Articles | 13,185 Articles in Nov 2025 | 26 Articles Today | from 58 News Sources ~~ last update: 2 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


لايف ستايل