اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٣ تموز ٢٠٢٥
خاص الهديل..
بقلم: بسام عفيفي
زيارة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان إلى سورية هي حدث مهم وكبير وسيكون له نتائجه الإيجابية والثمينة على غير صعيد.
أولاً- الزيارة تأتي في وقت تكثر فيه محاولات الاصطياد الخبيث ببحر العلاقات بين لبنان وسورية؛ فهناك ألف أجندة مدفوعة من غير جهة، تحاول أن تأخذ مناخ العلاقات بين البلدين إلى نواح تخدم أهدافها التي تضر بمستقبل العلاقة السورية اللبنانية. وعليه فإن زيارة مفتي الجمهورية اللبنانية في هذا التوقيت إنما تأخذ الضوء إلى الناحية الإيجابية في مسار العلاقة بين البلدين، بدل أن يبقى هذا الضوء محل تجاذب سلبي بين قوى تريد إشعال النار في حديقة العلاقات السورية اللبنانية من أجل إشعال لفافة تبغ.
.. بهذا المعنى فإن توقيت الزيارة حاسم لجهة أنه سيطوي صفحة التشكيك والتخويف من حاضر ومستقبل العلاقة بين لبنان وسورية وذلك لمصلحة إظهار حقيقة حُسن الجيرة؛ ووجود إرادة لبنانية سورية منقادة من رموز وازنة في البلدين؛ تتمسك بحسن الجوار وبمبدأ أن لبنان وسورية لن يكونا إلا على أفضل علاقة وخيارهما المزيد من بناء نواحي الخير بينهما والإصرار على حل مشاكلهما بروح طيبة مهما بلغ حجمها.
ثانياً- تشكل زيارة الشيخ عبد اللطيف دريان ببعدها الروحي دفعة إيجابية للبعد السياسي الذي يتمثل بضرورة الشروع بحل قضايا مهمة لا تزال عالقة بين البلدين أو تحتاج لرعاية مشتركة من الدولتين مثل ترسيم الحدود ومتابعة جهود مكافحة التهريب؛ الخ..
ثالثاً- إن أهمية زيارة مفتي الجمهورية الشيخ دريان تتأتى أيضاً من أهمية موقعه وشخصه وما يمثله من رصيد ضخم للاعتدال الإسلامي ولحرصه على التعايش بين الطوائف والمذاهب والأديان ضمن دولة المؤسسات والقانون.
لا شك أن قرار الشيخ دريان بزيارة سورية هو تلبية شجاعة لحاجات ملحة تتطلبها هذه المرحلة.. ويبرز الشيخ دريان في هذه اللحظة كما كان دائماً كضمانة وطنية وإسلامية وجامعة لحماية التعايش.