لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ٢٣ تموز ٢٠٢٥
قد لا تخطر على بالك أن مشاعر السعادة والفرح الشديد قد تؤدي إلى حالة طبية نادرة تُعرف بمتلازمة القلب السعيد، أو متلازمة تاكوتسوبو، وهي اعتلال مؤقت في عضلة القلب ينتج عن التوتر العاطفي المفاجئ.
ما هي متلازمة القلب السعيد؟
متلازمة القلب السعيد، المعروفة أيضًا باسم متلازمة تاكوتسوبو أو اعتلال عضلة القلب الناتج عن الضغط النفسي، هي حالة نادرة تصيب عضلة القلب بسبب موجة مفاجئة من التوتر العاطفي. تختلف هذه المتلازمة عن الحالات التقليدية المرتبطة بالحزن أو القلق، حيث تنجم هنا عن مشاعر الفرح الشديد.
أصل التسمية وتاريخ المتلازمة
تم رصد متلازمة القلب السعيد لأول مرة في اليابان في التسعينيات، وسُميت نسبة إلى شكل القلب المصاب الذي يشبه فخ الأخطبوط الياباني المعروف باسم 'تاكوتسوبو'.
أعراض متلازمة القلب السعيد وأسبابها
يوضح الدكتور نيتين بوت، استشاري أمراض القلب في مستشفى K J Somaiya، أن متلازمة القلب السعيد تشبه أعراض النوبة القلبية مثل ألم الصدر وضيق التنفس، لكنها لا تحدث بسبب انسداد في الشرايين. بدلاً من ذلك، يحدث ضعف مؤقت في عضلة القلب، خصوصًا في البطين الأيسر، نتيجة اندفاع مفاجئ لهرمونات التوتر، حتى وإن كان السبب حدثًا سعيدًا.
تشمل الأعراض الرئيسة:
ألم مفاجئ وشديد في الصدر
صعوبة في التنفس
تسارع أو عدم انتظام في ضربات القلب
الإحساس بالإغماء أو التعب الشديد
يُنصح بمراجعة الطبيب فور ظهور هذه الأعراض، خصوصًا بعد حدث مفرح أو مفاجئ، مع إجراء فحوصات مثل تخطيط القلب، تحاليل الدم، التصوير بالموجات فوق الصوتية، أو الأشعة المقطعية.
كيف يؤثر الفرح المفاجئ على صحة القلب؟
عند التعرض لموقف مفرح ومفاجئ مثل الزواج، لقاء غير متوقع، خبر سار، أو تحقيق حلم طال انتظاره، يفرز الجسم كميات كبيرة من هرمونات الأدرينالين والكورتيزول. تؤثر هذه الهرمونات بشكل مباشر على عضلة القلب، إذ قد تسبب تمددًا غير طبيعي في أحد أجزاء القلب، مما يؤدي إلى ضعف مؤقت في انقباضات القلب ووظائفه.
ورغم أن معظم الحالات المصابة بـ متلازمة القلب السعيد ليست مهددة للحياة، إلا أنها قد تتسبب في مضاعفات صحية خطيرة مثل قصور القلب واضطرابات نظم القلب، خصوصًا في حال التأخر في التشخيص أو العلاج المناسب.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القلب السعيد؟
تشير الدراسات إلى أن النساء فوق سن الخمسين، وخصوصًا بعد مرحلة انقطاع الطمث، يمثلن الفئة الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القلب السعيد. ويرجع ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي تزيد من حساسية القلب تجاه هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول.
لكن الإصابة لا تقتصر على النساء فقط، بل تشمل أيضًا الأشخاص الذين يعانون من عوامل خطر معينة، مثل:
اضطرابات القلق والاكتئاب المزمن.
حساسية عاطفية مفرطة تجعل الاستجابة النفسية أقوى.
وجود تاريخ مرضي لأمراض القلب.
وجود تاريخ عائلي لمشاكل القلب أو متلازمة تاكوتسوبو.
كيف تحمي نفسك من متلازمة القلب السعيد؟
الوقاية تعتمد على إدارة العواطف بشكل صحي وممارسة عادات تساعد في الحفاظ على التوازن النفسي، مثل:
تعلم تقنيات التحكم في العواطف السلبية والإيجابية.
ممارسة تمارين التنفس العميق، التأمل، أو اليوغا لتحسين التوازن النفسي.
الحصول على نوم كافٍ وتجنب الكافيين والمنبهات المفرطة.
إجراء فحوصات قلبية دورية، خصوصًا للأشخاص الذين لديهم تاريخ طبي أو نفسي متعلق بالقلب.
تجنب المفاجآت العاطفية القوية، خاصة لمن يعانون من أمراض قلبية سابقة.
التحضير النفسي والتوازن العاطفي يشكلان خط الدفاع الأول ضد هذه المتلازمة، حيث يحتاج بعض الأشخاص إلى وقت للتحضير نفسيًا حتى عند تلقي الأخبار السعيدة.
في النهاية، القلب لا يفرّق بين ألم الفقد وفرحة اللقاء، فكلاهما قد يسبب ضغطًا على عضلته الحساسة. الاعتدال العاطفي، والوعي بالصحة النفسية والجسدية، هما المفتاحان الأساسيان للوقاية والحفاظ على صحة القلب.