اخبار لبنان
موقع كل يوم -الصدارة نيوز
نشر بتاريخ: ٩ أيار ٢٠٢٥
كتب ربيع ياسين…
فؤاد مخزومي، الرجل الذي حاول أن يركب موجة المعارضة في لبنان على حساب جرح العاصمة بيروت وتاريخها، يثبت اليوم بما لا يدع مجالاً للشك أنه مجرد أداة سياسية يبحث عن مصالحه الشخصية بأي ثمن، حتى وإن كان ذلك على حساب مواقف ومبادئ طالما ادعى أنه يحملها. فبعد أن كان مخزومي يهاجم الأحزاب التقليدية وأبرزها الثنائي الشيعي، ها هو اليوم يتعاون معهم في انتخابات بلدية بيروت. والأنكى من ذلك، يذهب هذا الرجل ليقف في صف الأحزاب التي لطالما وصفها بالسبب الأول لانهيار لبنان، دون خجل أو اعتذار.
لكن فؤاد مخزومي ليس مجرد سياسي عابر في لبنان؛ هو أحد الأسماء التي لا يمكن تجاهل تاريخها المشبوه. هذا الرجل الذي كان يشنّ هجومًا على الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعلى الرئيس سعد الحريري، لم يكتفِ فقط بالنيل من تيار المستقبل، بل تعدى ذلك ليصبح أداة في يد قوى سياسية خارجية تهدد الهوية اللبنانية، متحالفًا مع الحزب الذي يراه الكثيرون المسؤول الأول عن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
اليوم، يتحدث مخزومي عن 'التحولات السياسية' وكأنها مجرد لعبة على رقعة الشطرنج، لكنه في الحقيقة لا يفعل سوى التلاعب بمقدرات أهالي بيروت. فبعد أن كان هذا الرجل يقف في صف المعارضين للثنائي الشيعي، ها هو يتجه اليوم للتحالف معهم بكل وقاحة في الانتخابات البلدية من أجل تحقيق مصالحه الشخصية. فهل من يقف مع الحزب اليوم سيبني لبنان الغد؟ وهل من كان شريكًا في محاولة تغيير وجه لبنان السياسي من خلال تحالفات مشبوهة، يمكنه اليوم أن يُعد نفسه ممثلًا لمستقبل بيروت؟
إن موقف فؤاد مخزومي اليوم ليس سوى محاولة بائسة لاستغلال الفراغ السياسي في بيروت والبلد بشكل عام. فالرجل الذي طالما هاجم الرئيس
رفيق الحريري واعتبر نفسه خصمًا له، يتناسى اليوم تاريخ العاصمة ويقف إلى جانب القوى التي شكلت طيلة العقود الماضية السبب الأول لما آلت إليه الأوضاع في لبنان. وهل هناك خيانة أكبر من ذلك؟ هل يظن مخزومي أنه سيتحكم بمستقبل بيروت من خلال التحالف مع قوى تسببت باجتياح بيروت؟
من الواضح أن مخزومي لا يبحث عن مصلحة البيارتة بقدر ما يبحث عن طريق يصل من خلاله إلى السراي الحكومي بأي ثمن كونه عقدته الوحيدة هي رفيق الحريري. ففي سبيل تحقيق هذا الهدف، لا يتوانى عن تدمير كل شيء، بما في ذلك قيم بيروت وأهاليها. فهل هذه هي الزعامة التي يحلم بها؟ وهل هذا هو الشخص الذي يستطيع قيادة لبنان نحو التغيير؟ الجواب واضح: لا.
فيا أهل بيروت، احذروا من هذا الشخص الذي لطالما حاول أن يبيعكم بالكلمات الفارغة، ها هو اليوم يسعى بكل قوة للوصول إلى السراي الحكومي على جثث البيارتة. لا تظنوا أن تحالفاته خدمةً لأهل بيروت، بل هي مجرد تكتيك للوصول إلى هدفه. فبيروت تستحق أكثر من ذلك. بيروت تستحق القيادة الحقيقية، لا الارتزاق السياسي على حساب تاريخها ومبادئها.