اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
افادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان، انه 'بعد أشهر من القتال العنيف، اضطرت آلاف العائلات إلى الفرار من مدينة الفاشر بالسودان خلال الأسابيع الماضية، ووصلت إلى مدينة طويلة، وقد أنهكها الجوع والإرهاق، وغالبًا دون أي متعلقات شخصية. واشارت فرق اللجنة، التي تقدّم الدعم للوافدين الجدد، الى أن تدفّق النازحين يزداد يوميًا، إذ يفر المدنيون من تصاعد أعمال العنف، وشحّ الغذاء، وانهيار الخدمات الطبية في المناطق التي فرّوا منها.
ووصف الفارّون من مدينة الفاشر هجماتٍ عنيفة ومشاهد من الذعر والرعب أثناء مغادرتهم المدينة. وتحدثت جميلة إسماعيل وهي أم لسبعة أطفال، عن 'لحظات من اليأس خلال بحثها المحموم عن ابنها عقب هجوم استهدف سوقًا محليًا'، وقالت: 'ظننتُ أنه ربما قُتل. بحثت عنه بين القتلى في السوق. كانت الجثث متناثرة في كل مكان. كان المشهد في السوق فوضويًا ومؤلمًا للغاية. كان البعض يبكي، ويتوسل لتلقي العلاج، لكن لم يهبّ أحد لمساعدتهم، إذ كان همّ الجميع إنقاذ من يعرفونهم، واصلت البحث عن ابني على أمل العثور عليه، لكنني لم أستطع'.
وفي نهاية المطاف، عثرت جميلة على ابنها إبراهيم حيًّا، لكنه كان مصابًا بجروح خطيرة. وقد نُقل إلى أحد المرافق الطبية القليلة التي ما زالت تعمل في المدينة. وبمساعدة أحد الجيران، تمكنت جميلة وعائلتها من مغادرة الفاشر والفرار من العنف. وهم الآن في مدينة طويلة، حيث انضموا إلى آلاف الناجين الآخرين الذين يروون روايات مشابهة عن الموت والانتهاكات المروعة وفقدان الاتصال بأحبائهم.
تحوّلت مدينة طويلة سريعًا إلى مركزٍ للاستجابة الإنسانية في شمال دارفور، حيث تستقبل المخيمات المؤقتة المدنيين النازحين يوميًا من الفاشر. بيد أن الأوضاع الإنسانية في المدينة ما تزال شديدة الصعوبة، إذ تكافح العائلات للحصول على الغذاء والمياه والمأوى والرعاية الطبية.
وفي هذا السياق، أشار حسين إبراهيم رسول، نائب منسق الأمن الاقتصادي في بعثة اللجنة الدولية بالسودان، إلى 'حجم الأزمة وجوانب الاستجابة الجارية قائلًا: 'لقد اضطرت آلاف العائلات إلى الفرار من منازلها بسبب النزاع، ووصلت إلى طويلة التي تستقبل يوميًا موجات جديدة من النازحين. معظم الوافدين من النساء والأطفال وكبار السن، وهم يعيشون ظروفًا قاسية للغاية. لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الأساسية؛ فهم يعانون الجوع والعطش والإرهاق والصدمات النفسية. كما أن بعضهم مصاب أو مريض، وكثيرون فقدوا الاتصال بأفراد عائلاتهم.'
واشارت اللجنة الدولية الى انها 'كثّفت استجابتها الإنسانية في طويلة لتلبية الاحتياجات الحيوية للمجتمعات المتضررة. وبالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر السوداني، قدّمت فرق اللجنة الدولية مساعدات مالية لـ 10,000 عائلة – أي نحو 60,000 نازح – وتعمل على توسيع نطاق الدعم ليشمل العائلات الوافدة حديثًا، ليصل إجمالي المستفيدين إلى نحو 12,000 أسرة إضافية – نحو 72,000 شخص.
ويشمل هذا الدعم أيضًا تقديم اللوازم الطبية الأساسية ومساعدات ميدانية إلى المستشفى الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود والنقاط الصحية القريبة، بما في ذلك مواد التضميد، وحوافز للكوادر الطبية، ومساهمات في تكاليف التشغيل'.
وسجلت اللجنة الدولية 'فقدان نحو 7,000 شخص على خلفية النزاع في السودان. كما يسرت اللجنة، بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر السوداني، إجراء مئات المكالمات الهاتفية في طويلة لمساعدة العائلات على البقاء على اتصال بأحبائها'.











































































