اخبار لبنان
موقع كل يوم -إذاعة النور
نشر بتاريخ: ١٦ أيلول ٢٠٢٤
السادس عشر من ايلول عام اثنين وثمانين، أرخى التاريخ إحدى أشدِّ لياليه ظلمةً على مخيم صبرا وشاتيلا، وخطف معه أرواح أكثر من ثلاثةِ آلاف شخص بين لبناني وفلسطيني من النساء والشيوخ والأطفال والأجنّة التي لم تبصر النور بعد.
المخيم الذي لم يلحق لملمة آثار القصف الصهيوني المرافق لاجتياح لبنان قبل أشهر من المجزرة، كان خلا من المقاتلين الذين انسحبوا منه قبل ثلاثة أسابيع تنفيذاً لإتفاق المبعوث الأميركي فيليب حبيب..
إلا انه وبحجة كاذبة تفيد بوجود مقاتلين لم ينفذوا الإتفاقية، أحكمت الآليات الاسرائيلية إغلاق كل مداخل المخيم صباح الخميس في السادس عشر من أيلول، وهاجم جيش العدو بمؤازرة الميليشيات اللبنانية المتعاملة معه المخيم ليل الخميس تحت جنح الظلام.
لم يسمح للصحافيين بالدخول، إلا بعد ثمان واربعين ساعة من انتهاء المجزرة، حينها استفاق العالم على مذبحة قطعت فيها الأوصال وسالت الدماء في الأزقة، وهدمت الجرافات فيها المنازل فوق رؤوس اصحابها ودفنتهم أمواتاً وأحياء.
صورة من المشهد المرعب يلخصها مراسل وكالة 'فرانس برس' في بيروت يومها 'سامي كينز' حيث يقول:'في منزلٍ غرفةٌ مظلمة تناثرت فوقَها خمسُ جثث تلتصق بعضها ببعض، لرجل وسيدة وصبيين وطفل رضيع اغتيلوا وهم نائمون، تتوالى مشاهد الرعب في مخيمي صبرا وشاتيلا حيث أُلقيت في ممر صغير خمس جثث تغطيها الدماء، وقد انتفخت وجوه الضحايا. لقد أُعدموا رمياً بالرصاص في غرفة قبل إلقاء جثثهم خارج المنزل ليجتمع الذباب فوقها ويا لها من بشاعة' .
بالرصاص والسكاكين، والادوات الحادة وصولاً الى القنابل الفسفورية، قتل ابناء المخيم وسط عجز دولي عن ضبط عداد الدم.
يستحيل أن ينسى التاريخ صبرا وشاتيلا أمس، كما استحالة أن ينسى مجازر غزة اليوم، يستحيل أن تتعافى جراح الثكالى بفقد أحبائهم، لا مع مرور أربعين عاماً ولا حتى مئة، هو جرح نازف الى الازل.