اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ١٧ أيار ٢٠٢٥
خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
لا يزال نتنياهو يضع المسدس على طاولة الأحداث في الشرق الأوسط؛ وبعد مواقف ترامب من سورية ومن الحوثيين، صار هناك انتظار لضرورة أن يتخذ ترامب موقفاً ينهي تعنت نتنياهو بخصوص استمراره في حرب غزة التي قال عنها ترامب نفسه أنها وحشية.
مؤخراً حتى رئيس المعارضة يائير لابيد قال بعد اجتماعه بنتنياهو أنه حتى تنتهي أزمة احتجاز الأسرى الإسرائيليين لدى حماس لم يبق إلا خطوة واحدة موجودة لدى الكابينت. وواضح أن كلام لابيد هذا موجه للبيت الأبيض رغم أنه بالظاهر يبدو أنه موجهاً للداخل الإسرائيلي: ببساطة لابيد يدعو ترامب ليقوم بالضغط على نتنياهو حتى يحقق رغماً عن نتنياهو إنجاز صفقة إطلاق الرهائن ووقف الحرب الإسرائيلية على غزة.
.. لكن نتنياهو أول أمس أعلن من خارج أي سياق مباشر أنه 'لن يخضع' وأنه 'سيستمر في الحرب'؛ ولم يشرح لماذا يريد عدم الخضوع ومن هي الجهة التي تريد منه إخضاعه، علماً أن ترامب حتى هذه اللحظة لا يقوم بجهد مباشر لإخضاع نتنياهو بقدر ما هو يوجه له رسائل غير مباشرة ولكنها مؤذية؛ كالاتفاق مع حماس على إطلاق الجندي الإسرائيلي من أصل أميركي الكسندر والاتفاق مع الحوثي والتفاوض مع إيران؛ وكل ذلك من وراء ظهر نتنياهو. لكن السؤال الآن هو هل يترك ترامب مربع الاكتفاء بتوجيه رسائل صادمة لنتياهو أم أنه سينتقل بعد عودته إلى واشنطن للتموضع في مربع توجيه ضغط مباشر وحاد على نتنياهو كي يوقف حرب غزة حالاً وينهي قصة تبادل الأسرى مع الفلسطينيين.
في المنطقة كما في أوروبا هناك انتظار لحدوث أمر من هذا النوع؛ وبنفس الوقت هناك طيف من المحللين يستبعد ذلك. وإذا أردنا رسم صورة للموقف على هذا الصعيد يمكن إدراج سيناريوهين إثنين أحدهما محتمل الحدوث:
السيناريو الأول يقول أن ترامب وضع قدمه على طريق لم يعد يمكنه التراجع عنه في الشرق الأوسط؛ ويتضمن هذا الطريق عامل واضح وهو تهميش دور إسرائيل في المنطقة قياساً بما كان عليه سابقاً؛ وهذا التوجه الأميركي سيعارضه نتنياهو بقوة؛ وذلك من خلال إثارة مشاكل داخل الولايات المتحدة الأميركية بوجه ترامب.. وعليه فإن الوضع الراهن الآن في العلاقة بين نتنياهو وترامب يتجسد في سؤال محدد: من يسبق الآخر منهما في إضعاف الثاني؟؟.. وضمن هذا السياق سيحاول نتنياهو استغلال الإنتخابات التصفية الأميركية من أجل جعل ترامب 'البطة العرجاء'؛ وبالمقابل سيحاول ترامب استغلال الوضع الداخلي في اسرائيل من أجل إسقاط نتنياهو وفرط حكومته!!.
السيناريو الثاني – وليس لديه الكثير من المؤيدين – يقول أن هناك وراء الستارة مناورة كبرى في الشرق الأوسط متفق عليها بين ترامب ونتنياهو وأن القادم من الأشهر ستكشف طبيعتها!؟؟.