اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الديار
نشر بتاريخ: ٢٨ نيسان ٢٠٢٥
يربط كثيرون راهنا بين المفاوضات الاميركية- الايرانية ومصير سلاح حزب الله، معتبرين انه ورغم اعلان طهران ان التفاوض يقتصر على ملف برنامجها النووي، الا ان كل الاوراق التي تمتلكها ايران او تؤثر فيها تصبح تلقائيا على الطاولة، باطار استخدامها من قبل طرفي التفاوض للضغط او تحصيل المكاسب.
وتنقسم مقاربة انعكاس ملف المفاوضات على ملف السلاح، بين من يعتبر انه قد يعيد تعويم سلاح المقاومة، لذلك يدفع الى تحديد مهل زمنية لتسليمه او نزعه قبل انتهاء هذه المفاوضات، وبين من يرى انها ستنتهي بقرار بتسليمه، ولكن مقابل مكاسب معينة.
ولم يعد خافيا أن 'اسرائيل' تبذل كل جهودها للاطاحة بهذه المفاوضات، لتفضيلها الخيار العسكري في التعاطي مع ايران، الذي بنظرها أثبت جدواه في التعامل مع حلفائها في المنطقة. لذلك تجد ان معظم المراقبين يستبعدون وصول هذه المفاوضات الى خواتيم سعيدة، ويرجحون توجيه ضربة عسكرية لايران عاجلا ام آجلا.
ويرى العميد المتقاعد منير شحادة انه 'طالما كان الشرط الأساسي، الذي وضعته إيران للجلوس إلى طاولة المفاوضات، هو اقتصار المفاوضات على الملف النووي الإيراني، فبالتالي ان هذه المفاوضات لن تؤثر في سلاح حزب الله، سواء من ناحية الاستراتيجية الدفاعية أو ما يُشاع عن نزعه او تسليمه'، معتبرا في حديث لـ 'الديار' أن 'اسرائيل ستسعى لإفشال المفاوضات، ولن تتراجع عن استهداف المشروع النووي الإيراني، وستسعى بكل جهدها، بالتنسيق مع اللوبي الصهيوني العالمي، للضغط على أميركا من أجل التدخل عسكريا ضد طهران'.
ويضيف شحادة: 'نحن رأينا سابقًا مؤشرات على أن أميركا كانت على وشك توجيه ضربة عسكرية لإيران، سواء من خلال التحركات الضخمة في البحر الأحمر وجلب طائرات الشبح، وتجميع الذخائر من القواعد الأميركية المنتشرة حول العالم نحو المنطقة، او التحركات اللافتة لقائد القيادة الوسطى الاميركية. لكن استدعاء ترامب لنتنياهو الى واشنطن لابلاغه بانطلاق المفاوضات مع ايران أجّل المشروع'.
ويرجح شحادة ان تفشل المفاوضات بين ايران والولايات المتحدة الاميركية، رغم كل الكلام على وجود إيجابيات، باعتبار ان التوصل الى اتفاق يعني تلقائيا رفع الحصار الاقتصادي عن إيران، رفع العقوبات، الافراج عن أرصدة مالية مجمدة تقدر بـ120 مليار دولار، انتعاش الاقتصاد الإيراني واستعادة الشارع الإيراني لعافيته، مما يفشل محاولات زعزعة النظام، اضافة الى اعادة تمويل محور المقاومة بقوة أكبر... وبالتالي لا نعتقد ان اميركا تريد ان تسير الامور في هذا الاتجاه'، مضيفا: 'أما إسرائيل، فهي لن تتراجع بأي حال عن نيتها ضرب المنشآت النووية الإيرانية، حتى ان الانفجار الذي حصل مؤخرًا في مرفأ بندر عباس قد يكون رسالة بهذا الاتجاه، وكأن 'إسرائيل' بدأت بالفعل بالضغط المباشر لإفشال المفاوضات'.
من جهته، يتحدث أستاذ القانون والسياسات الخارجية في باريس الدكتور محي الدين الشحيمي عن هدف اساسي لايران من هذه المفاوضات، وهو 'المناورة البرغماتية لتصفير وتخفيف حدة اي ضربة عسكرية محتملة اميركية او 'إسرائيلية'، رغم رفض اميركا الحالي لهذا الاحتمال'، معتبرا في حديث لـ 'الديار' ان 'ايران دخلت المفاوضات لكي تحمي نفسها، والحصول على القبول النووي ولو بالحد الأدنى، فيما هدفت اميركا من هذه المفاوضات الى نقطتين اساسيتين وهما: صفرية الكعكة النووية العسكرية، وتجفيف الاذرع العربية للثورة الايرانية'. ويضيف: 'لا يمكن لاميركا ان تتفاوض مع ايران على شيء خسرته في الأصل'، باشارة الى وضعية حلفائها بالمنطقة ومنهم حزب الله وحماس.
ويشدد على ان 'قرار تسليم السلاح قد تم، وهو واقع، وما تشهده الساحة اللبنانية على اختلاف صوره هو الدرب المحقق له. وما كانت تحتفظ به ايران من زخم وحدة الساحات فقد ولم يعد موجودا. لذلك ولترجيح نوع من كفة شرط الوجود المتوازن في جو المفاوضات، ولادخال نقاط جديدة غير النووي ، قام الحزب برفع السقف في الأيام القليلة الماضية للدلالة على أنه موجود'. ويقول: 'في هذه الأثناء تستمر 'اسرائيل' في خرقها الاتفاق والاستهدافات في الداخل اللبناني وفي شمال الليطاني وفي قلب بيروت، لانها تشعر بفائض القوة، وهي أعلنت صراحة عدم موافقتها على مفاوضات تفرج عن أي حرية نووية ايرانية'.
ويعتبر الشحيمي 'ان 'تل ابيب' تريد الاستفزاز وفتح المعركة في كل الساحات وصولا الى طهران، لذا لا حل في لبنان الا عبر الدولة واستكمال توفير كل ظروف قيامها، وبخاصة من ناحية حصرية السلاح'.