اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٨ أيار ٢٠٢٥
بيروت - أحمد عزالدين وبولين فاضل
اتجهت الانظار في ختام اليوم الانتخابي الطويل، الى نسبة المشاركة في المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية، في محطتها بالعاصمة بيروت ومحافظتي البقاع وبعلبك.
ونقلت قناة «mtv» التلفزيونية اللبنانية «ان عدد المقترعين في بيروت بلغ نحو 105243 ناخبا، فيما بلغت نسبة الاقتراع 20.47 %»، وهذا رقم مقبول نسبة الى الظروف التي تمر بها البلاد.
وجاءت نسب الاقتراع في الأقضية: بيروت: 19.91%، زحلة: 44.57%، البقاع الغربي: 41.11%، راشيا: 37.70%، الهرمل: 34.15%، وبعلبك: 47.88%.
وكانت انتخابات بيروت البلدية والاختيارية حملت تحديا أساسيا هو رفع نسبة المشاركة في الاقتراع، خصوصا أن نسبة كبيرة من أبناء العاصمة اللبنانية وفي طليعتهم عدد من المسيحيين قد هاجروا، فيما ثمة لا مبالاة من آخرين. وتحدي المشاركة بالاقتراع هو من أجل الحفاظ على المناصفة الطائفية بين المسيحيين والمسلمين، علما أن المجلس البلدي لبيروت يتألف من 24 عضوا يتوزعون عرفا لا قانونا بين 12 للمسلمين و12 للمسيحيين.
وللحفاظ على هذا التوازن الطائفي تآلفت الأحزاب المسيحية والمسلمة وشكلت لائحة واحدة تحت اسم «بيروت بتجمعنا» بالرغم من اختلافها الكبير في الخط السياسي، ضمت اللائحة «التيار الوطني الحر» وحركة «أمل» و«حزب الله» و«القوات اللبنانية» و«الكتائب» و«جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية» والنائب فؤاد مخزومي.
وفي مواجهة هذه اللائحة، كانت هناك 5 لوائح من بينها لائحة «بيروت مدينتي» للمجتمع المدني الذي حرص بدوره على المناصفة الطائفية في لائحته. وبطبيعة الحال، كانت الدعوات الملحة من الأحزاب كافة لمناصريها إلى عدم التشطيب وإنزال اللائحة كاملة في الصناديق حرصا على المناصفة.
يذكر أن «تيار المستقبل» الذي يتمتع بأعلى نسبة من المؤيدين في الشارع السني، كان يحرص دوما في السابق على المناصفة الطائفية، إلا أنه هذه المرة وقف تقريبا على الحياد، وشارك انتخابا على صعيد المخاتير لا المجلس البلدي.
وقد تابع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون مسار المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية من العاصمة الإيطالية روما، حيث شارك في مراسم تنصيب بابا الفاتيكان الجديد. وتلقى رئيس الجمهورية تقارير من وزارتي الداخلية والبلديات والدفاع وقيادة الجيش، حول الإجراءات والتدابير المتخذة لتأمين حسن سير العملية الانتخابية من النواحي الأمنية والإدارية واللوجستية.
وأعرب الرئيس عون عن أمله في ان يقبل أبناء البقاع وبيروت على صناديق الاقتراع ليختاروا ممثليهم في المجالس البلدية والهيئات الاختيارية «عن قناعة وحرية ومسؤولية، لاسيما أنهم لا ينتخبون أشخاصا بل صناع مستقبل بلداتهم ومدنهم وقراهم، لأن المجالس البلدية هي أشبه بالحكومات المصغرة التي تتولى إدارة هذه البلدات والمدن».
ودعا رئيس الجمهورية «إلى ان تكون نسب الاقتراع مرتفعة من خلال المشاركة الواسعة، لان ذلك يعني المشاركة في التغيير وصنع المستقبل».
رئيس الحكومة نواف سلام شارك مقترعا في قلم النفوس المسجل اسمه فيه في منطقة بئر حسن. ثم جال في مراكز الاقتراع في مدرسة الفرير بالجميزة، في القسم الشرقي من العاصمة، وتفقد سير العملية الانتخابية.
وتمنى الرئيس سلام ردا على سؤال ان «ترتفع نسبة الاقتراع المنخفضة، فهذه الفرصة الوحيدة لدى أهالي بيروت كي يعبروا عن خياراتهم الإنمائية»، وناشدهم «الإقبال على التصويت بكثافة، فبيروت بحاحة إلى إنماء في كل ما يتعلق بأمورها الحياتية». وأشار الرئيس سلام إلى أن «تاريخ المدينة يحافظ على التنوع». وقال ان ما يهمه «ان يتمثل الجميع في المجلس البلدي كما يجب»، معتبرا «بيروت حاضنة للجميع وستبقى كذلك». وأشار إلى انه «بعد انتهاء الانتخابات، يجب إعادة النظر في كل آلية انتخابات البلدية».
وفي سبيل المناصفة، دعا الرئيس نبيه بري والنائب جبران باسيل في بيانين منفصلين، مناصريهما إلى الالتزام الكامل باللائحة.
ومن بيروت إلى محافظة البقاع التي شهدت معركتين أساسيتين، الأولى في مدينة زحلة التي يتألف مجلسها البلدي من 21 عضوا، حيث طابع المعركة سياسي، وقد وقف حزب «القوات اللبنانية» الذي له حضوره الأوسع في المدينة، بمفرده في مواجهة لائحة منافسة مدعومة من قوى سياسية من بينها «الكتائب» والنائب ميشال ضاهر و«الكتلة الشعبية» وعدد من النواب السابقين إلى مناصرين للثنائي «الشيعي»، فيما ترك «التيار الوطني الحر» لمؤيديه حرية الاقتراع لمن يريدون.
أما المعركة الثانية فكانت في مدينة بعلبك، حيث تألفت لائحة من المجتمع المدني لإثبات حضورها ودورها في هذه المدينة، في مواجهة لائحة الثنائي. وكان المجتمع المدني قارع في مرات سابقة لائحة «الثنائي»، ففشل مرات ونجح مرة واحدة في إيصال مجلس بلدي. وقد لوحظ في الأيام القليلة الماضية تمزيق عدد من اللافتات والصور للائحة المجتمع المدني في مدينة بعلبك من قبل مجهولين.
في القرى الشيعية في محافظة بعلبك - الهرمل، حصل في بعضها نوع من التزكية لصالح لائحة «الثنائي»، وثمة من تحدث عن ضغوط مورست لسحب بعض الترشيحات والوصول إلى تزكية تجنب التشنجات على الأرض.
وفي البقاع الأوسط حيث الحضور الأساسي للطائفة السنية، ساد إرباك بفعل وقوف «تيار المستقبل» على الحياد، وقد اتخذ الصراع طابعا عائليا. ولوحظ أن مؤيدين لقوى سياسية متحالفة في هذه اللائحة أو تلك تنافسوا للوصول إلى المجالس البلدية.
وقد حجبت المرحلة الثالثة، قبل الأخيرة، من الانتخابات البلدية والاختيارية الاهتمام عما عداها من قضايا وملفات.
ولفت الحضور اللبناني في الخارج، سواء من خلال تحرك رئيس الجمهورية من الفاتيكان وإيطاليا، واللقاءات التي أجراها مع المسؤولين هناك. وكذلك مشاركة رئيس الحكومة في القمتين العربية والتنموية ببغداد، حيث لقي الطرح اللبناني الذي عبر عنه الرئيس سلام دعما، لافتا من الدول العربية إلى مسيرة لبنان في بسط سلطته على كامل أراضيه.
توازيا، بقي موضوع استكمال الإصلاحات موضع مراوحة، خصوصا في المجال الاقتصادي، نتيجة تحفظ صندوق النقد الدولي على الآليات المطروحة فيما يتعلق بالمصارف وكيفية تسديد أموال المودعين.
وفي المقابل، فإن معالجة ملف السلاح تبقى من المواضيع المطروحة دائما على طاولة البحث والنقاش، وتحظى باهتمام عربي ودولي وستكون محور النقاش خلال الأيام المقبلة. ويتوقع ان تستفيد السلطة اللبنانية وتحزم أمرها في كثير من الأمور بعد جرعات الدعم الخارجية التي تلقتها.
في يوميات الاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب، استهداف لسيارة في بيت ياحون قرب حاجز للجيش اللبناني. وتحدثت معلومات عن سقوط جرحى بينهم جندي من الجيش.