اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٣ أيار ٢٠٢٥
يحتفل العالم في الثالث من أيار من كل عام بـ'اليوم العالمي لحرية الصحافة'، وهي مناسبة تذكّر بأهمية حرّية التعبير ودوْر الصحافة في تعزيز الديموقراطية وحقوق الإنسان. وفي لبنان، يُعتبر هذا اليوم فرصةً لتسليط الضوء على التحدّيات التي تواجه الصحافيين والعاملين في الوسائل الإعلامية كافّة.
إعلان ويندهوك
في الثالث من أيار 1991، اجتمعت مجموعةٌ من الصحافيين الأفارقة في مدينة ويندهوك، حيث قاموا بصياغة إعلان يهدف إلى تعزيز حرّية الصحافة. وهذا الإعلان نصّ على ضرورة احترام الحكومات لحرّية التعبير وحقّ الوصول إلى المعلومات، كما أكّد على أهمّية توفير بيئةٍ إعلاميةٍ آمنةٍ للصحافيين. وبعد مرور عاميْن، وفي كانون الاول 1993، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة 'اليوم العالمي لحرية الصحافة' بناءً على توصيات المؤتمر العام لليونسكو.
ومنذ ذلك الحين، أصبح اليوم العالمي لحرية الصحافة موْعدًا لتسليط الضوء على قضايا حرّية التعبير والاعتداءات التي يتعرض لها الصحافيون.
تحديّات تواجه حرّية التعبير في لبنان
تلعب الشخصيات السياسية والدينية دورًا رئيسيًا في قمع حرية التعبير. وغالبًا ما يتم استخدام الشكاوى المقدّمة من هؤلاء الأفراد كوسيلةٍ للضغط على الصحافيين والنشطاء. كما أنّ هناك حالاتٍ عديدةً تعرّض فيها ناشطون وصحافيون لمضايقات وتهديدات بسبب آرائهم النقدية، مما يخلق بيئةً من الخوف والترهيب.
الى ذلك، أثّرت الأزمة الاقتصادية الحادّة التي يمرّ بها لبنان أيضًا في حرية التعبير. فمع ارتفاع معدّلات التضخم وفقدان العملة اللبنانية لأكثر من 95% من قيمتها، يشعر المواطنون بالقلق والخوف من التحدث علانيةً عن قضايا حقوق الإنسان والفساد. وهذا الوضع الاقتصادي المتدهور يجعل الكثيرين يتجنّبون المخاطرة بالتعبير عن آرائهم خوفًا من العواقب.
كما أنّ القوانين الحالية لا توفّر حمايةً كافيةً للصحافيين والنشطاء. فالقانون اللبناني يعود إلى عام 1943 ولا يتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، مما يزيد من صعوبة ممارسة حقّ حرية التعبير.
دعوات للحماية والدعم
وفي هذا الإطار، تدعو المنظمات الحقوقية والحكومات إلى ضرورة حماية حرية الصحافة وتوفير بيئة آمنة للصحافيين. وأُطلقت مبادرات جديدة تهدف إلى تقديم الدعم القانوني والحقوقي للصحافيين الذين يتعرّضون للمضايقات أو الاعتداءات. وهذه المبادرات تعكس الحاجة الملحّة لحماية حقوق العاملين في المجال الإعلامي وضمان قدرتهم على أداء عملهم من دون خوف.
يمكن القول إنّ لبنان يحتلّ مرتبةً متوسطةً بين الدول العربية والعالمية فيما يتعلق بحرّية التعبير، لكنّه يواجه تحدّيات كبيرة تؤثر سلبًا في هذا الحقّ الأساسي. ويتطلّب تحسين الوضع جهودًا جماعيةً من الحكومة والمجتمع المدني لضمان بيئة أكثر أمانًا وحريةً للصحافيين والمواطنين على حدٍّ سواء.