اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٣ كانون الأول ٢٠٢٥
خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
بات واضحاً أن إسرائيل مستمرة في تنفيذ سياسة خلق المناخات التي تبرر الذهاب إلى تصعيد عسكري كبير ضد لبنان..
وبالنسبة للمراقبين لم يعد السؤال هل تعتزم إسرائيل شن حرب على لبنان بل أصبح متى ستشن هذه الحرب؟؟ وأيضاً لم يعد السؤال عن إمكانية أن يكون هذا التصعيد بحجم خوض حرب شاملة بل أصبح كيف سيكون شكل هذه الحرب الشاملة؟؟.
بخصوص السؤال الأول يتحدث الإسرائيليون عن حرب يسمونها جولة قتال لأيام.. ومصطلح جولة قتال لأيام ورد لأول مرة في إسرائيل ضمن خطة عسكرية متكاملة تسمى عربات النار وتم وضع هذه الخطة بين عامي ٢٠١٢ و٢٠١٣.
وخلاصة المعلومات بخصوص 'خطة عربات النار' تفيد التالي:
أولاً- هذه الخطة مؤلفة من مجموعة عمليات عسكرية بينها عملية جولة قتال لأيام ضد حزب الله وأيضاً بينها عملية حرب شهر ضد إيران وأيضاً عملية تغيير الحقل الاستراتيجي ضد سورية..
ثانياً- يجدر ملاحظة أن مجمل هذه العمليات الموجودة ضمن خطة عربات النار تم تنفيذها أو تنفيذ الجزء الأكبر منها؛ أبرز ما تم تنفيذه هو عملية 'حرب شهر' على إيران التي بحسب ما جاء في فذلكة خطة عربات النار فإنه يجب أن يتم تنفيذها قبل العام ٢٠٢٦ لأنه بهذا التاريخ وفق معلومات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية ستصبح إيران قريبة جداً من امتلاك قنبلة نووية. وبالفعل نفذت إسرائيل بالتعاون مع أميركا حرباً ضد إيران قبل حلول العام ٢٠٢٦؛ ولكن العملية لم تدم شهراً (حسب خطة 'شهر حرب' على إيران كما وردت في خطة عربات النار) بل دامت ١٢ يوماً؛ والسبب في ذلك يعود لأن إسرائيل بعد اليوم الخامس من الحرب مع إيران؛ أبلغت واشنطن أنها ضربت كل الأهداف التي يمكنها ضربها في إيران، ولم يعد باق لإنهاء الحرب سوى أن يأمر ترامب بقصف مفاعلي نطنز وفوردو؛ وحينها أبلغت واشنطن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي ديرمر بأن ترامب أعطى أوامره بضرب المفاعلين الإيرانيين؛ ولكن تحميل الطائرات بالصواريخ الكبيرة التي ستستعمل في ضرب مفاعلي نطنز وفوردو، سيستغرق ما بين يومين إلى أسبوع..
والواقع أن هذه المسافة بين اليوم الخامس وفترة الأسبوع المتبقية لإنجاز عملية تحميل الطائرات بالصواريخ الكبيرة، جعل زمن الحرب على إيران تنتهي ب ١٢ يوماً بدل شهر حسبما كان محدداً في أصل خطة عربات النار.
.. أما جولة قتال لأيام، فهي بدأت بعملية البيجر مروراً باغتيال السيد حسن نصر الله والصف الأول والثاني بالحزب وصولاً لوقف النار بعد ٦٦ يوماً من القتال على جبهة الحافة على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
.. لكن نتنياهو يعتبر أن كلاً من حربيه ضد إيران وضد لبنان لم تنتهيا؛ بل ما حصل حتى الآن على هاتين الجبهتين يندرج تحت عنوان إنهاء المهمة الاستراتيجية الأولى في كل من لبنان وإيران، ويبقى استكمال المهمة الاستراتيجية الثانية في هذين البلدين: بالنسبة لإيران فإن المهمة الاستراتيجية الأولى كانت تتمثل بالتشارك مع الولايات المتحدة الأميركية لتدمير مقدرات إيران النووية وإبعادها عن لحظة تصنيع القنبلة النووية، أما المهمة الثانية المطلوب استكمالها الآن في إيران فهي إسقاط النظام من جهة ونزع سلاح إيران البالستي من جهة ثانية. وبخصوص لبنان فإن المهمة الأولى كانت توجيه ضربة استراتيجية للعامود الفقري لحزب الله التي تبدأ بهدف اغتيال السيد نصر الله وقيادتيه السياسية والعسكرية والجزء الأهم من ترسانته الصاروخية؛ أما المهمة الثانية فهي اجتثاث حزب الله وفرض واقع سياسي جديد على لبنان.
ثالثاً- ما يجدر التوقف عنده ملياُ في هذا المجال هو أن توجه نتنياهو الحاسم للبدء بأقرب وقت بتنفيذ المهمة الثانية من حربه على لبنان سيكون بنفس الوقت متزامناً مع البدء بتنفيذ المهمة الثانية من حربه على إيران.. بمعنى أن عمليتي 'جولة قتال لأيام' في لبنان، واستكمال المهمة الثانية من 'حرب شهر' على إيران، ستحصلان بنفس الوقت تقريباً؛ مع ترجيح أن تبدأ 'جولة قتال لأيام' في لبنان أولاً؛ ثم تليها مباشرة عملية استكمال ما تبقى من أهداف حرب شهر على إيران…
في البرنامج التوثيقي المخصص لعرض ما دار في الكابينت من نقاشات بخصوص صيرورة قرار ضرب إيران، يكشف البرنامج أن نتنياهو قال لأعضاء الكابينت: ليكن الله بعوننا.. ثم علق قائلاً: أنا لم أستعمل هذه العبارة من قبل؛ ولكنني الآن أشعر بالحاجة لأن يعين الله إسرائيل وهي تقرر الذهاب للحرب مع إيران!!.
واضح أن نتنياهو ذاته يبدي خشيته من سيناريو الأيام القادمة؛ حيث الحرب على لبنان وعلى إيران بخاصة؛ قد تفتح على حروب ليس بالإمكان لجم تداعياتها؛ بدل أن تفتح على ما يظنه نتنياهو تثبيت سطوة إسرائيل على المنطقة!!.











































































