اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ١٩ حزيران ٢٠٢٥
منذ اندلاع المواجهة المفتوحة بين إيران وإسرائيل يوم الجمعة الماضي، تكرّر سؤال واحد على ألسنة الدبلوماسيين، والمحللين، ودوائر القرار الإقليمية والدولية: هل سيدخل 'حزب الله' على خط الحرب؟ وهل باتت جبهة الجنوب اللبناني على وشك الاشتعال؟
ورغم مرور أيام على انطلاق الضربات المتبادلة، حافظ 'حزب الله' على صمته الرسمي، فيما بدا أنه ترقّب محسوب للخطوات المقبلة، بانتظار تطوّر ميداني أو سياسي يُلزم الحزب بتغيير تموضعه.
بيان 'الحزب'
وكان لافتًا الموقف المستجد لـ 'حزب الله' من تطورات الحرب، وتلميحه إلى موقف ما من هذه الحرب، إذ اعتبر أنّ قيام الولايات المتحدة الأميركية بالانخراط العسكري المباشر في الحرب، سيؤدي حكمًا إلى تغيير سياق المواجهة كما سيدفع المنطقة برمّتها نحو الانفجار الشامل.
والسؤال الذي طرحه المراقبون هو: ماذا يقصد 'حزب الله' عندما يتحدث عن 'تغيير سياق المواجهة'؟
اطمئنان داخلي
وفي موازاة هذه الحرب، أعرب مصدر رسميّ مسؤول عن اطمئنانه للوضع الداخلي، وقال لـ'الجمهورية'، إنّ 'حركة الاتصالات الكثيفة التي جرت على غير صعيد داخلي كانت أكثر من مريحة ومطمئنة، حيث أنّ كلّ مكونات البلد أكّدت أنّها حريصة على الحفاظ على أمنه واستقراره، وعدم الإقدام على أي خطوات من شأنها أن تعرّض البلد لمخاطر هو بغنى عنها'.
ولفت المصدر عينه إلى أنّ 'كلّ الأطراف، سواء على المستوى الرسمي أو المستوى السياسي والحزبي، مدركة لمخاطر الحرب الجارية بين إسرائيل وإيران وتداعياتها على كلّ المنطقة، وتعي بأنّ الأولوية ينبغي أن تنصبّ على تحصين الدفاعات الداخلية لدرء واحتواء أيّ تداعيات على لبنان قد تنشأ جراء هذه الحرب. وهذا ما يشكّل أولوية في عمل الدولة وكل مؤسساتها وأجهزتها في هذه المرحلة الدقيقة'.
وأكّد المصدر الرسمي 'أنّ الوضع الأمني في لبنان مطمئن ومريح ولا يدعو إلى القلق، وخصوصاً أنّ الأجهزة الأمنية والعسكرية تقوم بواجباتها في السّهر على الأمن في كل المناطق على أكمل وجه، والتقارير الأمنية لم تلحظ ما يدعو إلى القلق من أي جانب'.
إجراءات أمنية مشددة
إلّا أنّ مرجعاً أمنياً أبلغ 'الجمهورية' 'إنّ من البديهي والطبيعي جداً أن تتعزز الإجراءات والتدابير الأمنية في البلد في هذا الوضع المشتعل بين إسرائيل وإيران. وفي التقييم لا شيء استثنائي على الصعيد الأمني، بل لا توجد أي مخاطر علينا من الداخل. إنما ما يثير القلق هو العامل الإسرائيلي الذي كثّف من تحرّكاته، سواء بالقرب من خط الحدود، أو من الطلعات المكثفة لطيرانه المسيّر في الأجواء اللبنانية، وخصوصاً في فترات النهار والليل في أجواء الضاحية الجنوبية، وكأنّه يمهّد لتوترات واغتيالات، وهذا ما ينبغي التنبّه له'.
وكشف المرجع عينه 'أنّ عدداً من السفراء والديبلوماسيين والملحقين العسكريين الأجانب سعوا بعد اشتعال الحرب بين إسرائيل وإيران إلى إجابات حول مدى متانة الوضع الأمني في لبنان، واحتمال أن يُقدم 'حزب الله' على ما سمّوه مغامرة إسناد لإيران عبر فتح الجبهة الجنوبية مع إسرائيل.
إلى ذلك، ورداً على سؤال لـ'الجمهورية' حول احتمالات تدخّل 'حزب الله' في هذه الحرب، جزم مسؤول كبير أنّه لم يسأل الحزب عمّا يريد أن يفعله، الّا انّه قال: 'من وجهة نظري، وقد أكون مصيباً أو مخطئاً، فإنني أستبعد أن يبادر الحزب إلى هذا الأمر، ولو أنّه أراد ذلك، لكان فعل ذلك في اليوم الأول للحرب'.
الحرب في خواتيمها
إلّا أنّ مصادر قريبة من أجواء 'حزب الله' قالت رداً على سؤال 'الجمهورية' نفسه: 'دعهم يقلقون'. مضيفة: 'لن نقول إننا سنتدخّل أو لن نتدخّل، فهذا مرهون بالظروف وكلّ شيء في أوانه'.
وأشار المصدر إلى إنَّ الحزب ذكر أنّه 'في حال طلبت طهران منه الإنضمام للمعركة، فسيقوم بذلك. ولكن خلف الكواليس، ووفقاً لتقديرات استخباراتية، يُجهز الحزب نفسه لاحتمال المُشاركة المباشرة في هذه المعركة'.
وأشار التقرير إلى أنّ 'حزب الله' يواصل استعداداته، بما في ذلك إعداد بنك أهداف. ونسب إلى مصادر أمنية إسرائيلية، قولها إنَّ 'حزب الله ينتظرُ ضوءاً أخضر من طهران قبل تفعيل الجبهة الشمالية على نطاق واسع'، هذا الأمر لم يحدث بعد، ولكنه قد يحدث، وقد يعني تصعيداً على جبهات متعددة'.