اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
يستمر وضع لبنان هو العنوان الساخن من منظار مقاربة المستوى السياسي والعسكري والإعلامي الإسرائيلي لهذا الملف المتسم بتصاعد التوتر منذ نحو أكثر من ثلاثة أسابيع؛ وتحديداً منذ أن تم الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة.
وكانت معلومات صحفية عبرية بعد يوم واحد من اجتماع شرم الشيخ نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم أنه بات على لبنان أن يحذر لأن الثقل المسعى السياسي الأميركي والإسرائيلي للتسويات انتقل من بلد الأرز إلى غزة؛ فيما الثقل العسكري الإسرائيلي الأميركي انتقل من غزة إلى لبنان.. ويلاحظ أن توم براك منذ وقف النار في غزة نزع بدلته الدبلوماسية وأصبح يوجه للبنان تهديدات عسكرية بالتوازي مع أن إسرائيل بدأت تتحدث عن عودتها لتصعيد وتيرتها العسكرية مع لبنان.
.. ويوضح الإعلام الإسرائيلي أن هناك داخل شبكة علاقة ترامب – نتنياهو يوجد ربط واضح بين غزة ولبنان، أقله من زاويتين إثنتين؛ تتمثل الأولى بأن إسرائيل أصبحت مقيدة بإملاءات أميركية في غزة.. مثلاً نتنياهو لم يعد يستطيع في هذه المرحلة، كسر قرار وقف النار في غزة، لأن قرار الحرب والسلم في غزة أصبح أميركياً ولم يعد إسرائيلياً؛ ولا يقلل من صحة هذا الكلام قول نتنياهو مؤخراً بأن إسرائيل دولة مستقلة تفعل ما تريد أينما كان، وهي تخبر أميركا بنواياها العسكرية فقط، وذلك من باب التشاور!!. أما بالنسبة للبنان فإن ترامب يطلق يد نتنياهو كونهما لحد ما يشتركان بتبني قناعة واحدة، وهي أنهما وصلا لطريق مسدود مع الحزب، وأيضاً مع الدولة اللبنانية بخصوص حصرية السلام (ودائماً حسب الإعلام الإسرائيلي).
والزاوية الثانية تتعلق بأن ترامب ينظر إلى مهمته في غزة من منظار مفهومه عن الربح والخسارة، وطريقته هذه بالتفكير إلى نقطة أنه لم يعد يريد أن يفشل بعد كل ما واجهه من إحباط مع بوتين في أوكرانيا ومع زهران ممداني في نيويورك، الخ.. أما بخصوص لبنان فإن ترامب يعطي أولوية لسورية على بلد الأرز، ويهتم بالاستثمار في أحمد الشرع بأكثر مما يهتم بالاستثمار بحكومة نواف سلام والعهد الجديد.
ويبقى أمر ثالث له دلالاته برز في إسرائيل خلال الساعات ال٤٨ الأخيرة؛ مفاده أن كل الإعلام الإسرائيلي لم يعد يتحدث عن وجود تقارير تقول أن الجيش الإسرائيلي يستعد لشن عملية واسعة أو ضربات واسعة على لبنان بل هو – أي الإعلام الإسرائيلي ينشر أخباراً عن هذه الاستعدادات. وهذا يعني أن تجهيزات الجيش الإسرائيلي لضرب لبنان لم يعد سراً أو خبراً يتم تسريبه بل صار خبراً موجوداً لمن له عين ترى وأذن تسمع..
وفي ظل أن إسرائيل تقول علناً أنها ستهاجم لبنان؛ وفي ظل أن الجيش الإسرائيلي يتحضر علناً للقيام باعتداءات؛ فإن السؤال هو طبيعة هذه العمليات؟؟. في المستوي السياسي والعسكري الإسرائيلي يقولون: قتال لعدة أيام!!. ولكن من يضمن أن تبقى الحرب أو أن يكون هناك إمكانية لإبقاء تصعيد العمليات محصوراً بعدة أيام..











































































