بين جسرين في ميناء صور... العدالة على المحك" .... رامي عساف يصرخ: " إمّا المساواة أو لا عدالة"

#fixed-ad { position: fixed; bottom: 0; width: 100%; background-color: #ffffff; box-shadow: 0px -2px 5px rgba(0, 0, 0, 0.3); padding: 15px; text-align: center; z-index: 9999; right:0px; } #ad-container { position: relative; padding-top: 50px; /* ترك مساحة كافية لزر الإغلاق */ } #close-btn { position: absolute; top: -40px; right: 15px; background-color: #007bff; color: white; border: none; padding: 12px 16px; border-radius: 50%; font-size: 24px; cursor: pointer; box-shadow: 0px 4px 8px rgba(0, 0, 0, 0.3); transition: background-color 0.3s ease, transform 0.3s ease; } #close-btn:hover { background-color: #0056b3; transform: scale(1.1); } /* لجعل التصميم متجاوبًا */ @media (max-width: 768px) { #fixed-ad { padding: 10px; font-size: 14px; } #close-btn { top: -35px; padding: 10px 14px; font-size: 20px; } } @media (max-width: 480px) { #fixed-ad { padding: 8px; font-size: 12px; } #close-btn { top: -30px; padding: 10px; font-size: 18px; } }

×

في مدينة صور الجنوبية، يقف الشاب رامي فهد عساف أمام أزمة تُجسد بوضوح إشكالية العلاقة بين القانون والعدالة الاجتماعية. رامي، صياد فقير، متزوج وأب لأربعة أطفال، يعتمد في رزقه على قاربه البسيط الذي يخرج به يوميًا إلى البحر ليؤمّن قوت عائلته. وللوصول إلى قاربه الراسي في الميناء، اضطر قبل فترة إلى تركيب جسر خشبي صغير يسهّل عليه العبور.

اعتراف بالمخالفة... لكن للحاجة أحكام

رامي لا ينكر أن ما فعله يخالف القانون، ويعترف بذلك صراحة. لكنه يوضح أن دافعه لم يكن التعدي أو الاستيلاء على أملاك عامة، بل فقط الحاجة المعيشية الملحّة التي دفعته لإيجاد حل بسيط للوصول إلى قاربه. ومع ذلك، طالبه عناصر القوى الأمنية مؤخراً بإزالة الجسر تحت طائلة المسؤولية.

اعتراض على الكيل بمكيالين

اعتراض رامي لا ينطلق من رفض تنفيذ القانون، بل من شعوره بعدم المساواة. فهو يشير إلى وجود جسر آخر مجاور لجسره، مثبت بالأرض بطريقة أكثر ثباتاً وديمومة، أقامه شخص يعمل في جهاز أمني، ومع ذلك لم يُطلب منه إزالته. بالنسبة لرامي، هذا التناقض يثير تساؤلات عن العدالة والإنصاف: لماذا يُطبَّق القانون على الضعفاء فقط بينما يُستثنى منه من يمتلك نفوذاً أو صفة رسمية؟

نداء بالمساواة

من موقعه البسيط كصياد فقير، لا يطلب رامي إعفاءً من القانون ولا غطاءً لتجاوزاته، بل فقط المعاملة بالمثل: إمّا أن يبقى الجسران معاً، أو أن يُزالا معاً. فهو يرى أن العدالة تكمن في المساواة أمام القانون، لا في انتقائية تطبيقه.

قضية أبعد من جسر

قصة رامي ليست مجرد خلاف على جسر خشبي، بل هي مرآة تعكس معاناة فئات واسعة من اللبنانيين الذين يعيشون تحت ضغط الحاجة والفقر، في وقت تتفاقم فيه مظاهر التمييز وازدواجية المعايير. فالقوانين التي لا تراعي الظروف الإنسانية والاجتماعية، ولا تُطبّق بعدل على الجميع، تفقد قيمتها ومصداقيتها.

مفهوم العدالة !

بين جسرين متجاورين في ميناء (صور)، يختبئ جدل كبير حول مفهوم العدالة في بلد مأزوم. رامي عساف، الصياد البسيط، يرفع صوته عاليًا مطالباً بمساواة لا تزيد رزقه ولا تُغنيه، لكنها تحفظ له كرامته وكرامة كل فقير في وجه قانون ينتقي ضحاياه.