اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
د. حمد الكواري: المقامة الكوارية
عن الكتاب والقيادة القطرية
بتعاون بين مبادرة مكتبة قطر الوطنية #قطر_تقرأ
و #مركز_قطر_للقيادات
انعقدت في مكتبة قطر الوطنية فعالية 'دور القراءة في إعداد قادة المستقبل' متخذين مقامات الحريري' موضوعا.
وكان علي أن القي كلمة الافتتاح، فأجتهدت أن تكون كلمتي الافتتاحية على نسق المقامات،
وإليكم تلخيصا لمقامتي، يليه رابطا للمقامة كاملة..
لأننا نحتفلُ اليومَ بـ مقاماتِ الحريري، جعلتُ حديثي على نهجِه وسجعِه،
فاستدعيتُ أبا زيدٍ السروجي، فأنصتَ وأجاب،
وقال لي: 'إن كنتَ في قطر، بلدِ الفكرِ والكتاب، فقلْ مقامةً تليقُ بأهلِ العلمِ والأدب، وتشبِهُ نهجَ القيادةِ والرُّتب'.
فقلتُ:
الحمدُ لمن علّمَ بالقلم، وجعلَ الكلمةَ أولَ النِّعَم،
وجعلَ القراءةَ مفتاحَ النهضةِ، والعلمَ سُلَّمَ الحضارةِ والكرامةِ.
يا أبناءَ قطرَ الكريمة،
إنّ القراءةَ قيادةٌ قبلَ أن تكونَ عادة، ومن قرأَ قاد، ومن قادَ بعقلٍ وعلمٍ ساد.
هي مصباحُ الطريق، ومفتاحُ التحقيق،
ومن هجرَ الكتابَ فقدَ الجواب، ومن صاحَبَهُ ربحَ الصواب.
ها نحنُ في مكتبةِ قطر الوطنية، منارةِ الفكرِ والعرفان، نحتفي بـ'مقاماتِ الحريري' التي جاوزت ألفَ عامٍ من البيان، نقرأُها فنضحكُ من فطنتِها، ونبكي من حكمتِها، فهي شاهدٌ على مجدِ العربية، وسحرِ البلاغةِ الأبديّة.
ومن فضلِ اللهِ على قطرَ أنْ أنعمَ عليها بقيادةٍ تُجِلُّ القراءةَ وتكرمُ القلم، قادتْ بالعلمِ لا بالظلم، وبالفكرِ لا بالفخر،
نشرتْ النورَ في الدُّنا كما تُنثرُ الكواكبُ في السَّمَا، وغَرَسَتْ حبَّ الثقافةِ في الأبناءِ كما تُغرسُ النخلةُ في الرَّمَا.
فيا شبابَ الغد،
اقرؤوا لتقودوا، ولا تقرؤوا لتتفاخروا، واكتبوا ما يُخلّدُ في القلوب، لا ما يذروه الهبوب، فالكلمةُ الصادقةُ حياة، والفكرُ الحرُّ نجاة.
وسلامٌ على قطرَ – دارِ الكتابِ والعلمِ والإلهام – حيثُ من قرأَ ساد، ومن قادَ بالمعرفةِ أضاءَ البلاد.
﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾
الرابط للمقامة
https://hamadalkawari.com/maqamat_alkwrai/