اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٧ أيلول ٢٠٢٥
خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
هناك قول موحي يمكن استذكاره بمناسبة لقاء ترامب مع قادة عرب ومسلمين ومن ثم لقائه المرتقب يوم الأثنين مع نتنياهو. مفاد هذا القول هو 'أن ترامب يسمع للعرب ولكنه يصغي لنتنياهو'!!.
طرح ترامب ما بات يسمى في الإعلام مقترح النقاط ال٢١ لوقف الحرب في غزة والذي يهدف للانتقال بغزة إلى إدارة جديدة.. جدير بالذكر أنه لم ينشر مقترح النقاط ال٢١ بشكل رسمي، بل تحدثت عنه لأول مرة وسيلة إعلام غربية؛ وفي حال صدق أن هناك مقترحاً من هذا النوع فهو بلا شك ستتعرض بنوده لعملية تغيير وهو في طريقه لطرحه كمقترح رسمي، لأن نتنياهو سيضيف إليه تعديلاً هنا وتعديلاً هناك؛ وكذا الحال سيفعل خليل حية، الخ..
وهناك ثلاث إشكاليات تواجه مقترح ترامب ذي النقاط ال٢١ المزعوم:
أول إشكالية أن صاحب هذا المقترح هو ترامب المتصف بأنه دائم التقلب والذي يتبنى ما يسمعه من آخر محادثيه؛ والذي ينام على رأي ويستيقظ على رأي مغاير. وعليه لا يمكن الوثوق بأية مبادرة يطلقها ترامب؛ وأيضاً لا يمكن بالتوازي الوثوق بتفاؤل ستيف ويتكوف؛ ذلك أنه في كل مرة يعلن فيها ترامب أنه بصدد إطلاق مقترح جديد؛ يخرج ويتكوف على الإعلام ليقول أنه متفاءل جداً!.
ثاني إشكالية تتعلق بما تقوله التسريبات عن أن رئيس الحكومة البريطانية الأسبق طوني بلير سيكون هو الحاكم المدني لقطاع غزة؛ وأن حكمه سيستمر لفترة انتقاله التي تستغرق ثلاث سنوات.
أخطر ما في فكرة منح بلير مهمة الحاكم المدني لغزة هي أنها تذكر بسياسة واشنطن- لندن الفاشلة في العراق التي كان عنوانها الحاكم المدني الأميركي بريمر. فكرة بلير في قطاع غزة تنتمي لمدرسة أو لما بات يسمى بنهج بريمر الذي يضع للاحتلال برقعاً مدنياً.
ولا يوجد حاجة للتذكير بمدى الفشل الذي طال تجربة نقل العراق من حالة ما بعد إسقاط صدام إلى حالة إعادة البناء، وذلك من خلال اتباع منهجية تعيين بريمر حاكماً مدنياً للاحتلال الأميركي للعراق؛ لقد أثبتت تجربة بريمر فشلاً ذريعاً؛ ونفس النتيجة ستحصل في قطاع غزة إذا اتبعت كل من واشنطن ولندن فيه نفس تطبيقات فكرة 'الحاكم بريمر' ولكن هذه المرة من خلال 'الحاكم بلير'.
أضف لذلك أنه كما في العراق يتم أيضاً بخصوص غزة الحديث عن إدارة مرحلة انتقالية من خلال تمويل عربي وجيوش عربية وذلك لفترة مؤقتة يتم بعدها نقل إدارة غزة إلى السلطة الفلسطينية.. الانطباع الأول الذي يقفز للذاكرة هنا هو أن المؤقت غالباً ما يصبح دائماً؛ وأن الفترة الانتقالية غالباً ما تصبح هي الفترة النهائية.
بطبيعة الحال ما تقدم هو مجرد تسريبات عن مقترح لم يتم إعلانه رسمياً؛ أضف أنه منسوب لترامب غير الموثوق بجدية التزامه بما يتبناه.
الإشكالية الثالثة ويمكن القول أيضاً أن الإشكالية المئة هي إشكالية نتنياهو الذي عند حاجزه بالعادة تغتال كل الحلول وكل المقترحات.. وعليه يبقى القول هو عن ما سيدور يوم الأثنين من حوار بين سيد البيت الأبيض ترامب وبين الشريك الظل في حكم البيت الأبيض نتنياهو..