اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ١١ أيلول ٢٠٢٥
أطلقت وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي ووزير الصحة العامة راكان ناصر الدين وممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان عبد الناصر أبو بكر، المسح الصحي العالمي القائم على تلامذة المدارس في لبنان، وذلك في احتفال أقيم في قاعة المسرح في وزارة التربية.
واكدت كرامي انها 'خطوة تأسيسية في مسار النهوض الوطني. خطوة تنطلق من بيانات دقيقة، ولكنها تستهدف قبل كل شيء الإنسان المتعلم، لتؤكد أن المتعلم هو محور كل عملية تربوية، وأن بناء بيئة تعليمية أكثر شمولا ووعيا باحتياجات المتعلمين هو شرط أساسي للإصلاح الذي التزمت به حكومتنا لتحقيق أي نهوض. إن هذا المسح يقدم لنا نافذة صادقة على حياة أبنائنا وبناتنا: قلق وأمل، مخاطر وإمكانات، تحديات وصمود'.
واشارت الى أن 'رؤيتنا في وزارة التربية تقوم على أن التعليم ليس تلقينا للمعرفة، بل منظومة متكاملة تحمي، وتدعم، وتمكن. فالمدرسة ليست فقط مكانا للتعلم الأكاديمي، بل فضاء للأمان، والرعاية، وبناء الطموح'، موضحة أن 'التعليم الذي نصبو إليه هو تعليم يعترف بكامل إنسانية المتعلم: عقله، جسده، ونفسه، ويؤمن له بيئة دامجة، عادلة، وآمنة. ولذلك، فإننا ملتزمون بالتعاطي مع هذه النتائج عبر مقاربة شمولية، تجعل من الصحة، والدعم النفسي، والوقاية، والأنشطة الرياضية، عناصر متداخلة مع المناهج، لا إضافات خارجية. هذا ما يعمل عليه المركز التربوي للبحوث والإنماء في تطوير المناهج وفي تحضيراته لمصفوفة 'المدى والتتابع'، بحيث تصبح الصحة الجسدية والنفسية جزءا من الكفايات الأساسية، ويكتسب التلامذة المهارات اللازمة لاتخاذ قرارات صحية ومسؤولة. لكننا في وزارة التربية ندرك أن هذه المهمة تتخطى حدود وزارة التربية وحدها'.
بدوره، تحدث وزير الصحة العامة راكان ناصر الدين فقال 'أقف أمامكم اليوم وأنا أحمل شعورا بالغ المسؤولية، بعد أن استمعنا إلى نتائج المسح العالمي لصحة طلاب المدارس 2024 في لبنان. صحيح أن النتائج تبين وجود تحديات جدية على صعيد صحة المراهقين، لكنها في الوقت نفسه تزودنا بفرصة ثمينة: فهي تقدم أدلة واضحة وموضوعية تمكننا من التحرك بشكل مدروس، وتسمح لنا بتحويل القلق إلى عمل، والتحديات إلى برامج وحلول واقعية. هذه المعطيات العلمية تمنحنا الأساس المتين لبناء سياسات وخطط تعيد الثقة، وتعزز حماية طلابنا، وتؤكد أن الاستثمار في صحتهم هو الاستثمار الأهم في مستقبل لبنان'.
ولفت الى ان 'في هذا السياق، بدأت وزارة الصحة العامة فعليا بخطوات ملموسة، حيث نعمل على إطلاق الحملة الوطنية للتوعية حول صحة المراهقين، من خلال الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، لنشر رسائل واضحة حول أنماط الحياة الصحية، السلوكيات الوقائية، والدعم النفسي والاجتماعي. إن صحة المراهقين هي حجر الأساس لمستقبل لبنان. شبابنا يتمتعون بقدرة عالية على التحمل، لكن الصمود وحده لا يكفي. واجبنا أن نؤمن لهم الفرص ليعيشوا بصحة جيدة، وأن نوفر لهم بيئة مدرسية ومجتمعية آمنة، داعمة ومحفزة للنمو والابتكار'.
وتحدث المدير العام للتربية فادي يرق فاشار الى أن 'وزيرة التربية والتعليم العالي تعمل على مقاربة شاملة للتربية، وقد أولت المدرسة، بكل مكوناتها، عناية خاصة كونها المساحة الآمنة للتلميذ محور السياسات والقرارات. هذه الرؤية جعلت من الصحة النفسية والجسدية أولوية أساسية ضمن المبادرات التربوية. وقد جاء هذا المسح ثمرة تعاون وثيق بين وزارة التربية، وزارة الصحة العامة، ومنظمة الصحة العالمية. نثمن هذا التنسيق البناء والدعم الفني الذي قدمه الشركاء في مختلف مراحل العمل. وقد تولت فرق المديرية العامة للتربية متابعته، لا سيما جهاز الإرشاد والتوجيه، وحدة التربية الصحية والبيئية، مديريتا التعليم الابتدائي والثانوي، ومصلحة التعليم الخاص، فكانت النتيجة بيانات دقيقة تعكس واقع التلامذة في مجالات متعددة: من التغذية والنشاط البدني، إلى الصحة النفسية، وصولا إلى السلوكيات المعرضة للمخاطر'.
واعتبر أن 'ما يمنح هذا التقرير قيمته، هو أنه لا يكتفي بوصف الواقع، بل يوفر قاعدة علمية يمكن البناء عليها للتحرك بفعالية وخاصة بعد الأزمات المتراكمة التي مر بها لبنان منذ المسح الأخير (2017). فهو أداة عملية تساهم في رسم السياسات، وتصميم برامج وتدخلات أكثر استجابة لاحتياجات الطلاب في ظل تحديات متزايدة'.
من جهته، عبّر ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان عبد الناصر أبو بكر عن 'امتنانه لوزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الصحة العامة على قيادتهما المتميزة وتعاونهما الوثيق'، شاكرا 'فرق المسح المتفانية، والمدارس، والمعلمين، وأولياء الأمور، والأهم من ذلك، الطلاب الذين ساهمت أصواتهم ومشاركتهم في جعل هذا المسح ممكنا'.
وقال 'يأتي هذا المسح في لحظة حرجة بالنسبة للبنان. فعلى مدى السنوات الماضية، عانى البلد من أزمات متداخلة عطلت الحياة اليومية وخلقت ضغوطا جديدة على الأسر والمجتمعات. وفي خضم هذه التحديات، ترك مراهقونا ليواجهوا مواطن ضعف متزايدة. ومع ذلك، يمثل اليوم خطوة مهمة إلى الأمام - خطوة نحو استخدام الأدلة لبناء أجيال أكثر صحة ومرونة'.
ولفت الى 'ان المسح يوفر لنا أكثر من مجرد بيانات. إنه يوفر نافذة على حياة شباب لبنان ويقدم لنا بيانات تتحدث مباشرة عن واقعهم'. وقال :'النتائج التي رأيناها أكثر من مجرد أرقام على شريحة. وراء كل رقم تكمن قصة: قصة طالب يعاني من ضائقة نفسية، وقصة شاب يجبر على الانخراط في سلوكيات ضارة، وقصة عائلة تحاول دعم أطفالها في مواجهة تحديات هائلة'.
وأكد أبو بكر 'من جديد التزامنا بتعزيز الصحة المدرسية وصحة المراهقين في لبنان. وتقف منظمة الصحة العالمية على أهبة الاستعداد لمواصلة تقديم الدعم الفني لتحديث الاستراتيجيات الوطنية، وتعزيز إطار عمل المدارس المعززة للصحة، ودمج الصحة في شكل أقوى في المناهج الدراسية'.