اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
مع تصاعد التوتّر على الجبهة الجنوبية وتزايد الاستهدافات الإسرائيلية، يجد لبنان نفسه في قلب مرحلة دقيقة تختلط فيها رسائل التهدئة بإشارات التصعيد. وبينما تتكاثر التحذيرات الدولية من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة واسعة، تُنقَل في المقابل مؤشرات خارجية تُلمِّح إلى إمكان إحياء المسار السياسي وتجنّب الحرب. وفي ظل هذا التباين، تتقاطع المواقف الدبلوماسية والأمنية حول واقعٍ جديد يفرض ضغوطاً غير مسبوقة على الداخل اللبناني، فيما تتواصل التهديدات الإسرائيلية العلنية وتتكثّف الاتصالات الأميركية والدولية سعياً لاحتواء الانفجار المحتمل.
لا حرب
لكن، وعلى الرغم من عوامل القلق المتراكمة في الأجواء اللبنانية، التي تعززها الاستهدافات والتهديدات الإسرائيلية، فإنّ مسؤولاً رفيعاً يؤكّد لـ'الجمهورية'، أنّ 'ما هو غالب حتى الآن، هو إشارات خارجية ما زالت ترد من مصادر متعدّدة، تُقلِّل من احتمالات التصعيد الواسع، وتؤكّد أنّ بلوغ حل سياسي احتمال لا يزال قائماً'.
ولفت المسؤول الكبير إلى أنّ تلك الإشارات ترد بصورة عامة، من دون أي توضيح لكيفية بلوغ هذا الحل وعلى أي أساس سيُبنى، أو لتحديد أفق زمني لبلوغه. وتابع: 'الأجواء التي كان ينقلها الموفدون من أميركيِّين وغير أميركيِّين، تتلخّص بالحرص على أمن لبنان واستقراره، ودفع الأمور نحو تسوية سياسية، واستبعاد التصعيد الواسع لعدم وجود ضوء أخضر، تحديداً أميركي، لأيّ عمل عسكري إسرائيلي على لبنان”. ويُضيف: 'الأميركيّون في المحادثات معهم، يؤكّدون أنّ أولويتهم استقرار لبنان وبلوغ حلّ سياسي ينهي القصف'، ويُنقَل عن أحد المسؤولين الأميركيِّين تأكيده أن لا مصلحة للولايات المتحدة الأميركية في تصعيد الوضع في لبنان، محذّراً من أنّ للولايات المتحدة الكثير ممّا يمكن أن تخسره في لبنان إذا ما انزلق الوضع إلى تصعيد وحرب وجديدة.
مرحلة ضغوط
إلّا أنّه على الرغم من إشارات التقليل من احتمالات التصعيد، تحدّثت مصادر فرنسية عمّا وصفتها 'مخاوف جدّية على الوضع في جنوب لبنان، واستمرار إسرائيل في استهدافها للمناطق اللبنانية'، معتبرةً أنّ 'من الضروري جداً الإنطلاق عملياً في مسار حصر السلاح بيَد الدولة اللبنانية'.
ويلاقي الموقف الفرنسي صورة أكثر تشاؤماً، ترسمها معلومات دبلوماسية غربية نُقِلت إلى مسؤول رفيع، تُحذِّر من ظروف صعبة، وتُنبِّه من أنّ لبنان قد يكون مُقبِلاً على مرحلة من الضغوط القاسية، ما يوجب استعجال الخطوات التنفيذيّة لقرار الحكومة اللبنانية بسحب سلاح 'حزب الله'.
وفي سياق التهديدات الإسرائيلية، برزت إشارة لافتة في حديث وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن مهلة أميركية لـ'حزب الله' حتى نهاية السنة.
إذ قال كاتس أنّه 'لا يعتقد أنّ حزب الله سيتخلى عن سلاحه طوعاً'، مشيرًا إلى أنّ 'الأميركيين ألزموا حزب الله بالتخلي عن سلاحه حتى نهاية العام ولا أرى أنّ هذا سيحدث'.
وقال: 'إن لم يسلم حزب الله سلاحه فلا مفر من العمل مجدداً بقوة في لبنان'.
وأشار إلى أنّ 'اتفاق الحدود البحرية مع لبنان به نقاط ضعف وقضايا إشكالية وسنعيد النظر في شأنه مع لبنان'.
وكرّر أنّ 'لبنان لن ينعم بالهدوء من دون ضمان أمن إسرائيل'.
وكشف كاتس أنه 'كنا مستعدين قبل عدة أيام لعملية التصفية التي حصلت في الضاحية الجنوبية'.
وأشار إلى أنّ الأميركيين ألزموا حزب الله التخلي عن سلاحه مع نهاية العام، وإذا لم يسلم سلاحه فلا مفرَّ من العمل مجدداً بقوة في لبنان.
وبحسب مصادر مطّلعة تحدّثت إلى “الأنباء الإلكترونيّة”، لا شيء يوحي بأنّ الأمور تتّجه نحو الحلّ بعد التطورات الأمنية الأخيرة، التي كان أبرزها اغتيال إسرائيل لرئيس أركان حزب الله هيثم الطبطبائي، ورفضها المبادرة التفاوضية التي أطلقها رئيس الجمهورية جوزاف عون في كلمة الاستقلال قبل أيام.
المصادر تشير إلى أنّ إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس على مواقفهما تجاه حزب الله، وتهديد كاتس بالخضوع أو المواجهة، يؤكد أنّ لبنان يقف اليوم أمام مفترق طرق خطير.
وترى المصادر أنّ هذه المواقف التصعيدية تضع لبنان على حافة حرب مدمّرة قد تكون أخطر مما شهدته البلاد العام الماضي. وتعتبر أنّ تصريحات نتنياهو ووزير دفاعه تُشكّل إعلاناً مبطّناً عن حرب جديدة ضد حزب الله قد تبدأ في أي لحظة.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس الحكومة نواف سلام أن لا بديل عن حصر السلاح إذا أردنا أن ننهض بالبلد، ولا بدّ من الأمن والاستقرار، مؤيداً ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري عندما قال إنّ هناك لجنة الميكانيزم، والتفاوض يتم من خلالها ولكن لم يتم التقدم في هذا المجال.
وأضاف سلام: “يَعرِف حزبُ الله أنّ الأمور تغيَّرت في المنطقة، لكنّه لا يزال يحاول المقاومة، إنّ وقف إطلاق النار المزعوم يشكّل مصدرَ إحباطٍ عميق للحكومة اللبنانية.'
وعن موضوع المفاوضات مع إسرائيل قال: 'ليس عندنا عقدة في هذا الموضوع، والرئيس نبيه بري على حق عندما قال أنّ هناك لجنة الميكانيزم والتفاوض يتم من خلالها، لكن لم يتم التقدم في هذا المجال'.
أورتاغوس 'راجعة'
وفي انتظار المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس التي تعود إلى بيروت مطلع الأسبوع المقبل، تتوقع المصادر أن تحمل معها رسائل ضغط جديدة.
الوضع في الجنوب
وقد شهد أمس مزيداً من التوتر في الأجواء، حيث أطلقت دبابة ميركافا إسرائيلية متمركزة في الموقع المستحدث في جبل بلاط قذيفتين بإتجاه منطقة الحلوانة قرب الجدار في بلدة راميا.
كما ألقت 'درون' إسرائيلية، قنبلة صوتية في حي الدباكة لجهة كركزان، قرب الطريق العام، شمال شرق بلدة ميس الجبل، من دون وقوع إصابات.
وألقت مسيَّرة إسرائيلية أخرى قنبلة صوتية على بلدة مارون الراس.
وأفيد عن سقوط مسيَّرة إسرائيلية في بلدة كفركلا.
وقام الجيش الإسرائيلي بأعمال تجريف داخل الأراضي اللبنانية في محيط موقع الدواوير المستحدث عند أطراف بلدة حولا.











































































