اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
اشار نبيل بدر الى اننا 'نقدر ونثمن موقف فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون من التفاوض مع الكيان الإسرائيلي. ولابد هنا من الإشارة إلى ان القضية الفلسطينية كانت وستبقى القضية المركزية، ليس للبنان وحده بل للمجموعة العربية بأكملها من المحيط إلى الخليج. ولبنان ملتزم بالتالي بالمسار والتوجه العربي الموحد، لاسيما المتعلق منه بمبادرة السلام العربية القائمة على حل الدولتين. وهذا يعني حتمية التزام لبنان بالتوجه العربي العام وذهابه إلى جانب أشقائه العرب ككيان عربي واحد ومن ضمنه السلطة الفلسطينية وحركة حماس للتفاوض مع إسرائيل.
ولفت بدر في حديث إلى 'الأنباء' الكويتية، الى ان ما يهمنا كلبنانيين من المفاوضات سواء كانت مباشرة مع الكيان الإسرائيلي ام عبر وسيط دولي محايد، هو النتيجة فقط لا غير، علما انه لا يوجد في ظل الاصطفافات الدولية الراهنة والدعم الغربي الواسع لإسرائيل وسيط دولي محايد يقف على مسافة واحدة من الطرفين، ناهيك عن انه سبق للأميركي ان أعلن صراحة عن ملله من ان يكون ساعي بريد لنقل الرسائل والمواقف بين لبنان وإسرائيل، ويحبذ بالتالي جلوس الفريق اللبناني المفاوض وجها لوجه مع نظيره الإسرائيلي، على ان يتدخل الأميركي في نهاية التفاوض كشاهد أساسي على التوقيع ليس الا.
وعن قراءته لمقومات لبنان التفاوضية، قال بدر 'تتعامل إسرائيل مع لبنان ودول المنطقة من موقع المنتصر في الحرب، وهذا ما ستحاول استثماره على طاولة المفاوضات مع لبنان عبر محاولاتها فرض شروطها وإملاءاتها. من هنا على لبنان ومن خلفه الدعم العربي الواسع، ان يكون جاهزا للتفاوض ومدججا بالوثائق والأرقام والحيثيات والوقائع، بما يعطي المفاوض اللبناني القدرة على تفنيد نقاط التفاوض وتشريحها في سياق تحصين حقوق لبنان وسيادته، وحماية دوره ومكانته في المعادلة الإقليمية خلال مرحلة ما بعد التوقيع على اتفاقية السلام أسسا ومبادئ، مع الاشارة إلى ان إسرائيل ستفاوض حول ما هو أبعد وأهم من سلاح حزب الله، خصوصا ان قرار الحكومة اللبنانية بسحب السلاح وحصره بيد الدولة اتخذ، وسيتم تنفيذه ان لم يكن اليوم فغدا أو بعده على الأكيد'.
وتابع بدر قائلا 'المفاوضات مع إسرائيل لن تكون نزهة، بل تتطلب جاهزية كاملة مكتملة لخوضها من موقع الدولة المحقة. من هنا ضرورة إنشاء حقيبتين وزاريتين: الأولى تحت مسمى وزارة التخطيط، والثانية وزارة الأمن الوطني، لما للأخيرة من أهمية كبرى في تجميع مقومات لبنان التفاوضية، والتي لا تقتصر فقط على الأمن والعسكر والاستراتيجيات الحربية، بل أيضا على الأرض والسيادة والاقتصاد والنقد والمصالح العليا للدولة، والبيئة والصحة والتعليم وكل ما يمت بصلة إلى كيان الدولة ونظامها'.
في سياق متصل، وعن قراءته للمواقف التصعيدية التي اطلقاها مؤخرا المبعوث الأميركي توماس براك بالتزامن مع انطلاق النقاش بين اللبنانيين حول مبادرة الرئيس عون للتفاوض غير المباشر مع إسرائيل، ختم بدر بالقول 'شاطر كل من الأميركي والإسرائيلي في رفع سقف مواقفه التصعيدية ورسائله النارية، بما يضع المسؤول اللبناني رئيسا كان أم وزيرا ونائبا في لحظة نفسية ضاغطة، لحثه على استعجال جلوس لبنان على طاولة المفاوضات، وسط ضبابية قاتمة في النوايا الأميركية والإسرائيلية حول مبادرة السلام العربية القائمة على حل الدولتين. وأخشى ان تتحول تلك الضغوط النفسية في حال عدم تحقيقها الغاية من إطلاقها، إلى ضغوط من نوع آخر، كتوسيع رقعة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان جوا وبرا'.