لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ٢٣ تموز ٢٠٢٥
رغم الدور البارز الذي تلعبه نقابة المهن الموسيقية في تنظيم المجال الفني وحماية الحقوق المهنية للمطربين والموسيقيين داخل مصر، إلا أن مسيرتها خلال السنوات الأخيرة لم تخلُ من أزمات متكررة مع عدد من الفنانين العرب الذين يحيون حفلاتهم على الأراضي المصرية.
وكان أبرزهم النجمة اللبنانية هيفاء وهبي، والسوبر ستار راغب علامة، إلى جانب فنانين آخرين من الصف الأول، وهو ما أثار تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين النقابة والنجوم العرب، وحدود الالتزام بالقوانين مقابل الحفاظ على الانفتاح الفني.
مشكلة هيفاء وهبي
الأزمة التي طالت هيفاء وهبي لم تكن مع النقابة بشكل مباشر في بدايتها، بل كانت نتيجة لخلاف مالي وإداري نشب بينها وبين مدير أعمالها السابق في مصر خالد التهامي، والذي اتهم الفنانة، لاحقًا، بالاساءة لمصر، وعلى إثرها تم إيقافها عن العمل.
هذا الخلاف تطور، لاحقًا، إلى سجال علني، استدعى تدخّل نقابة المهن الموسيقية، وحدث سجال بينها وبين النقابة في القضاء انتصرت فيه بالنهاية هيفاء وهبي.
أزمة راغب علامة
تعرض الفنان راغب علامة لأزمة غير متوقعة عقب حفل غنائي له في الساحل الشمالي، بعد تداول مقطع فيديو ظهر فيه مع فتاة من الجمهور بشكل أثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل، وتُرجم من قبل البعض على أنه 'تجاوز' بحق المرأة المصرية.
نقابة الموسيقيين، التي يرأسها الفنان مصطفى كامل، أصدرت بيانًا طالب فيه بتوضيح رسمي من الفنان، وهو ما استجاب له راغب سريعًا، مؤكدًا محبته واحترامه لمصر، ومشيرًا إلى أن المشهد أُخرج عن سياقه الحقيقي. وبعد اتصال هاتفي بين راغب والنقيب، أُعلن عن طيّ صفحة الأزمة، وصدرت تصريحات رسمية تؤكد 'احترام راغب علامة الكامل لقوانين النقابة والشعب المصري'، مما أنهى الجدل بصورة ودية.
طارق الشناوي: هناك غياب حس سياسي
انتقد الناقد الفني طارق الشناوي الأداء المؤسسي لنقابة المهن الموسيقية في مصر، مؤكدًا أن قراراتها الأخيرة، وعلى رأسها البيان الصادر ضد الفنان اللبناني راغب علامة، تعكس حالة من التخبط، وتُشير إلى تراجع واضح في دورها الفني والثقافي الذي طالما شكّل أحد أعمدة الريادة المصرية في المنطقة.
واعتبر الشناوي أن ما صدر عن النقابة لم يكن مجرد إجراء إداري أو تنظيمي، بل بيانًا يحمل نبرة 'شعبوية' وينمّ عن غياب الحسّ السياسي والثقافي، بل ويُقحم الفن في معارك غير محسوبة.
واستدل بجملة وردت في البيان تقول: لا نقبل في بلد أم كلثوم وعبدالحليم أن يحدث مثل ما رأيناه، معتبرًا أن هذا الأسلوب يُقزّم الفن العربي غير المصري، ويُهدد بانفصال وجداني بين الشعوب.
وقال الشناوي في تصريحاته لـ'فوشيا': بدلًا من أن تكون النقابة جسرًا فنيًا يربط مصر بمحيطها العربي، باتت تصدر مواقف انفعالية تمس صورة مصر الثقافية، وتبتعد عن دورها الحقيقي في حماية الفنان، وتنظيم العمل الفني برؤية مسؤولة.
وأضاف: ما حدث لا يُعبّر عن موقف تجاه راغب علامة كشخص، بل يكشف عن أزمة أعمق داخل النقابة نفسها، التي باتت تصدر أحكامًا أخلاقية وثقافية على خلفية مواقف فردية، وتتعامل مع الأحداث بلهجة توبيخ لا تليق بجسم نقابي فني عريق.
وختم الشناوي تصريحه مؤكدًا أن النقابة – في عهدها الحالي – بحاجة إلى مراجعة شاملة، وإعادة تموضع داخل المشهد الفني العربي، حفاظًا على دورها التاريخي، وعلى صورة مصر كحاضنة للفن والحرية والتنوّع الثقافي، لا كمنصة لإصدار البيانات المليئة بالوصاية والحدة.