اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ١٩ أب ٢٠٢٥
خاص الهديل….
بقلم: ناصر شرارة
هناك عنوان أساسي اليوم في إسرائيل وفي العالم هو الأبرز ومفاده أن حماس وافقت على مقترح الوسطاء وهو عملياً ذات مقترح وويتكوف لحد بعيد. ولكن وراء هذا العنوان البارز والنافر والذي تداولته ليس فقط وسائل الإعلام العبرية بل كل وسائل الإعلام العالمية يوحد عنوان خفي له أهمية قصوى كون نتائجه ومساره سيؤثر على كل أحداث المنطقة وهو بدء نتنياهو بالتحضير لعقد انتخابات عامة مبكرة..
والأسباب التي تجعل نتنياهو يسارع بحل الكنيست وعقد انتخابات مبكرة فور انتهاء عطلة الكنيست الصيفية في أكتوبر المقبل، هي قناعته بأن نواب الحريديم سيقدمون على الاستقالة، كون موضوع بت أمر منع تجنيدهم في الجيش لا يزال بدون حل ولن يستطيع نتنياهو حله.
وسيحاول نتنياهو في أكتوبر أن يفاجأ الجميع بدل أن تتم مباغتته من قبل الحريديم حيث تستغل المعارضة ذلك..
وكشفت يديعوت أحرنوت أمس أن نتنياهو بدأ بعملية لمّ صفوف الأحزاب اليمينية الصغيرة كي تتحد في أطر مشتركة كي لا تحرق أصوات اليمين في حال نزلت للانتخابات بشكل فردي. ويقوم نتنياهو هذه الأيام بعملية مصالحة بين كل من سيموتروتش وبن غفير لاقناعهما بخوص الانتخابات في حزب واحد مشترك؛ كون الأول فيما لو خاض الانتخابات منفرداً لن يفلح في تحصيل نسبة الحسم.
.. وأبعد من ذلك يفكر نتنياهو بإنشاء حزب جديد غير الليكود بهدف جذب شرائح جديدة إليه، خاصة وأن هناك حركة نزوح من قاعدته الانتخابية جرت مؤخراً لمصلحة تأييد حزبي نفتالي بينيت وافيغدور ليبرمان.
وإذا صح أن نتنياهو أخذ قراره النهائي بالذهاب لانتخابات مبكرة نهاية هذا العام؛ فإن هذا يعني أن تل أبيب ستذهب لوضع تكتيكات جديدة على الجبهات السبع حسب تعبير نتنياهو.
بداية يلاحظ أن المقترح الجديد الذي وافقت عليه حماس لا يحمل مفاجآت جديدة سوى أن حماس بحسب الإعلام العبري قدمت تنازلات بحيث أنها قبلت بمضمون مقترح وويتكوف الذي كان لديها ملاحظات عليه. المقترح يقول ب ٦٠ يوماً من وقف النار يتم خلالها التفاوض على وقف الحرب من دون وعد واضح من قبل واشنطن أو إسرائيل بوقف الحرب؛ وهذا المطلب بضمانة بوقف الحرب كانت تصر عليه حماس طوال العامين الماضيين..
وستطلق حماس بالمرحلة الأولى ١٠ أسرى أحياء و١٨ جثة أسير.. وتطلب حماس مقابل كل أسير إسرائيلي إطلاق ١٥٠ أسير فلسطيني وكانت في السابق تطلب إطلاق ٢٠٠ أسير محكوم عليهم مؤبد؛ الخ..
ووافقت حماس أيضاً على إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي في شمال وشرق القطاع؛ وهذه تفاصيل يتم الاتفاق عليها.
وهناك نقطة مهمة وهي فتح معبر رفح بالاتجاهين أمام من يريد الدخول أو الخروج..
والواقع أن المهم في كل هذا الموضوع هو تلمس عناصر الإجابة عن سؤال وهو هل نتنياهو جدي بالموافقة على الصفقة ووقف النار لمدة ٦٠ يوماً مع حماس؟؟.
تعليق نتنياهو على هذا التطور لا يزال يحمل قدراً كبيراً من الغموض؛ فهو مساء أمس قال التالي:
أولاً- ادعى أنه سمع بالأخبار ومن الإعلام عن الصفقة. وهذا كلام لا يصدقه أحد لا في إسرائيل ولا خارجها… لكن نتنياهو يريد عبر هذا القول التقرب من أهالي الأسرى الإسرائيليين الذين يخوضون هذه الأيام أقوى حركة احتجاج ضده.
ثانياً- قال نتنياهو: واضح أن حماس مضغوطة عسكرياً.. وهذه العبارة تفتح نافذة على الاعتقاد بأن نتنياهو يريد التمهيد لصفقة عبر القول للجمهور الإسرائيلي أن سياسته بالتصعيد العسكري جعلت حماس تتنازل..
والواقع أن جمع كل هذه المعطيات يشي باحتمال أن يكون نتنياهو قد دخل لحظة تولد قناعة لديه بأنه من الأفضل له عقد صفقة الآن تسفر عن إطلاق أسرى إسرائيليين؛ ويذهب لانتخابات مبكرة مع نهاية هذا العام بدل أن يستمر بمواجهة أهالي الأسرى وتسقط حكومته بوقت واحد مع حلول شهر أكتوبر!!.
هل تحدث الصفقة مع حماس الآن؛ وتذهب إسرائيل في بدايات العام القادم إلى انتخابات مبكرة؛ وبالتالي يصبح كل وقت المنطقة هو وقت انتخابات إسرائيلية ووقت انتظار لمعرفة ما إذا كان نتنياهو سيبقى رئيساً لحكومة استكمال أهداف الحرب؛ أم أنه سيحل مكانه نفتالي بينيت ليشكل حكومة نهاية الحرب وبدء تسويات إقليمية بشراكة مع ترامب وحلفائه في المنطقة؟؟.