ما حققناه ثمرة عمل وجهد كبيرين بول رستم: الحكمة عاد ليكون بين الكبار

شهد نادي الحكمة لكرة القدم تحولاً جذرياً في مسيرته خلال السنوات الأخيرة، منتقلاً من معاناة الهبوط والصعوبات الإدارية إلى تحقيق إنجاز لافت هذا الموسم بالتأهل إلى سداسية الأوائل في الدوري اللبناني. عن هذه الرحلة الطموحة، والتحديات التي واجهها الفريق، والخطط المستقبلية، كان لـ'نداء الوطن' مقابلة خاصة مع المدرب بول رستم، الذي فتح قلبه وتحدث بكل شفافية عن كواليس الإنجاز الحكماوي.

استهل رستم حديثه بالعودة إلى الوراء، مستذكراً المراحل الصعبة التي مر بها 'الحكمة'، وقال: 'في موسم 2007، كان 'الحكمة' من بين الفرق الستة الأوائل، لكن في 2009 هبط الفريق إلى الدرجة الثانية، وخسر جميع لاعبيه الشباب، مما أفقده هويته الكروية وأدى إلى تراجع استمر 12 موسماً. إلا أن الإدارة، منذ عام 2019، وضعت خطة طموحة لاستعادة هيبة النادي، وكان الهدف واضحاً: الصعود إلى الدرجة الأولى والاستمرار فيها. وبعد خمس سنوات، ها نحن نحصد ما زرعناه، إلى جانب تركيز كبير على تطوير الفئات العمرية لضمان استمرارية النجاح'.

وأضاف: 'اليوم، بات الحكمة فريقاً أكثر تماسكاً بفضل مزيج متوازن بين الشباب الذين تطوروا بسرعة ولاعبين لبنانيين مميزين، بالإضافة إلى أربعة عناصر من أصحاب الخبرة وثلاثة محترفين أجانب. هذه التركيبة جعلت الفريق أكثر صلابة وانسجاماً، وهو ما انعكس إيجابياً على الأداء والنتائج'.

من سداسية الهبوط إلى الأوائل

عند سؤاله عن الهدف الذي وضعه الفريق في بداية الموسم، كشف رستم أن التوقعات لم تكن بهذا الطموح العالي، قائلاً: 'كان هدفنا الأساسي تحسين الأداء مقارنة بالموسم الماضي وتأمين البقاء في الدرجة الأولى. لكن مع تطور الأداء، بدأ سقف الطموحات يرتفع داخل الفريق، وقررنا داخلياً العمل على إنهاء الدوري المنتظم ضمن المراكز الستة الأولى. وبفضل الجهود الكبيرة للاعبين والجهاز الفني، نجحنا في تحقيق ذلك، واحتل الفريق المركز الخامس بفارق نقطة واحدة فقط عن صاحب المركز الرابع'. أما عن المرحلة المقبلة، فأكد رستم أن التحديات لن تتوقف هنا، حيث قال: 'نستعد حالياً لمواصلة التحدي في سداسية الأوائل، وهدفنا إثبات أنفسنا كمنافس قوي وإنهاء الموسم في مركز يليق بتاريخ الحكمة العريق'. وفي ما يخص خطط المستقبل، أوضح المدرب أن الإدارة بدأت فعلياً التحضير للموسم المقبل، كاشفاً عن بعض الخطوات التي تم اتخاذها: 'الإدارة تعمل بشكل جاد على تعزيز صفوف الفريق، وقد تم التعاقد مع محترف أجنبي جديد من المتوقع وصوله قريباً، إلى جانب مفاوضات متقدمة مع لاعبين لبنانيين سيتم الإعلان عنهم قريباً'.

الدعم الإداري

خلال حديثه، أشاد رستم بالدور الكبير الذي تلعبه الإدارة في دعم الفريق، قائلاً: 'الرئيس الفخري للنادي جهاد بقرادوني والرئيس راغب سليم يقدمان دعماً كبيراً للفريق، سواء على الصعيد المالي أو الإداري، لتعزيز الاستقرار والاستمرار في تحقيق الإنجازات'. وبشأن ما يُثار عن تفوّق الاهتمام بفريق كرة السلة على حساب كرة القدم داخل النادي، ردّ رستم بحزم: 'الإدارة تتابع فريق كرة القدم عن كثب وتوفر له الدعم المالي اللازم، خاصة بعد المستوى المميز الذي ظهر به هذا الموسم. الأمور داخل النادي تسير في الاتجاه الصحيح، وفق رؤية واضحة تهدف إلى استمرار النجاح'.

مشروع رياضي متكامل

وشدد رستم على أن نادي الحكمة اليوم لم يعد مجرد فريق ينافس في الدوري، بل أصبح مشروعاً رياضياً يعيد بناء نفسه بثبات، واضعاً أسساً قوية لمستقبل أكثر إشراقاً. واختتم بالقول: 'نحن لا ننظر إلى هذا الموسم فقط، بل نعمل على بناء فريق قادر على المنافسة لسنوات قادمة. الطريق لم يكن سهلاً، لكننا اليوم في مكان يليق بتاريخ الحكمة، وهدفنا أن نبقى بين الكبار'.