اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٦ أب ٢٠٢٥
دعا الأمين العام لـ«حزب الله»، الشيخ نعيم قاسم، إلى الإسراع في إنجاز التحقيقات المتعلقة بانفجار مرفأ بيروت، مطالباً بإخراج هذا الملف من دائرة التسييس والطائفية والاتهامات المعلّبة، ورفض الإملاءات الخارجية. وأكد أن العدالة الحقيقية لا يمكن أن تتحقق إلا بالشفافية والابتعاد عن التأثيرات السياسية.
وفي كلمة له خلال الاحتفال التكريمي الذي نظّمه حزب الله لمناسبة ذكرى محمد سعيد إزدي «الحاج رمضان» في مجمع الإمام المجتبى في الضاحية، شدد قاسم على أن تثبيت الاستقرار في لبنان يتطلب الالتزام بثلاث قواعد أساسية: التشارك والتعاون بين القوى السياسية، تحديد الأولويات الوطنية بوضوح، وعدم الخضوع لأي وصاية أميركية أو عربية. واعتبر أن ما تعرّضت له سوريا خلال السنوات الماضية كان له تداعيات مباشرة على لبنان، مشيراً إلى أن ما قدّمه الموفد الأميركي آموس هوكستين في ما يُعرف بـ«مذكرة برّاك»، يصب في مصلحة إسرائيل بشكل كامل.
وأكد قاسم أن «حزب الله» التزم التزاماً كاملاً ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، وأنه لم يسجل أي خرق من جانب الحزب تجاه العدو الإسرائيلي، بل جرى الالتزام بالتنسيق الكامل مع الدولة اللبنانية. وقال إن «مذكرة برّاك» تهدف إلى تجريد لبنان من قدرته العسكرية، ومنع الجيش اللبناني من امتلاك سلاح فعَّال، تحت ذريعة عدم التأثير على أمن إسرائيل.
ورفض قاسم بشكل قاطع أي اتفاق جديد مع إسرائيل لا يندرج ضمن التفاهم السابق بين الدولة اللبنانية والعدو، مشدداً على أن أي جدول زمني يُطرح لتنفيذه تحت سقف العدوان الإسرائيلي هو مرفوض.
قاسم أكد أن إسرائيل ندمت على اتفاق وقف إطلاق النار، بعدما أدركت أنه منح «حزب الله» مساحة للاستمرار كقوة ردع فاعلة داخل لبنان، ولذلك هي لم تلتزم به وتسعى لتعديله لصالحها.
وتابع قاسم: «سأقولها بشكل واضح: المقاومة هي جزء من دستور الطائف، منصوص عليها هناك في الإجراءات التي يجب أن تُتخذ بكافة الأشكال لحماية لبنان، لا يمكن لأمر دستوري أن يُناقش بالتصويت، الأمر الدستوري يتطلب توافقاً، ويتطلب مشاركة مكونات المجتمع كافة لتتفاهم على القضايا المشتركة.
كما أن إلغاء الطائفية السياسية يتطلب توافقاً عاماً، وإلغاء فكرة العدد لمصلحة التوزيع الطائفي الذي يطمئن الطوائف هو أمر ميثاقي، كذلك المقاومة لمواجهة إسرائيل أمر ميثاقي يُناقش بالتوافق.
تعالوا نناقش استراتيجية أمن وطني، واستراتيجية دفاعية، الأمن الوطني يتجاوز موضوع السلاح، لأنه يأخذ بعين الاعتبار قوة لبنان، وتراكم القوة، وتجميع القوة، ومحاولة الدفاع، ومواجهة العدو الإسرائيلي.
وقال قاسم ، ليست الاستراتيجية جدول زمني لنزع السلاح، كنا ننتظر أن نجلس يوماً مع المعنيين كمقاومة لنناقش ماهية استراتيجية الأمن الوطني، يبدو أنهم وضعوا استراتيجية الأمن الوطني جانباً وبات الموضوع فقط أعطونا السلاح ولا أمن وطني، كيف ذلك؟ نحن لا نقبل، لأننا نعتبر أنفسنا مقوماً أساسياً من مقومات لبنان، لذلك، يجب إعادة النظر في كيفية المقاربة.
وشدّد قاسم، على أن أي نقاش حول مستقبل لبنان الأمني يجب أن ينطلق من استراتيجية وطنية شاملة للأمن، وليس من منطلق جداول زمنية تهدف إلى نزع سلاح المقاومة. ولفت إلى أن محاولة فرض حلول في هذا الملف بمعزل عن التوافق الوطني محكومة بالفشل.
وأضاف أن أي بحث في الاستراتيجية الدفاعية يجب أن يتم ضمن هذا الإطار، معتبراً أن تجاوز هذه الحقائق أو القفز فوقها تحت أي عنوان، سواءٌ دولي أو إقليمي، يعني المساس بأسس الاستقرار في لبنان.
نحن وإياكم يجب أن نكون معاً، قولوا للغرب، قولوا للأميركيين، قولوا لكل من يضغط: نحن لدينا مقومات في لبنان، ونريد أن نتفاهم مع بعضنا، لا تستطيعون أن تلزمونا.
علينا الانتباه أيضاً من دعاة الفتنة الداخلية، ومن الذين تلطخت أيديهم بالدماء، وعلينا الانتباه من الذين يعملون كخُدام للمشروع الإسرائيلي داخلياً وخارجياً.
وختم الشيخ قاسم ، أتمنى عليكم ألّا تضيعوا الوقت بالعواصف التي تثيرها الإملاءات الخارجية، اليوم، البلد كله متلبّك من أوله إلى آخره، لا أحد مرتاح، لأن باراك أتى إلينا ورمى الورقة الأولى والثانية والثالثة، أين أنتم واقفون؟ ما القصة؟ كلما تكلّم أحد أو جاء مسؤول عربي إلى المسؤولين وقال لهم: «افعلوا... وإلا...»، ماذا تعني «وإلا»؟ «وإلا لا يوجد مال؟» (عمرها لا تكون الأموال)، من أنت لتشترينا بالمال؟
ماذا تقولون أنتم؟ هذا بلد، هذا بلد قُدمت فيه تضحيات، وقُدمت فيه دماء، ما يتعلق بلبنان، نناقشه نحن في لبنان، لا أحد يناقش في الداخل اللبناني ما نفعله نحن كلبنانيين، لا أحد يفرض علينا إملاءات، لا نريد أن نقوم بالاتفاق مع أحد في الخارج، نحن نريد أن نقوم بالاتفاق فيما بيننا من أجل سيادتنا واستقلالنا، نحن كلبنانيين نرتب وضعنا الداخلي بالتعاون والتفاهم، وليعلم الجميع: لن يحصل حل من دون توافق، هذا موضوع استراتيجي وأساسي، دعوهم ينفذون الاتفاق، ونحن ننفذ مصلحتنا في لبنان بالتوافق فيما بيننا من خلال المؤسسات، والجيش، والمقاومة جزء لا يتجزأ من هذا النسيج».