اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
لم تكن مفاجئة الزيارة التي قام بها وفد «كتلة الوفاء للمقاومة» برئاسة النائب محمد رعد لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، حيث اتت في اطار مناسبة وطنية وهي عيد المقاومة والتحرير الذي حصل قبل 25 عاما وكان الجيش شريكا فيه، الذي كان قائده العماد عون في فترة، واعاد الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم التأكيد في هذه الذكرى على مقولة «الجيش والشعب والمقاومة».
وبعد اللقاء مع الرئيس عون، زار الوفد رئيس مجلس النواب نبيه بري وسيزور رئيس الحكومة نواف سلام، الذي تبدو العلاقة بينه وبين حزب الله غير ودية، وقد عكس ذلك النائب رعد في تعليقه على مواقف سلام بالقول «اننا سنترك للود المفقود معه بقية».
ويتوقع ان يكون اللقاء المرتقب في السراي مع رئيس الحكومة صداميا ومتوترا، وربما يتحول ايجابيا لجهة توضيح ما لدى الطرفين من هواجس وتساؤلات، اذ يريد حزب الله من الحكومة التي يشارك فيها، دورا افعل في وقف العدوان «الاسرائيلي» المستمر، والبدء باعادة الاعمار، والا ترضخ للشروط الخارجية لا سيما الاميركية، منها ربط الاعمار بتسليم السلاح او نزعه من حزب الله.
اللقاء مع رئيس الجمهورية، وان كان اتخذ طابع التهنئة بعيد المقاومة والتحرير، الا انه كان اكثر من لقاء ودي لما اظهره الطرفان لبعضهما من تقدير واحترام، وفق مصادرهما، فشكل اللقاء مناسبة الى ان يطرح كل منهما ما لديه، فنقل وفد «كتلة الوفاء للمقاومة» خشيته من المماطلة في تنفيذ قرار اتفاق وقف اطلاق النار، وألّا تقوم الدولة بواجباتها في الحفاظ على السيادة، وردع العدوان واستكمال التحرير باخراج الاحتلال «الاسرائيلي» من النقاط الخمس وما تبقى من اراض لبنانية محتلة، وهو ما اتفق عليه الجانبان. فأكد الرئيس عون على انه لا يوفر مناسبة الا ويطرح ضرورة تنفيذ وقف اطلاق النار، الذي التزم به لبنان وتحديدا حزب الله، الذي لمس من رئيس الجمهورية كل تفهم لما اورده الوفد امامه.
ولا يعتبر اللقاء بداية حوار ثنائي بين رئيس الجمهورية والحزب حول السلاح، ولم يتم التطرق الى هذا الموضوع، لان المناسبة كانت للتهنئة، وتبادل الآراء والافكار. ويقول عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله لـ«الديار» عن اللقاء، إنه كان وديا وايجابيا، والنقاش جرى بكثير من الصراحة والوضوح والتفاهم، فكان الرئيس عون مرتاحا، واتفق الطرفان ان يستمر التواصل الذي لم ينقطع بينهما، منذ انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية الى تشكيل الحكومة.
وابدى فضل الله تفاؤلا باللقاء الذي طرحت فيه المواضيع التي اعلن عنها النائب رعد امام الاعلام، والتي ترتبط بضرورة تحقيق السيادة ومواجهة الاعتداءات «الاسرائيلية»، التي لا يبدو ان اللجنة العسكرية المشرفة على تطيبق وقف اطلاق النار، قادرة او فاعلة لوقف العدوان «الاسرائيلي»، المستمر منذ اتفاق وقف اطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي.
فالتفاهم مع رئيس الجمهورية قائم ومساحته واسعة، يقول فضل الله، الذي يشير الى ان حزب الله قدم كل ما يضمن المصلحة الوطنية، وترك للديبلوماسية ان تأخذ مجراها وللمراجع الدولية ان تنفذ وعودها، لكن لا يبدو أن الادارة الاميركية في صدد مساعدة لبنان والعهد، على استعادة سيادته وتحرير ارضه ووقف الاعتداءات الاسرائيلية.
فلقاء القصر الجمهوري بين الرئيس عون ووفد «كتلة الوفاء للمقاومة»، اكد على ان التواصل قائم ودائم، وان الطرفين لديهما الود والاحترام لبعضهما، وفرضت طبيعة الجلسة كما قال فضل الله، البحث والنقاش حول المستقبل الذي اتفق الطرفان على انه سيكون زاهرا باتجاه بناء المؤسسات واستكمال الاستحقاقات الدستورية، وكانت الانتخابات البلدية والاختيارية أحدها، والتي حافظ فيها حزب الله على الوحدة الوطنية، وحقق المناصفة في بيروت، فاشاد رئيس الجمهورية بهذه الممارسة وتمنى ان يبنى عليها.