اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
مع انطلاقة عمل المجلس البلدي الجديد في بيروت، بدأ مشهد مختلف يتشكل: انسجام بين الأعضاء، نية واضحة لنسف الأداء السابق الذي طُبع بالفوضى والانقسام والفشل، ومحاولة جدية لاستعادة ثقة الناس في بلديتهم. لكن هذا التغيير لم يمرّ مرور الكرام، إذ أُطلقت حملة ممنهجة تستهدف المجلس البلدي، وعلى رأسها النائب فؤاد مخزومي، الذي لطالما حمل هم العاصمة وأهلها.
الحملة اتخذت أشكالاً متعددة، من منابر الممانعة التي اعتادت العيش على الخراب، إلى أطراف سياسية أخرى تتلطّى خلف شعارات خاوية، ويجمعها هاجس واحد: الخوف من النجاح. نجاح المجلس البلدي الجديد، وتحديدًا رعاية مخزومي له، يعني تهديداً مباشراً لمن اعتادوا العبث بإدارة العاصمة واستغلال مواردها.
بلغ التربّص حدّ المجاهرة برفض منحة قيّمة خصصتها مؤسسة مخزومي للحرس البلدي، وهي جزء من برنامج دعم متكامل ستظهر مفاعيله في الأسابيع المقبلة. فبدلاً من أن يُشكر النائب الذي بادر إلى دعم الجهاز البلدي، وُوجه بالتحامل والتشكيك والافتراء.
لكن السؤال الجوهري يبقى: لماذا يُزعجهم مخزومي؟
الجواب بوضوح في نقطتين:
أولاً، نجاح هذا المجلس البلدي المدعوم من مخزومي، سيؤدي حكماً إلى كشف ملفات الفشل السابقة، وفضح المتورطين فيها. من استفادوا من المال العام دون حسيب، لا يريدون وجوهاً جديدة تكشف ما طُمس لعقود.
ثانياً، الرعب الحقيقي هو من صناديق الاقتراع المقبلة. فأداء بلدي ناجح، مرفق بدعم مباشر من نائب يمثل العاصمة فعلياً، سيُترجم شعبياً، وسيُحاسب من خذلوا بيروت وسكانها في الاستحقاقات المقبلة.
المفارقة المؤلمة أن من راكموا الثروات من بلدية بيروت، يرفضون اليوم هبات مجانية هدفها تحسين الأمن والخدمات. فكيف لمن استباح المال العام أن يتقبل من يقدّم من ماله الخاص لخدمة الناس؟
المعركة اليوم ليست ضد شخص فؤاد مخزومي فحسب، بل ضد نهج جديد يحاول استعادة بيروت. ويبدو أن كثيرين لا يريدون لهذه العاصمة أن تنهض من جديد.
لكن الرهان يبقى على أهل بيروت. وكما عوّدونا، فإن كلمتهم ستكون صارخة، وواضحة: بيروت ليست للبيع، ولن تكون رهينة الفشل مجدداً.