اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٢٨ كانون الثاني ٢٠٢٥
روت فتاة بريطانية، كانت ذات يوم طفلة صغيرة تظهر في صورة شهيرة مع أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، مشاعرها المختلطة عن هذا اللقاء الذي أعادتها إليه صورة انتشرت مجددًا عبر وسائل الإعلام.
تعود القصة إلى عام 2002، عندما كانت ليلي ويستر في الحادية عشرة من عمرها وتدرس في مدرسة كوينز الخاصة للفتيات في لندن، حيث حضرت أسماء الأسد في زيارة رسمية، كما تروي ويستر في صحيفة «التايمز» البريطانية.
وقتها، كانت أسماء تُعرف بحسب تصنيف مجلة «فوغ» بـ«وردة الصحراء»، وكانت تُعتبر رمزًا للحداثة والأناقة بوصفها زوجة لرئيس سوري يُوصف بالإصلاحي، بعد عامين فقط من توليه الحكم خلفًا لوالده.
تقول ليلي: «كنت في سنتي الأخيرة في المدرسة الابتدائية، وكان اليوم مصادفًا لعيد ميلادي. شعرت بالحماسة عندما اختيرت لتقديم الزهور للضيفة المهمة. لم أكن أعرف الكثير عنها حينها، فقط أنها شخصية بارزة».
الصورة الشهيرة
تُظهر الصورة ليلي وهي تقف إلى جانب أسماء الأسد، التي كانت ترتدي سترة بيضاء أنيقة، مبتسمة، وتحيي المعلمين والطلاب بلكنتها الإنجليزية الراقية. لكن ما بدا كصورة بريئة لطفلة صغيرة تقدم الزهور تحول بعد سنوات إلى ذكرى تثير مشاعر مختلطة وصادمة.
وتوضح ليلي أن الصدمة جاءت عندما شاهدت هذه الصورة مجددًا في أكثر من وسيلة إعلام عالمية بعد أكثر من عقدين بالتزامن مع انتشار الأخبار عن الحرب السورية وجرائم النظام. وتضيف: «لم يخطر ببالي أبدًا أنني التقيت بمن تُعرف الآن بـ«سيدة الجحيم الأولى».
وتضيف: «مشاهدة هذه الصورة الآن هو أمر غريب ومخيف في الوقت نفسه. هناك، أقف على درجات مدرسة تقدمية مشهورة بأنها أول مدرسة في بريطانيا لتعليم النساء (..) من بين خريجاتها البارزات كانت المناضلة من أجل حقوق المرأة بياتريس هارادين، والمربيات الرائدات دوروثيا بيل، المديرة الثانية لكلية تشيلتنهام للسيدات، وفرانسيس ماري باس، مؤسسة مدرسة نورث لندن كوليجيت، وفرانسيس دوف، مؤسسة مدرسة وايكوم آبي. كان هذا مكانًا مليئًا بتاريخ التمكين النسوي – ومع ذلك، كنت أقف بجانب شخص متورط في قمع الشعب السوري».
أما اليوم، ذكّرت ويستر بالتقارير التي تكشف ان أسماء الأسد لعبت دورًا محوريًا في تعزيز قبضة زوجها على السلطة، حيث ورد في إحدى رسائلها الإلكترونية المسربة أنها كتبت: «أنا الديكتاتور الحقيقي».
وختمت قائلة: «يا له من فرق تحدثه عقدان من الزمن (..) من الصعب التوفيق بين صورة المرأة الطموحة التي التقيناها في ذلك اليوم، المتألقة والمهذبة، وبين الواقع الذي أصبحت عليه. فتاة عادية من غرب لندن وصفتها مجلة فوغ ذات يوم بأنها 'وردة الصحراء'، ابنة طبيب قلب محترم في مستشفى كرومويل، أصبحت الآن رمزًا لمعاناة لا توصف».
اليوم، تُمنع أسماء الأسد من العودة إلى بريطانيا، حيث وُلدت وترعرعت، وتُعتبر شخصيتها جزءًا لا يتجزأ من فصول الحرب المظلمة في سوريا، مما يجعل الصورة الشهيرة التي جمعتها مع ليلي رمزًا آخر لمفارقات القدر.
إقرأ/ي أيضا: بالصور: وثائق حول علاقة أسماء الأسد بالاستخبارات البريطانية.. وحافظ عارض زواجها من بشار