اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ١٧ نيسان ٢٠٢٥
جنبلاط: أورتاغوس تضع شروطاً تعجيزية ومنها استئصال سلاح حزب الله
أشار النائب السابق وليد جنبلاط إلى أن المنطقة دخلت في العصر الإسرائيلي قبل السابع من تشرين الأول 2023، موضحاً أن جزءاً منها دخل هذا العصر عندما احتل الغرب العراق، الذي كان حاجزاً كبيراً وقوة كبرى، حيث تم تدمير الجيش العراقي ودولة كبرى كالعراق دخلت في شبه تقسيم، ومنذ تلك اللحظة بدأت إسرائيل بالتمدد.
وفي حديثه لـ'التلفزيون العربي'، رأى جنبلاط أن حركة 'حماس' لم تكن تتوقع رد الفعل الإسرائيلي بهذه الحدة، مشيراً إلى أنها دخلت في حلقة جهنمية استفادت منها إسرائيل، التي ستستمر في التدمير والتهجير والإقصاء الكامل لكل قطاع غزة وسكانه، ولاحقاً سينتقل الدمار إلى الضفة الغربية.
وأضاف أنه من خلال خطابات السيد حسن نصرالله وجبهة الممانعة، كان يُعتقد أنهم يمتلكون عدداً من الصواريخ وأن توازن الرعب قائم، إلا أن هذا الأمر تبيّن أنه غير دقيق، مشيراً إلى أن العدو الإسرائيلي والغرب يستفيدان من مدى الاختراق الأمني والعسكري والتقني في الجنوب، واصفاً الحزب بأنه انتهى، إلا أن جمهوره ما زال موجوداً، لكنه غير قادر على المواجهة.
وأشار إلى أن الهلال الخصيب الإيراني انهار وتراجع، في حين أن الهلال الآخر، المضاد، أي الإسرائيلي، يتوسّع ليس بالضرورة عبر الاحتلال المباشر، بل من خلال استغلاله للتقسيمات الطائفية والدينية والعرقية والمذهبية والقبلية في لبنان وسوريا والعراق، لافتاً إلى أن إسرائيل موجودة في العراق، والسلطة العراقية تحاول استيعاب الحشد الشعبي والميليشيات في الجيش تفادياً لضربة أميركية إسرائيلية.
واعتبر أن الأمن القومي العربي انتهى منذ اتفاق كامب ديفيد، حيث تم فصل مصر عن سوريا، وتمت إرضاؤها باستعادة كل أرضها، مشيراً إلى أن الأمن العربي مفهوم تاريخي قديم يعود إلى أيام صلاح الدين والمماليك، وهذه الكماشة على فلسطين، التي كانت محتلة من قبل الصليبيين والآن من قبل الصهاينة، تُظهر تراجع الأمن القومي العربي، حيث أن العراق انتهى، وسوريا اليوم شبه موجودة ويتمنى بقاؤها، أما مصر، فقد دخل الإسرائيليون عبر الحبشيين، والخليج دخل في الاتفاق الإبراهيمي تحت شعار جميل لكنه فارغ، إذ أن الاتفاق ينص على السلم مقابل إقامة دولة فلسطينية، متسائلاً أين ستقام هذه الدولة وعلى أي أرض، مشيراً إلى أن الأرض المتبقية لا تتعدى 20% من أرض فلسطين التاريخية.
وأكد جنبلاط أن الأهم اليوم هو الحفاظ على الذاكرة الفلسطينية، لأن هناك أرضاً احتُلت مؤقتاً، لكنها ستعود، في مواجهة ذاكرة صهيونية تستمد قوتها من التوراة في العهد القديم، بعضها حقيقي وبعضها الآخر مختلق، معتبراً أن الفلسطينيين يجب أن يعتمدوا على ذاكرتهم وينقلوها إلى الجيل الجديد.
وسأل ما إذا كانت 'حماس' تتوقع الرد العنيف الذي حصل، مشيراً إلى أن السيد حسن نصرالله في خطابه الأول لمح إلى عدم وجود تنسيق، ثم عاد في الخطاب التالي ليقول إننا جبهة واحدة، ولكن ذلك كان متأخراً، مضيفاً أنه خلال الحرب كان يبعث برسائل إلى الحاج وفيق صفا يدعو فيها إلى عدم التورط، وقد حاولوا ذلك، إلا أنهم اضطروا إلى دخول الحرب على مراحل، عبر استهداف أهداف عسكرية محددة، لكنهم وقعوا في الفخ الإسرائيلي، ولم يكونوا يتوقعون ما حدث.
ورأى جنبلاط أن التوفيق بين السلطة الفلسطينية و'حماس' مستحيل، مشيراً إلى أن 'حماس' ستبقى فكرة، وقد تبقى في المهجر، بينما السلطة غير موجودة فعلياً، بل هي موجودة على بقعة صغيرة وتُستخدم عند الطلب من قبل إسرائيل، وهي أسيرة ولا تستطيع الانتقال إلى شرق الأردن. واعتبر أن الضرب سيستمر على غزة، متسائلاً إلى أين سيذهب الشعب المجبور على الهجرة، مشيراً إلى أن الأبواب لن تُفتح إلا بموافقة أميركية – إسرائيلية.
وفي ما يتعلق بسوريا، أشار جنبلاط إلى أن النظام السوري دام 61 سنة، منها 54 سنة لعائلة الأسد، لافتاً إلى أن الفرح في الأسابيع الأولى كان كبيراً بعد تحرر الشعب السوري من الطغيان، إلا أن النظام حظي باحتضان عربي وسعودي، وأن زيارة الإمارات إيجابية لأنها تمول أو تساعد أحمد العودة في حوران، معتبراً أنه من الجيد انضمامه إلى السلطة أي الأمن العام، إلا أن العقوبات لا تزال مفروضة على سوريا، والسؤال يبقى عن الثمن الذي سترفع به أميركا وإسرائيل هذه العقوبات.
وانتقد جنبلاط شروط المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، خاصة لجهة استئصال سلاح 'الحزب'، متسائلاً عما إذا تم تحديد المواقع كافة، وما إذا كان هناك استعداد لمساعدة الجيش، الذي هو حاجة أمنية، مؤكداً ضرورة تطويع 5000 عسكري جديد، وأن لا مساعدات للجيش من دون إصلاحات، مشيراً إلى الحلقة المفرغة بين الإصلاح وتقديم الدعم.